
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فــؤادٌ علـى كَـرِّ الحـوادثِ مـارِدُ
وعَـزمٌ علـى جَـوْرِ النـوائبِ قاصـدُ
وقلــبٌ يَعـافُ الضـيمَ مرتـعُ همِّـهِ
ولـو رتعَـتْ فيـهِ الرِقاقُ البواردُ
تَنُــوءُ بـه الآمـالُ والجَـدُّ قاعِـدٌ
وتُســْهِرُه العليـاءُ والحَـظُّ راقـدُ
يحـوزُ المُنَـى مـن دونـهِ كلُّ وادعٍ
ويُحـرَمُ مـا دونَ الرِضـا وهو جاهدُ
بـهِ مـن قِـراع الخَطْـبِ دَاءٌ مماطلٌ
وليــس لــه إلا الليـالي عـوائِدُ
ونفــسٌ بأعقــابِ الأمــور بصـيرةٌ
لهـا مـن طِلاع الغيـب حـادٍ وقائدُ
عليهــا طِلابُ العِــزِّ مـن قُـذُفَاتِه
وليـس عليهـا أنْ تُنَـالَ المقاصـِدُ
ويُطمِعُهـا فـي نيلِهـا العـزَّ أنَّها
حليــفُ طِــرادٍ والمعـالي طـرائِدُ
إِذا ميَّــزتْ بيـن الأمـور وأبصـرتْ
مصـايرَها هـانتْ عليهـا الشـَّدائِدُ
فتـؤثِرُ بَـرْحَ الظِمْـءِ والـرِيُّ فاضح
وتـألفُ بـؤسَ الجَـدْبِ والـذُّلُ رائِدُ
وتـأنف أن يَشـفي الـزلالُ غليلَهـا
إِذا هـيَ لـم تشتقْ إليها المواردُ
أُولِّــي بنـي الأيـام نظـرةَ راحـمٍ
وإنْ ظنَّــتِ الجُهَّــالُ أنِّــيَ حاسـدُ
لهـمْ فـي تضـاعيف الرجـاءِ مخاوفٌ
ولـي فـي تصـاريف الزمـان مواعدُ
لـك اللّـه مـن هَمٍّ به تَسعَدُ العُلَى
وتشـقى المهارى والدُّجَى والفدافِدُ
يزعــزع كيــرانَ المَطِــيِّ بسـاهمٍ
علاه شـحوبُ المجـدِ والمجـدُ جاهـدُ
أغرُّ إِذا استغنى به العزمُ لم يكنْ
لـه عـن حياضِ المجدِ والموتِ ذائدُ
لــه أربٌ بيــن الأســِنَّةِ والظُّبَـا
إِذا لـم يسـاعدْهُ الحُبَى والوسائِدُ
فقـد لفحتْـهُ الهُـوجُ وهـي سـَمائِمٌ
كمـا نفحَتْـهُ النُّكْـبُ وهـي صـَوارِدُ
يَشـُقُّ جَنـانَ الليـلِ عـن كـلِّ مَهْمَهٍ
يـذودُ سـوامَ النجـمِ والنجمُ ساهدُ
فلا ضــجعةٌ والصـبحُ شـَمْطاءُ حاسـِرٌ
ولا هَجْعــةٌ والليـلُ عـذراءُ ناهـدُ
فـأولَى لهـا مـن هِمَّـةٍ ذُلِّلَـتْ لها
صـِعابُ العُلَى لولا الزمانُ المعانِدُ
أُريحـتْ عليـه ثَلَّـةُ المجدِ إذْ غَدا
لهـا مـن معيـنِ الملْكِ زندٌ وساعِدُ
ولــولا تصــاريفُ الحـوادثِ أُوطِئَتْ
رِقـابُ المعـالي حيثُ تُرخَى القلائِدُ
بـهِ اعتـذر الأيـامُ عـن هَفَواتِهـا
وعُـدَّ لهـا بعـدَ المساوي المحامدُ
ولـو أنصـفتْ حـامتْ عليه فما لها
إِذا حُمِـــدَتْ إلا بعَليــاهُ حامــدُ
أسـاءَ إليهـا فاسـتثارتْ صـروفَها
صـيالَ نـزوعِ القلـبِ والقلبُ واجدُ
وعارضــها فــي صـَرْفها فتظـاهرتْ
عليـه الصـروفُ البادياتُ العوائدُ
برغـم العُلَـى أن أُشـهِد الأمرَ غُيَّبٌ
وغُيِّــبَ عنــه حاضـرُ اللُّـبِّ شـاهدُ
ومـا غـابَ حـتى طَبَّـقَ الأرضَ جُـودُهُ
ودانَ لنعمـــاهُ مُقِـــرٌّ وجاحـــدُ
تعــاوَرهُ غَمْــزُ الثِقَــافِ فــردَّهُ
صـَليبٌ علـى قَـرْعِ الحـوادثِ مـاردُ
وأرهــف حــدَّيهِ الخطـوبُ طوارقـاً
كمـا رقّقـتْ متـنَ الحُسامِ المبارِدُ
فلا تَشـْمتِ الأعـداءُ بـالطَوْدِ مائِداً
وقــد رســختْ أركـانُه والقواعِـدُ
فمــا بالحُسـامِ المشـرفِيّ غَضاضـَةٌ
إِذا ردَّهُ يــومَ الكريهــةِ غامــدُ
فمـنْ مخبِـرٌ والقـولُ بـالغيبِ ظِنَّةٌ
عـن الـدَّوحِ والأيـامُ عُـوْجٌ نواكِـدُ
هـل اخضـرَّ مـن بعـدِ التسلُّبِ عُودُهُ
ومــدَّ بضــبعيهِ الغصـونُ الأمالـدُ
فعهــدي علــى أنّ الحـوادثَ جَمَّـةٌ
بـه وهـو ريَّـانُ العسـاليجِ مـائِدُ
وقـد يتعَـرَّى الغُصـْنُ حيناً ويكتسي
نَضـارتَهُ مـا لـم ينـلْ منـه خاضِدُ
بكُرهِــيَ أنْ فــارقتُ جَــوَّ ظِلالِــه
كمـا فقـدَ الكَـفَّ المنيعـةَ سـاعدُ
تهـــدَّفتُ للأيــامِ بعــدَ فِراقِــه
إِذا مــرَّ منهـا نـازلٌ كَـرَّ عـائدُ
أَمـرُّ بـذاك الرَّبْـعِ ولهَـى ريـاحُهُ
معطلــــةً أعلامُـــه والمعاهـــدُ
عَهِــدناهُ دَهـراً بِـالوُفودِ مُعضـَّلاً
يُزاحِــمُ فيــهِ الأَقرَبيـنَ الأَباعِـدُ
فَلَيــسَ يُــرى إِلّا شــِفاهٌ لَــوائِمٌ
تَــراهُ خُضــوعاً أَو جِبـاهٌ سـَواجِدُ
مَواســِمُ جــودٍ مـا يَغِـبُّ وُفودُهـا
إِذا خَــفَّ مِنهـا راحِـلٌ حَـطَّ وافِـدُ
إِذا سـامَ فيهـا المُجتَـدونَ مَراتِعٌ
وَإِن عـاثَ فيهـا المُعتَـدونَ مَآسـِدُ
تُهـالُ عَلـى بُعـدِ الأَعِـزَّةِ وَالسـُرى
مَهـولٌ وَإِن غـابَ الأُسـودُ الحـوارِدُ
مَعــارِكُ بِــأسٍ فــي مَـآلِفِ صـَبوَةٍ
تَجَمَّــعُ فيهِـنَّ المَعـاني الشـَوارِدُ
تُغَمغِـــمُ أَبطــالٌ وَتَصــهَلٌ قُــرَّحٌ
وَتَصــخَبُ أَوتــارٌ وَتُــروى قَصـائِدُ
أَضـاءَ لَهـا بَـرقٌ مِـنَ العِـزِّ خاطِفٌ
وصـالَ بِهـا رَدعٌ مِـنَ المَجـدِ راكِدُ
سـَقاها رُجـوعُ الظـاعِنين فَحَسـبُها
وَإِن أَخطَأَتهـا البارِقـاتُ الرَواعِدُ
أَقـــولُ وَأَنضــاءُ الأَمــاني طَلائِعٌ
لَــدَيَّ وَأَنيــابُ الـدَواهي حَـدائِدُ
وَقَــد أَصـحَرَت مِـن جـانِبَيَّ مَقاتِـلٌ
تُخَضــخَضُ فيهِـنَّ السـِهامُ الصـَوارِدُ
وَبَيــنَ جُفــوني لِلــدُموعِ مَنـابِعٌ
وَتَحــتَ ضــُلوعي لِلهُمــومِ مَراقِـدُ
وَأَوطَــأَني الأَيّــامُ أَعقـابَ مَعشـَرٍ
لَهُـم أَوجُـهٌ قَـد بَرقَعَتهـا الجَلامِدُ
فَـــأَخلاقُهُم بِالمُخزِيــاتِ رَهــائِنٌ
وَأَعراضـــُهُم لِلمُنــدِياتِ حَصــائِدُ
يُقَهقِـرُ عَـن نَيـلِ المَعـالي خُطاهُمُ
فَســِيّانَ ســاعٍ لِلمَعــالي وَقاعِـدُ
أَمـا يَسـتَفيقُ الـدَهرُ عَـن نَزَقاتِهِ
فَيُصــبِحُ مُســتَثنىً لَـدَيهِ الأَماجِـدُ
أمـا آن أن تَقْنَـى الخطوبُ حياءَها
فَتُــدْرَكُ أوتــارٌ وتُشــْفَى مواجـدُ
أمــا للرِقــاقِ المشـرفيَّةِ ضـاربٌ
أمــا للعِتَــاقِ الهِبْرَذِيَّـةِ ناقـدُ
أمــا جـرّدُوه مقضـباً وهـو ناشـِئٌ
أمــا جَرَّبـوه مقنبـاً وهـو واحـدُ
ومُفتَقَـر الـدنيا إِلـى رأيهِ الذي
يُـرَدُّ إليـه فـي الأمـورِ المقالـدُ
ســيذكُرهُ ذِكْــرَ الطّرِيــدِ محلَّــهُ
عُـرَى المُلْـكِ مُنْحَلَّاً بهـن المعاقـدُ
وتصـبُو إليـه المكْرُمـاتُ عـواطِلاً
تُزحْـــزَحُ عــن أجيــادِهنَّ القلائدُ
ويُبْلِغُــه الإقبـالُ مـا هـو ضـَامِنٌ
ويُنْجِـزُ فيـه الجَـدُّ مـا هـو واعدُ
وتعتــذرُ الأيــامُ بعــدَ اســاءةٍ
فَيُصـــْحَبُ أبَّــاءٌ ويُصــْلَحُ فاســدُ
فـإن الليـالي إن أخـذنَ خـواطِئاً
غــوارمُ مــا يأخُــذْنَهُ فعوامــدُ
علـى ذا مضـَى حكـمُ الزمـإن لأهلهِ
فـــوادحُ مقــرونٌ بهــنَّ فــوائدُ
وأرفَــهُ خَلْــقِ اللّـهِ راضٍ بعيشـةٍ
وأتعبُهـم قلبـاً علـى الدهر واجدُ
كـأنّي بـه مِلـءَ المـواكب والحُبَى
تُبــاهِي بــه أفراسـُه والمسـاندُ
فمـا هـو إلا البـدرُ بعـدَ سـِرارِهِ
بَـدَا وهو مِلْءُ العينِ والقلبُ صاعدُ
الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر ، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك ، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط)، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها . أصالة الرأي صانتني من الخطل . وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ)، مختصرة في الإكسير.