
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ولــم أنسـَها والمـوتُ يقبِـضُ كفَّهـا
ويبســُطُها والعيــنُ ترنُــو وتُطْـرِقُ
وقـــد دمِعَــتْ أجفانُهــا وكأنهــا
جَنَــى نرجــسٍ فيـه النَّـدى يـترقْرَقُ
وحـلَّ مـن المحـذورِ مـا كنـتُ أتَّقِـي
وحُـمَّ مـن المقـدورِ مـا كنـتُ أفْـرَقُ
وقيـــل فِـــراقٌ لا تلاقِـــيَ بعــدَهُ
ولا زادَ إلّا حســــــرةٌ وتَحــــــرُّقُ
ولـو أنَّ نفسـاً قبـلَ محتـومِ يومِهـا
قضــَتْ حســراتٍ كـادتِ النفـسُ تزهَـقُ
هلالٌ ثــوى مــن قبـلِ أن تَـمَّ نـورُه
وغصــنٌ ذوى فينــانُه وهــو مــورِقُ
فواعجَبــاً أنّــى أُتيــحَ اجتماعُنَـا
ويــا حسـرَةً مـن أيـنَ حُـمَّ التفـرُّقُ
ولـم يبـقَ فيمـا بينَنـا غيـرُ حثْوةٍ
على العين تُحْثَى أو على القلب تُطبِقُ
أحِــنُّ إليهــا إنْ تراخَــى مزارُهَـا
وأبكــي عليهــا إنْ تـدانَى وأشـهَقُ
وأُبلِــسُ حــتى مــا أبيــنُ كأنَّمـا
تــدورُ بــيَ الأرضُ الفضــاءُ وأُصـْعَقُ
وأُلصــِقُها طَــوراً بصــدري وأشـتِفي
وأمســـحُهَا حِينــاً بكفــي فتعبَــقُ
ومـــا زُرْتُهــا إلّا تــوهمتُ أنَّهــا
بثــوبيَ مــن وجــدي بهــا تتعلَّـقُ
وأحســَبُهَا والحُجْــبُ بينـي وبينَهـا
تعـي مـن وراء التُّـرْبِ قـولي فتنطِقُ
وأُشـعِرُ قلـبي اليـأسَ عنهـا تصـبُّراً
فيرجِـــعُ مرتابـــاً بــه لا يُصــَدِّقُ
الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر ، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك ، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط)، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها . أصالة الرأي صانتني من الخطل . وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ)، مختصرة في الإكسير.