
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَريقَتُــكَ المُثلــى أَجَـلُّ وَأَشـرَفُ
وَســيرَتُكَ الحُســنى أَبَــرُّ وَأَرأَفُ
وَأَعرِفُ مِنكَ الجودَ وَالحِلمَ وَالتُقى
وَأَنـتَ لَعَمـري فَـوقَ ما أَنا أَعرِفُ
وَوَاللَــهِ إِنّــي فـي وَلائِكَ مُخلِـصٌ
وَوَاللَـهِ مـا أَحتـاجُ أَنِّـيَ أَحلِـفُ
أُجِلِّــكَ أَن أُنهـي إِلَيـكَ شـِكايَتي
فَهــا أَنـا فيهـا مُقـدِمٌ مُتَوَقِّـفُ
وَلـي مِنـكَ جـودٌ رامَ غَيـرُكَ نَقصَهُ
وَحاشـا لِجـودٍ مِنـكَ بِالنَقصِ يوصَفُ
وَمُـذ كُنتُ لَم أَرضَ النَقيصَةَ شيمَتي
وَمِثلُـكَ مَـن يَـأبى لِمِثلـي وَيَأنَفُ
فَـإِن تَعفُنـي مِنهـا تَكُن لِيَ حُرمَةٌ
أَكــونُ عَلـى غَيـري بِهـا أَتَشـَرَّفُ
وَلَـولا أُمـورٌ لَيـسَ يَحسـُنُ ذِكرُهـا
لَكُنـتُ عَـنِ الشـَكوى أَصـُدُّ وَأُصـدِفُ
لِأَنِّــيَ أَدري أَنَّ لـي مِنـكَ جانِبـاً
سَيُســعِدُني طـولَ الزَمـانِ وَيُسـعِفُ
تُبَشــِّرُني الآمــالُ مِنــكَ بِنَظـرَةٍ
تُـزَفُّ لِـيَ الـدُنيا بِهـا وَتُزَخـرَفُ
وَلَيـسَ بَعيـداً مِـن أَياديـكَ أَنَّها
تُجِــدِّدُ عِــزّاً كُنـتَ فيـهِ وَتُضـعِفُ
إِذا كُنـتَ لـي فَالمالُ أَهوَنُ ذاهِبٍ
يُعَوِّضــُهُ الإِحســانُ مِنــكَ وَيُخلِـفُ
وَلا أَبتَغــي إِلّا إِقامَــةَ حُرمَــتي
وَلَســتُ لِشــَيءٍ غَيرِهــا أَتَأَســَّفُ
وَنَفسـي بِحَمـدِ اللَـهِ نَفـسٌ أَبِيَّـةٌ
فَهــا هِــيَ لا تَهفــو وَلا تَتَلَهَّـفُ
وَأَشـرَفُ مـا تَبنيـهِ مَجـدٌ وَسـُؤدَدٌ
وَأَزيَـنُ مـا تَقنيـهِ سـَيفٌ وَمُصـحَفُ
وَلَكِــنَّ أَطفــالاً صــِغاراً وَنِسـوَةً
وَلا أَحَــدٌ غَيــري بِهِــم يَتَلَطَّــفُ
أَغــارُ إِذا هَـبَّ النَسـيمُ عَليهِـمُ
وَقَلــبي لَهُـم مِـن رَحمَـةٍ يَتَرَجَّـفُ
ســُرورِيَ أَن يَبـدو عَليهِـم تَنَعُّـمٌ
وَحُزنِــيَ أَن يَبـدو عَلَيهِـم تَقَشـُّفُ
ذَخَـرتُ لَهُـم لُطـفَ الإِلَـهِ وَيوسـُفاً
وَوَاللَـهِ لا ضـاعوا وَيوسـُفُ يوسـُفُ
أُكَلِّــفُ شـِعري حيـنَ أَشـكو مَشـَقَّةً
كَــأَنِّيَ أَدعـوهُ لِمـا لَيـسَ يُؤلَـفُ
وَقَــد كــانَ مَعنِيّـاً بِكُـلِّ تَغَـزُّلٍ
تَهيـمُ بِـهِ الأَلبـابُ حُسـناً وَتُشغَفُ
يَلـوحُ عَليـهِ فـي التَغَـزُّلِ رَونَـقٌ
وَيَظهَـرُ فـي الشـَكوى عَليـهِ تَكَلُّفُ
وَمـا زالَ شـِعري فيهِ لِلروحِ راحَةٌ
وَلِلقَلــبِ مَســلاةٌ وَلِلهَــمِّ مَصـرَفُ
يُناغيـكَ فيهِ الظَبيُ وَالظَبيُ أَحوَرٌ
وَيَلهيـكَ فيهِ الغُصنُ وَالغُصنُ أَهيَفُ
نَعَـم كُنـتُ أَشـكو فَرطَ وَجدٍ وَلَوعَةٍ
بِكُـلِّ مَليـحٍ فـي الهَوى لَيسَ يُنصِفُ
وَلــي فيــهِ إِمّـا واصـِلٌ مُتَـدَلِّلٌ
عَلَـــيَّ وَإِمّـــا هــاجِرٌ مُتَصــَلِّفُ
شـَكَوتُ وَمـا الشـَكوى إِلَيـكَ مَذَلَّةٌ
وَإِن كُنــتُ فيهـا دائِمـاً أَتَـأَنَّفُ
إِلَيـكَ صـَلاحَ الـدينِ أَنهَيـتُ قِصَّتي
وَرَأيُـكَ يـا مَـولايَ أَعلـى وَأَشـرَفُ
زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين.شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.