
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رُقِمَــتْ فــي مَعــارِفي الأَشــياءُ
واســْتَنارتْ بنوبَــتي الظَّلمــاءُ
وتجلَّـــى لمظهَــري نــورُ مجــدٍ
أيَّــدتْ شــأنَهُ اليــدُ البيضـاءُ
وشــــُؤُني آياتُهــــا بيِّنـــاتٌ
أحكَمَتْهـــا الشــَّريعةُ الغــرَّاءُ
قمـتُ بالمُصـْطفى وقـد غِبـت عنِّـي
مثلمــا حــرَّكَ الغُصـونَ الهـواءُ
أنــا ميــتٌ والهاشــِمِيُّ حَيـاتي
مثلمــا يُحيــيَ النَّبـاتَ المـاءُ
ســُنَّةٌ قــد ذكــرتُ نعمــةَ ربِّـي
لشـــُؤُنٍ تزكـــو بهـــا العُقَلاءُ
مَـذهبي فـي الطَّريـقِ مـذهبُ ديـنٍ
مـــا بــه وحــدَةٌ ولا اســْتِعْلاءُ
أَنــا والمســلِمونَ كــلُّ ســواءٌ
نعــــمُ الأمــــرُ ضـــمنَهُ إِعلاءُ
وأَبونــا فــي النَّشـإِ آدمُ حقًّـا
إنْ نُســــِبْنا وأُمُّنـــا حـــوَّاءُ
لا تـرى النَّـاسَ يـا بنـيَّ صـِغاراً
كلُّهـــم طـــيَّ طِينهِــمْ كُبَــراءُ
آدميُّــونَ حالَــةَ النَّشـإِ قـاموا
وبهــــذا حقيقَــــةٌ ســــَمْحاءُ
أَكـرمَ اللـه جِنسـهُمْ فـاعْرَفَنْ ذا
إنَّ أَبنــــــاءَ آدمٍ كُرَمـــــاءُ
لكِــنِ الأمــرُ فيــه تــمَّ شــُؤُنٌ
قـد أقـامَ الحُظـوظَ فيها القضاءُ
ذاكَ بالــدِّينِ قـد أضـاءَ فـؤاداً
وأخــو الجُحْــدِ ظُلمــةٌ ظَلْمــاءُ
حكــمُ ســرِّ الضــِّدَّينِ قـرَّبَ هـذا
ولهـــــذا مشــــقَّةٌ وعَنــــاءُ
فاخْــدِمِ الكــلَّ بالهِدايَــةِ لـل
هِ فخيـــرُ الصـــَّنائعِ الإِهــداءُ
وإذا مــا أعْيــاكَ حــظُّ جَحــودٍ
فــــاتْرُكْنَهُ فحقُّـــهُ الإِقْصـــاءُ
وعُهــودي خُــذْها عُهـوداً صـِراحاً
مـــا بهــا رَمْــزَةٌ ولا إِيمــاءُ
حـافِظِ الشـَّرْعِ في العقائِدِ واثْبُتْ
فــأُلوا الغــيِّ دينُهُــمْ أَهـواءُ
واتْبــعِ المُصــْطفى بطَـوْرٍ وحـالٍ
فهــو مــولًى أَتبـاعُهُ الأَتقِيـاءُ
وإذا مــا أذْنَبْـتَ ذنبـاً فبـادِرْ
ببكـــاءٍ فللـــذُّنوبِ البُكـــاءُ
ثـمَّ تُـبْ خالِصـاً ولا تقطـعِ الحَـبْ
لَ فهـــــذا للمــــذْنِبينَ دواءُ
لا تُكَفِّـرْ بالـذَّنبِ عبـداً فـإنَّ ال
عِصــمَةَ شــيءٌ أصـحابُهُ الأَنبِيـاءُ
واقْبـلِ التَّـائبينَ واحْـنُ عليهـم
ربَّمـا أحـرزوا المُنى إذا جاءوا
رحمـةُ اللـهِ قـد تَسـِحُّ على المُذْ
نِــبِ إذْ تــابَ فالــذُّنوبُ هَبـاءُ
وارْحَـمِ النَّـاسَ كلُّهُـمُ إنَّمـا يُـرْ
حَـمُ حقًّـا فـي الحضـرَةِ الرُّحَمـاءُ
واخْتَــرِ الخالِصــينَ أهــلَ وِدادٍ
وليَنُــبْ عنــكَ الهُـدى الخُلَصـاءُ
لا تُفَضــِّلْ أهـلَ المَقـالِ علـى أهْ
لِ قُلــوبٍ للحــالِ فيهــا رُغـاءُ
رُبَّ قلــبٍ كالســَّيفِ يفعــلُ فِعلاً
عجــزَتْ عــن أَفعــالِهِ البُلَغـاءُ
واصــْحَبِ الأَســخِياءَ للـهِ فالنَّـا
سُ صـــُنوفٌ أبرُّهـــا الأَســـخِياءُ
عَلِّــمِ البــذْلَ كـلَّ قومِـكَ زُهـداً
حيــثُ أقصــَى القوافِــلِ البُخَلاءُ
عُلمــاءُ الإِســلامِ فــاثْنِ عليهـم
واحَرِمهُــمْ فالســَّادةُ العُلَمــاءُ
وتــولَّ الفقــرَ وأحســِنْ إليــه
دولــةُ اللــه أهلُهـا الفُقَـراءُ
وأُولـو الجـذبِ فاجتـذِبْهُمْ برفْـقٍ
وحنـــانٍ فهـــم رجــالٌ صــَفاءُ
واعْظِــمِ الوالِـدَيْنِ سـرًّا وجهـراً
منهُمــا بصــُلْحِ الشـُؤُنِ الـدُّعاءُ
واحْفَظِ الجارَ وأكرِمْ الضَّيفَ واصْبِرْ
واحْســِنِ القــولَ فـالكلامُ وِعـاءُ
وتواضــَعْ مهمــا قَــدَرْتَ بصــدقٍ
فلَعَمـــري يتواضـــَعُ الكُبَــراءُ
واحْفَــظِ الـوقتَ والفُـؤادَ بـذكرٍ
وتجنَّــبْ مــا يــأتِهِ الأَقْســِياءُ
واسـْبِلِ السَّتْرَ لا ترى العيبَ للنَّا
سِ وإِنْ كـــانَ فــالطُّعونُ عَمــاءُ
وارْضَ بــاللهِ فــي شـُؤُنِكَ قلبـاً
إنَّمــا يُــورِثُ الرِّضـاءُ الرِّضـاءُ
رافِـقِ الصـَّالحينَ واغنَـمْ هُـداهُمْ
فلنعْـــــمَ الخُلاَّنُ والرُّفَقــــاءُ
واهْجُـرِ النَّاقلينَ في النَّاسِ زُوراً
عـــن ظُنـــونٍ فــإنَّهم بُعَــداءُ
وتَباعَـدْ عـن الحدد مغنيه عليهم
تقطـــة تـــون قلبــه زرقــاء
وليقطـع الخـائنين واغلط عليهم
إنَّمــا أهــلُ دِينِنــا الأَمَنــاءُ
واقصـم الكـاذبين عنـك فـإن ال
كـــذب فيـــه نميطــة شــنعاء
واقْطَـعِ الكـاذِبينَ عنـكَ فـإنَّ ال
كـــذبَ فيـــه نَميطَــةٌ شــَنْعاءُ
وتزحْــزَحْ عــن الحَريــصِ بَعيـداً
حيــثُ بــالحرصِ تَصـغُرُ الكُبَـراءُ
واحْســِنِ الظَّــنَّ بالأَنـامِ جميعـاً
إذْ بحسـنِ الظُّنـونِ يُعطـى الـوَلاءُ
مـازِحِ الطِّفـلَ عظِّـمِ الشـَّيْخَ وقِّـرْ
رَبَّ ديــنٍ فــي طَــوْرِهِ اسـْتِحْياءُ
وكِــرامُ الآبــاءِ فـالْفِتْ إِليهـم
منــكَ وجهــاً فللكــرامِ رَجــاءُ
وصـُنِ الـذَّيْلَ واصْلِحِ المَيْلَ وافْعل
مــا أبــاحَ الفُرْقـانُ والفُضـَلاءُ
لا تُشــاوِرْ يومــاً نِســاءً بـأمرٍ
إنَّمـا الـرَّأيُ لـم ينلْـهُ النِّساءُ
وتَضــاعَفْ عنــد الضـَّعيفِ حَنانـاً
فبهــذا قــد تُجْبَــرُ الضــُّعَفاءُ
واتْــرُكِ الشـَّاطحينَ فـي كـلِّ وادٍ
إِنَّمــا الشــَّطْحُ صــدمَةٌ دَهْمــاءُ
خُـــذْ بــذُلٍّ وبانْكِســارٍ وخُلْــقٍ
أحمــدِيٍّ مــا نــالَهُ العُظَمــاءُ
واتَّخِـذْني شـيخاً ولا تخشـن ضـيماً
نحـــن قــوم عــواجز أقويــاء
علمــاء بحِكمــةِ الــدِّينِ معنًـى
فُقَــــراءٌ لربِّنــــا أَغنِيـــاءُ
جــذَبَتْنا يــدُ العِنايَــةِ غَيْبـاً
للمعـــالي فطَوْرُنــا العَلْيــاءُ
قــد علوْنــا بــاللهِ كـلَّ ولِـيٍّ
ولرَبِّــي التَّصــريفُ كيــفَ يَشـاءُ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).