
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـرْ بطريـقِ اللـهِ حتَّـى المُنْتَهى
إذْ ليــس للإَنســانِ إِلاَّ مـا سـعَى
وقــفْ علـى البـابِ الإِلهِـيِّ وكـنْ
مُقتفِيـاً بالصـِّدقِ إِثـرَ المُصـْطفى
وصــحِّحِ النيَّـةَ فـي الـدِّينِ فمـا
للعبـدِ عنـد الـرَّبِّ إِلاَّ مـا نـوَى
وسلسـِلِ الـدَّمعَ علـى الخـدِّ دُجًـى
فكـم جـرَى الخيرُ إذا الدَّمعُ جرَى
وحــاذِرِ الغفلَـةَ أنْ تُبلـى بهـا
فمــا مُحِــبٌّ حــاذِقٌ كمــن سـهَا
وكــنْ مــع الشــَّرعِ ولازِمْ حكمَـهُ
فظُلمَــةُ القـبرِ جَـزاءُ مـن عـدَا
وإِنْ دُعيــــتَ لكلامِ المُصــــْطَفى
أَطِــعْ وحـاذِرِ لا تكـنْ كمـن طغَـى
فـــأَمرُهُ عـــن ربِّـــهِ وإنَّـــهُ
لــم يَنْطِقَــنْ وحقِّـهِ عـن الهـوَى
وجــانِبِ الهَــوَى ولا تركَــنْ لـه
فكــم لــه مُنْصـَرِعٌ علـى القَفَـا
ودعْ حِمـى العِصـيانِ يوشـَكُ الفتَى
يعثُـرُ إِنْ حـامَ الفَتَى حولَ الحِمَى
وكحِّــلِ العيــنَ بإِثْمَــدِ التُّقَـى
فإنَّمـا الـوِزْرُ إلـى العيـنِ عَمَا
وخـذْ معـاني الغيـبِ عـن شـريعَةٍ
منْهَجُهــا لربِّنـا النَّهـجْ السـِّوَى
ولا تــرَ النَّفـسَ فـإنَّ الـدَّاءَ أَنْ
يُكــابِرَ المـرءُ أوِ النَّفـسَ يَـرَى
وفــارِقِ الخِــلَّ الــذي طريقُــهُ
مُجْتَــذِبٌ زِمــامَهُ إلــى الغَــوَى
ورافِــقِ التَّقــيَّ واغْنَــمْ وقتَـهُ
فلــذَّةُ العيــشِ بأَصـحابِ التَّقَـى
وارْوِ كلامَ المُصــــْطَفى مُحَقَّقـــاً
مـا كُـلُّ راوٍ إِنْ روَى القـولَ رَوَى
واسـْرِ مـع القـومِ علـى آدابِهِـمْ
عنـدَ الصـَّباحِ يحمدُ القومُ السُّرَى
وســـلِّمِ الأمـــرَ لمــولاكَ وكــنْ
مُعتصــِماً بحبلِــهِ عــن الســِّوَى
ولازِمِ الــــبيتَ بخُلـــقٍ رَيِّـــضٍ
كـم آفـةٍ تـأتي الفَتَـى إذا مَشَى
وصـنْ بنـيَّ العيـنَ لا تنظـرْ بهـا
إِلاَّ مُباحــاً وبــه الشــَّرعُ أَتَـى
ورِجلَــكَ احفظْهـا فلا تبعَـثْ بهـا
لغيـرِ مـا يُرضـي أَسـاطينَ النُّهَى
وباعِــدِ الكِبْــرَ ولا تحفَــلْ بـه
فــالكِبْرُ قـاطِعٌ أسـاليبَ العُلَـى
وكـــنْ وَقــوراً رَبَّ خُلْــقٍ رَيِّــضٍ
مــا خــفَّ فــي مجلِسـِهِ رَبُّ حِجَـا
واجعـلْ نِظـامَ الدِّينِ حُكماً قاطِعاً
لا تقـضِ بـالرَّأيِ إذا الـدِّينُ قَضَى
وخــالِفِ المُعْــوَجَّ فــي مــذهبِهِ
إِنْ ســَفُلَ الشــَّأنُ بــه وإِنْ عَلا
ولــدِفاعِ الكَـرْبِ بـاللهِ اسـتغِثْ
فــإنَّ ربِّـي لـم يخيِّـبْ مـن دَعـا
وخــذْ مـن الخَشـْيَةِ دِرعـاً صـَيِّناً
واذْكُـرْ بهـا مُوسـى وسـيناءَ طُوَى
فـــالأَمرُ للــه تعــالى راجِــعٌ
وعنــدَهُ ســُبحانَهُ كــلُّ المُنَــى
واسَتقْصـِرِ الأَوقـاتَ واعمـلْ ضمنَها
للــهِ مشــغولاً بفكْــرِ المُلْتَقَـى
وعامِــلِ الــدُّنيا علـى مشـرَبِها
فإنَّمــا الـدُّنيا قصـيرَةُ المَـدَى
إِن خادَعَتْــكَ رُحْ بهــا معتبِــراً
مــا صــَنَعَتْ بغشـِّها فيمَـنْ مَضـَى
وخُــذْ مـن اللَّيـلِ زَمانـاً طيِّبـاً
الصــُّبحُ لا تغفَـلْ بـه ولا الضـُّحَى
ولاحِــظِ الأَنفــاسَ فــي مُرورِهــا
فليــسَ بـالفتَى المُحِـبُّ إِنْ لَهَـا
وطيِّــبِ الفقيــرَ واجبُــرْ قلبَـهُ
لكـلُّ مـا يمكِـنُ واتـرُكْ مـا نأَى
وصــافِ مــن صـافاكَ واحفَـظْ وُدُّهُ
ولا تكـــنْ محتفِلاً بمـــن قَلَـــى
وعظِّــمِ الخِــلَّ الــوَفِيَّ باطِنــاً
وخــلِّ بالإِهمـالِ قلبـاً مـن جَفَـا
وإِنْ علــوْتَ كــنْ لطيــفَ مشــرَبٍ
مـا أقبَـحَ الفَـظَّ الغَليظَ إِنْ عَلا
وصـِرْ رَؤوفَ القلـب بالنَّـاسِ وكـنْ
مُخالِفــاً لــربِّ لــؤْمٍ قـد قَسـَا
وكـــنْ ســـخِيًّا مـــن حلالٍ وارِدٍ
إليـكَ مـن إِحسـانِ رافِـعِ العُلَـى
إِنَّ الســــَّخِيَّ بحــــرامٍ نَكِـــدٌ
مـع البخيـلِ المُفرِطِ الشُّحِّ استوَى
وقــاطِعِ الكَــذوبَ فــي فِرْيَتِــهِ
فإنَّمــا المَلعــونُ عـادٌ افْتَـرَى
وخَــلِّ مــن رابَـى وخـذْهُ جانِبـاً
فالجــائعُ الفقيـرُ آكِـلُ الرِّبـا
وخــادِشُ الأَعــراضِ لا تقــرَبْ لـه
دهــراً فــذاكَ دربُــهُ دربُ لَظَـى
ورُدَّ للنَّمَّــامِ مــا يــأتي بــه
لــوجهِهِ فــذاكَ مأســورُ الهَـوَى
وإِنْ تــرَ المُطيـعَ فـاقْبِضْ ذيلَـهُ
وفـارِقَنْ وجهـاً وقلبـاً مـن عَصـَى
أعظِــمْ شـُؤُنَ الصـَّحبِ طُـرًّا إنَّهـم
أَئمَّــةٌ والكُــلُّ منهــم مُقْتَــدَى
والآلُ آلُ المُرْتَضـــى فـــاحْبِبْهُمُ
حبًّـا لـذاتِ المُصـْطَفى والمُرْتضـَى
واحْبِــبْ رجـالَ اللـهِ للـهِ وقـفْ
ببــابِهِمْ واللـه خيـرُ مـن هَـدَى
وكـــنْ لهـــم لأَجلِــهِ مُصــْطفِياً
قـد يصطَفي العبدُ من الله اصْطَفَى
ولا تــرَ التَّــأثيرَ فيهــم إنَّـه
شـِرْكٌ بـلِ الفَعَّـالُ يُمضـي ما مَضَى
آثــارَ أســرارٍ بهــم أَودَعَهــا
كاللَّيـلِ قـد أودَعَـهُ عتـمَ الدُّجَى
واحْفَــظْ لهــم حُقــوقَهُمْ لأَجلِــهِ
أهـلُ العُقـولِ تَرْتَضـي مـن ارْتَضى
وهـم لَعَمْـري لـو عرَفْـتَ مـن هُـمُ
أَتبـاعَ طَـهَ التَّـابِعونَ مـن قفَـا
مـن قـالَ إنِّـي منهـمْ ولـم يكـنْ
مقيَّـــداً بالشــَّرعِ ضــلَّ وغَــوَى
بيِّنـــةٌ ظـــاهِرةٌ فخُـــذْ بهــا
ودعْ ســبيلَ كــاذِبٍ قــدِ ادَّعَــى
واعطِـفَ علـى الجَـارِ وكنْ عزًّا له
واستعمِلِ العفوَ إذا الجارُ اعْتَدَى
وصـلْ أُولـي الأَرحامَ مهما قاطَعوا
عـن قطعِهِـمْ نبيُّنـا الطُّهْـرُ نَهَـى
للوالِــدَيْنِ احفَــظْ حُقوقـاً جَمَّـةً
حـالَ الحيـاةِ أَو هُما تحت الثَّرَى
واحفَــظْ وِداداً مـن أَحبَّـاهُ وكـنْ
ممتَثِلاً فــي ذاكَ أَمــرَ المُجْتَبَـى
وارْعَ بنــيَّ العهـدَ لا تهمِـلْ لـه
أَمـراً فحكْـمُ العهـدِ ديناً يُبْتَغَى
وصـُنْ حُقـوقَ النَّـاسِ لا تعبَـثْ بها
بـذلك السـَّطرُ علـى اللَّـوحِ جَـرَى
ينكشــِفُ الغِطــاءُ بـالموتِ وقـدْ
يُسـأَلُ عـن أَفعـالِهِ مـن قـد بَغَى
واكْظِــمِ الغيـظَ وطِـبْ قلبـاً ولا
تسترسـِلِ النَّبْـلَ مـتى الذِّئبُ عَوَى
وخُــذْ مـن القلـبِ سـلاحاً ماضـِياً
علــى العــدوِّ إِنْ بِلا حــقٍّ سـَطَا
اقْـرَبَ للتَّقـوى تـرى العفـوَ فكنْ
عنــد بُــروزِ قُــدرةٍ ممَّـن عَفَـا
وإِنْ دَهــى طــامِسُ كـربٍ فاعْتَصـِمْ
بـاللهِ كم كربٍ بذا الشَّأْنِ انْجَلَى
وإِنْ تنــــاهَى فـــادِحٌ بشـــدَّةٍ
قــلْ حسـبيَ اللـهُ تعـالى وكَفَـى
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).