
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليـلُ المُحِـبِّ إذا تَطـاوَلَ بالسَّهَرْ
فـي حُـبِّ مـن يَهـوى أُقيمَ به أثرْ
أثَـرُ المَحَبَّـةِ فـي الأحِبَّـةِ ظـاهرٌ
فــاليَومُ حَــنٌّ والظَّلامُ بـه سـَهَرْ
ومنَ الرَّقائِقِ في الدُّجا أنْ يَنْجَلي
فـي طَيِّـهِ بالمَشـْهَدِ الأعلى القَمَرْ
يَطْـوي ويَنْشـُرُ مـن أفانينِ الهَوى
حِكَمــاً بهـا خَبَـرٌ يُؤَيّـدُ للخَبَـرْ
ســَهَرُ الأحبَّـةِ فيـهِ فَـرْضُ كِفايَـةٍ
مـن غـابَ منهـمْ نابَ عنهُ من حَضَرْ
تَجـري العَطايـا من سَمواتِ الرِّضا
وتُبَـزُّ للأحْبـابِ فـي اللَّيلِ الدُّرَرْ
والمُخْلِصــونَ أروقَــةٌ أجفــانُهُمْ
هَشـٍّا لـهُ والمُخْلصـونَ علـى خَطَـرْ
خَطَــرٌ ولكــن لـو فَهِمْـتَ ضـَميرَهُ
خَطَـرُ المَسـَرِّةِ إذْ يَمُنُّ بها القَدَرْ
طُبِعَــتْ علــى جَبَهـاتِهمْ مَكْتوبَـةٌ
آثارُهـا ولِتلـكَ فـي المَعنى غُرَرْ
هُــزَّتْ جُــذوعُ قُلـوبهِمْ بِغَرامهِـمْ
ليلاً تَسـاقَطَ بَعـدَها لهُـمُ الثَّمَـرْ
فاســـْهَرْ بُنَــيَّ واقْطــعْ نِصــْفَهُ
أبَـداً فَمَـنْ نـامَ الدُّجا حبًّا غَدَرْ
سـارَ الأُلـى والجـوعُ أخْمَصَ بَطْنَهُمْ
والعَيْـنُ أرَّقَها الغَرامُ من الذَّعَرْ
وصـَلوا فَنـالوا قَصـْدَهُمْ وتَجبحوا
وبِـذا عـن المَأمونِ قد صَحَّ الخَبَرْ
اسـْهَرْ علـى شـوقٍ فَغَلْغَلَـةُ الدُّجاَ
فيهـا لِسـاهرِها مـن المولى نَظَرْ
وإذا قَطَعـتَ اللَّيلَ بالسَّهَرِ انْتَبه
للـه شـأنُ قَريـرِ عيـنٍ قـد ذَكَـرْ
واسـألْ إلهـكَ بـالنَّبيِّ المُصـْطَفى
سـِرِّ الوُجـودِ المُجْتَبى روحِ البَشَرْ
لـم يسـألِ الرَّحمَن بالهادي امْرُؤٌ
فـي ذَنْبِـه يَرْجـو الرِّضـا إِلاَّ غَفَرْ
واسـْألهُ بالسـَّاداتِ مـن أبْنـائِهِ
وبِصـَحبهِ الأُسـْدُ المَيـامينَ الغُرَرْ
وبِكُــلِّ قُطْــبٍ عـارفٍ أفـرِدْ بهـمْ
شَيخَ العُرَيْجا القُطْبَ مَمْدوحَ السِّيَرْ
قُـلْ رَبَّنـا يـا رَبَّنـا يـا ربَّنـا
يـا مـن إذا المَكْسورُ ناجاهُ جَبَرْ
بِجَنـابِ عَبدِكَ ذي الجَنابِ المُصْطَفى
الصـَّادِقِ الوَعْـدِ التِّهـامِيِّ الأبَـرْ
بالســَّيِّدِ الصـِدِّيقِ سـَهَّارِ الـدُّجى
والضـَّيْغَمِ الفـاروقِ سـَيِّدنا عُمَـرْ
والحَبْـرِ عُثْمـانَ الإمـامِ المُنْتَقى
والمُرْتَضـى بَطَـلِ العَريكـاتِ الأكَرْ
والســَّابقينَ الزُّهْــرِ مـن أولادِهِ
وبِكُــلِّ عبـدٍ فيـكَ أوْداهُ السـَّهَرْ
اغْفـرْ بِفَضـْلِكَ يـا عليـمُ شـُؤُنَنا
يـا خيرَ من فَضلاً على العاصي سَتَرْ
والطُـفْ بنـا فـي كـلِّ أمْـرٍ نازلٍ
بوِقايـةٍ يـا رَبِّ إنْ صـَدَمَ القَـدَرْ
وانْظُــرْ لنــا بِعنايــةٍ أبَديَّـةٍ
فالكُـلُّ منَّـا للنَّـوالِ قـد افْتَقَرْ
وارْحَــمْ بِجـودكَ ذُلَّنـا وقُصـورَنا
يـا رَبِّ إنْ نَحـنُ تَوَسـَّدْنا الحُفَـرْ
واسـْتُرْ عُبَيْـداً فيكَ مَظهرُهُ الخَفا
والطُـفْ بأسـرارِ الغُيوبِ بِمن ظَهَرْ
إنِّــي غَريــبٌ فـي مُرَقَّـعِ خِرْقَـتي
الشـَّيْبُ ناجـاني وقـد مَـسَّ الكِبَرْ
بِحَنيــنِ أســرارٍ إليــكَ تَـوَلَّهَتْ
وبِكُــلِّ عَبـدٍ حَـجَّ طَـوْراً واعْتَمَـرْ
يـا عـالِمَ الأسـرارِ يا رَبَّ العُلى
القَلْـبُ فـي نـارٍ ومَـدْمَعُنا مَطَـرْ
شــَبَّتْ بنـا الآلامُ فـاطفئْ نارَهـا
وتَــولَّ بالإحسـانِ غَلْغَلَـةَ الغِيَـرْ
واخْتُـمْ دُعـاءً قـد جَلَتْـهُ قُلوبُنا
لـكَ مـن طُـوى سـِرٍّ غَرامَكَ قد أسَرّ
بِصـلاةِ كُـلِّ العـالَمينَ علـى الَّذي
صـَيَّرْتَهُ فـي الغَيْـبِ نِبْراسَ الصُّوَرْ
المُصــْطَفى مـن لُـبِّ عُنْصـُرِ هاشـمٍ
مـن جـاءَ بـالقرآنِ مُنْتَظمَ السُّوَرْ
مـا قـامَ قـائِمُ خُلَّـصٍ فـي عُصـْبَةٍ
بالـذِّكرِ مَلْهوفـاً وعـن صـِدْقٍ شَكَرْ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).