
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا انْبَلَـجَ الصَّباحُ في طالِعِهِ
ولا الهِلالُ لاحَ فـي بُـرجِ العُلى
ولا النَّسـيمُ هَـزَّ أعْطافَ الرُّبى
ولا ظَلامُ اللَّيـلِ بالفَجرِ انْجَلى
ولا عَـبيرُ المِسـكِ وافِرُ الشَّذا
عَــمَّ شـَميمُ عَرْفِـهِ كُـلَّ المَلا
لَــولا الَّــذي بِيَـثرِبٍ ضـَريحُهُ
مـن جـاءَ للخَلْقِ جَميعاً مُرْسَلا
مُحَمَّــدُ المَجْـدِ الَّـذي تَلا لـهُ
جِبريلُ بالوَحْيِ الكَريمِ ما تَلا
والمَـدَدِ الفَيَّـاضِ مـن يَمينِـهِ
وســِبْطهِ جَــدِّي شـَهيدِ كَـرْبَلا
مـا غـابَ عن عَيني سَنا جَمالهِ
ولا فُــؤادي مـن مَعـانيهِ خَلا
ولا رأيـــتُ للســِّوى إشــارةً
أجَـلْ ولا قَلْـبي مَثـانيهِ سـَلا
أُمِــرُّ لَيْلــي سـاهِراً مُوَلَّهـاً
مُســـامراً مُنادِمـــاً مُبَلْبَلا
وأسْتَشـِمُّ الرِّيـحَ مـن أرْجـائِهِ
وكـأسُ فِكـري بالمُناجـاةِ حَلا
وأجْعَــلُ اللَّيْـلَ قِيامـاً كُلَّـهُ
لمْ أعْرفِ النَّومَ ولا الهَجْعَ ولا
كَأنَّمـــا بِلالُ كُـــلَّ لَيْلِـــهِ
يَصـيحُ لـي فـي أُذُنـي حَيَّ على
قـد أعْجَـزَ اللاَّحِـقَ شـَوْطُ هِمَّتي
وصـِرْتُ فـي أهـلِ الغَرامِ مَثَلا
ويــا عَجيبــاً لِخَمـولٍ جاهِـلٍ
يَقـولُ إنِّـي في الغَرامِ مُبْتَلى
دينـي غَرامـي والوُلـوعُ سُنَّتي
حَجَبْـــتُ فــي تَفَجُّعــي تَبَتُّلا
قــالَ عَــذولي قَتَلَتْـهُ لَوْعَـةٌ
أفْـدي بِروحـي راضِياً من قَتَلا
يـا سـاكِناً يَثْـرِبَ أنتَ بُغْيَتي
وقِبْلَـتي إن ذهـبَ الغَيـرُ إلى
شـوقي إليـكَ شـوقُ عَبـدٍ خالصٍ
مُتَّصـلٍ عـن شـَوْقهِ مـا انْفَصَلا
سـألْتُكَ الإحسانَ يا شَمسَ الهُدى
بِنُطْـقِ قلـبٍ غَيرَكُـمْ مـا سألا
لـو قابَلَ السَّحابُ فيكُمْ دَمْعَتي
وحَقِّكُـــمْ لَســَحَّ دَمعــي خَجَلا
فَســاعِدونا ســادَتي تَكَرُّمــاً
وأســْعِفونا بالرِّضــا تَفَضـُّلا
قولـوا عُبَيْدٌ من ذَوي أرْحامِنا
جــاءَ وفـي أعْتابِنـا تَمَلْمَلا
واتَّخَــذَ الشــَّوقَ لـهُ وَسـيلَةً
يـا نِعْـمَ مـا بـهِ لنا تَوَسَّلا
فَنَــوِّروهُ بــالتَّجَلِّي مَنْظَــراً
وقَرِّبــوهُ بالتَّــدَلِّي مَنْــزِلا
عَليـكَ صَلَّى الله يا من للعُلى
علـى البُراقِ لَيْلَةَ الإسْرا عَلا
وآلِـكَ الغُـرِّ الشـَّابيبِ الأُلـى
وصــَحْبِكَ الأخْيـارِ طُـرًّا وعلـى
هُنـا اكْتِفـاءٌ قـد طَوَيْتُ ضِمْنَهُ
جَدِّي أبا العَرْجاءِ كَوْكَبَ العُلى
هَدِيَّــةٌ أغْرِفُهــا مـن بَحْرِكُـمْ
لِروحــهِ يَلَــذُّ فيهــا مَنْهَلا
بِــرُّ أبٍ مـن فيـضِ جَـدٍّ أكْـرَمٍ
بهــا علــى أحْفـادهِ تَفَضـَّلا
مـا تُلـيَ القُـرآنُ فـي مَشاهدٍ
كَريمَـــةٍ مُجَـــوَّداً مُـــرَتَّلا
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).