
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـم حللـت الحُـبى بشرْخ الشبابِ
لريـــاضٍ طــوع المنــى وروابِ
ومنــاخ فــي ظــل جــانب دَوْح
ومقيــل بيـن الغصـون الرطـاب
حيـث حلّـتْ جيـدَ الفـروع بعِقْـدٍ
مـن نَـثير القِطار أيدي السحاب
وتمشــتْ ريدانـةُ الريـحِ نَشـْوى
مِشـْيَة الخـوْد فـي حبير الثياب
فـوق رقـراق جـدولٍ ناعم الشطي
ن صــرف مــن القَــذَى مُسـتطاب
نشــــرتْ فــــوقه ملاءة ظـــل
فَرَّقَتهـا الريـاح تحـت الحبـاب
وتغنــت قبــل الصــباح فصـاح
بأغاريـــد للغـــرام عِـــذاب
حرّكـتْ مـن نـوازع الشوق ما ين
زع وجـداً إلـى الصِبا والتصابي
قـد صـرفت العِنـان عنهـا مُجدّاً
لريـــــاضِ العلــــوم والآداب
واختلاس الأبكـار مـن جانب الخد
ر وقــد آذنــتْ بحــطَّ النقـاب
وابتكــار إلـى مزاهـر أبحـاثٍ
نَمَتْهــــا لواقـــح الألبـــاب
قـد حَبتنا أولوا البراعة منها
بفنــون وَقْــفٌ علــى الاكتسـاب
مثـل شـهم جـم الفـوائد أضـحى
طـائر الصـيت مـن بنـي الأحساب
مسـند الشام مع فسطين خير الد
يـن مـن جـاء بـالعجيب العجاب
ســيد لــم تـزل مـآثره تـزدا
د مـــرِّ الشـــهور والأحقـــاب
هـو نعمـان عصـره فـارس الحَـلْ
بـة فـي المشـكلات عنـد الجواب
خَصـّه اللـه فـي الفـروع بفهـم
زَكــنٍ خــابر مُنــاط الصــواب
وحبـــاه مــن العلــوم بحــظّ
وافــر فــارتقى علـى الأَضـراب
مــا تصــدى لمشــكل قــطُّ إِلاّ
وجَلا عنـــه وَصـــْمَةَ الارتيــاب
كيـف لا وهـو وارث الفضـل بدءاً
عـــن ســـَرَاةٍ أعــزة أنجــاب
يا إِماماً أبصرتُ منه بعين السم
ع كَهْفـــــاً لســـــائر الطلاب
منـك فـي الشام رحلة عاقني عن
ه مــن الحــظِّ مخلــف الأسـباب
فإِليـــك الغــداة منــي رَوْداً
بنـت فكـر فـوق الرَدَاح الكعاب
قـد تحلـت من بعد أوصافك الغر
بعقــــد منضــــد الاقتضـــاب
ترتجـي منكم الإِجازة في المروي
مَهْـــراً فتلـــك أقصــى الطلاب
فــأنلني لا ســيما سـند الفـق
ه بعليــاك يـا رفيـع الجنـاب
وتفضــل بهــا علــى مســتميح
راغــب واغتنـمْ جزيـل الثـواب
فلمــن مثلــك الإِجــازة تسـتا
م بنظـــمِ القريـــض للأحبــاب
وابــقَ واســلَمْ مُرَفّــهَ البــا
ل مـا خط يَراعٌ حرفاً بصدر كتاب
عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني.أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق).اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط).والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً.مولده ووفاته بدمشق.