
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَقَـرُّ بعينـي أن أرى الربـعَ والدارا
واِنْ جــدَّدا عنــدي رسيسـاً وتَـذكارا
ربـــوعٌ وأوطـــانٌ بهــا وبأهِلهــا
بلغـــتُ لُبانــاتٍ وقضــَّيتُ أوطــارا
ومـازالَ هـذا الـدهرُ فـي كلَّ ما أرى
مِنَ الوصلِ والتفريقِ في الناسِ أطوارا
أُعلَّــلُ آمــالي بمــا كنــتُ آنِفــاً
أرى فيـه وجـهَ العيـشِ أبلـجَ مختارا
ومـا كنـتُ لـولا الـبينُ والبينُ محوِجُ
أســـاهرُ نجمــاً لا يغــورُ وســُمّارا
يمينــاً بمَـنْ غـاروا وأتهمـتُ سـُحرةً
عـنِ الجِـزعِ والنجمُ اليمانيُّ ما غارا
اِذا بـانَ مَـن أهـوى ولـم تَجرِ أدمعي
مِـنَ الـبينِ غُـدراناً فقـد صِرتُ غدّارا
وفــي حبَّهــمْ أبليــتُ بُـردَ شـبيبتي
فهلاّ اُراعــى بعـدَ مـا صـارَ أطمـارا
وأزهــارُ شــيبي فـي غصـونِ شـبابِهم
حملـنَ لنـا مِـن مـؤلمِ الهجـرِ أثمار
ولمّـا غـدا النّـوارُ في الروضِ باسماً
وعـاينتُ مِـن ومـضِ المباسـمِ أنـوارا
خلعـتُ عـذاري فـي الغرامِ وذو الهوى
حنانيـكَ مَـنْ لم يُبْلِ في الحبَّ اعذارا
وأعـــوزَني الأنصــارُ يــومَ ســويقةِ
ومن ذا الذي يلقى على البين أنصارا
ومَـنْ عـاشَ فـي الـدنيا فطوراً تذيقُه
جنــى العيــشِ اِحلاءً يَلَــذُّ واِمـرارا
ولمّــا تــذاكرنا مِـنَ العيـشِ طيبَـهُ
وصـفوَ وصـالٍ لـم نجـدْ فيـه أكـدارا
طَرِبــتُ إلــى أن خُيَّـلَ الـذكرُ نشـوةً
كمـا كنـتُ أستسـقي المُدامـةَ خَمّـارا
فــواللهِ مــا أدرى أخمـراً سـقيتُها
وقـد ملـتُ سـكراً أم سلافُ الهوى دارا
أجيرانَنــا صــارتْ احــاديثُ وصـلِنا
لأهــلِ الحمـى بعـدَ التفـرُّقِ أسـمارا
وفـي الجيـرةِ الغـادينَ مِن بطنِ وجرة
غـزالٌ علـى نقـضِ المواثيـقِ قد جارا
يُكَلَّفُنـــي الأخطــارَ حــتى أرى لــه
معــاطفَ قَــدّ تُخْجِــلُ الرمـحَ خطّـارا
فلـمْ لا يُراعينـي وقـد أسـهلَ الهـوى
بغيـري وطُرْقـي فيـه أمسـينَ أوعـارا
ومــالي نظيــرٌ فـي هـواهُ واِنْ غـدا
رجـالُ الهـوى فـي مدنفِ الحبَّ أنظارا
وغيــدٍ غــدا قلــبي بهــنَّ مروعَّــاً
علــى كـلَّ مـا يلقـاهُ منهـنَّ صـبّارا
رقمــنَ الـبرى بـالخطوِ نحـوي عشـيَّةً
فللــهِ كــم أهـدينَ للعيـنِ أقمـارا
واِنّــي واِنْ جـاوزتُ فـي الوجـدِ حـدَّه
وأنجــدَبي شــوقي اليهــنَّ أو غـارا
فلســـتُ أرى وجـــدي عليهــنَّ ســُبَّةً
ولا كَلَفــي نقصــاً ولا أدمعــي عـارا
ولمــا رأيــتُ العيــسَ وهـي مثـارةٌ
لوشـكِ النـوى يحملـن حُـدْجاً وأكوارا
تنــوءُ وفــي تلــكَ الحـدوجِ حبـائبٌ
بهــنَّ قطعنــا رَيَّـقَ العيـشِ أعمـارا
وســرنَ وقــد كــنَّ الأدانــي مــودَّةً
يَخُضــْنَ ســراباً بالنجــائبِ مَــوّارا
رجعــتُ إلـى الأجفـانِ مستنصـراً بهـا
فأسـبلنَ دمعـاً فـي المنـازلِ مـدرار
ونــاجيتُ أطلالَ الـديارِ ومـا الـذي
أفــادَ وقـد خـاطبتُ تربـاً وأحجـارا
فمـــا لعهــودِ الغانيــات مضــاعةً
وقــد صـارَ اِعلانـاً غرامـي واِسـرارا
وزادَ غرامـــي فـــي الظلامِ حمامــةٌ
تغنَّــتْ فــأذكتْ فـي جوانحنـا نـارا
أثــارتْ دفيــنَ الشـوقِ حـتى كأنَّنـا
رأينـا لليلـى فـي المنـازلِ آثـارا
اِذا الريــحُ هبَّـتْ عـن ديـارٍ تحلُّهـا
حسـبتُ الفضـاءَ الرحـبَ قد صار عطّارا
تَهُــبُّ كــأنْ مــرَّتْ بــدارِيْنَ ســُحْرةً
مُعَنْبَــرَةَ الضـوعاتِ والنشـرِ معطـارا
وزائرةٍ بعــــد الهــــدوَّ كأنمَّـــا
وضـعتُ بهـا عـن كاهـلِ الشوقِ أوزارا
منعَّمـــةٍ قابلـــة منهــا شــمائلاً
فمــا عـاينتْ عينـايَ للحـظَّ اِدبـارا
غــدا غزلــي وقفــاً عليهـا بـديعُهُ
شـَرُوداً وخيـرُ الشـَّعرِ مـا كانَ سَبّارا
بهرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب.شاعر من ملوك الدولة الأيوبية كان صاحب بعلبك تملكها بعد والده تسعاً وأربعين سنة وأخرجه منها الملك الأشرف سنة 627هفسكن دمشقوقتله مملوك له بسبب دواة ثمينة (سرقها المملوك فحبسه الأمجد في قصره، واحتال المملوك عليه فخرج وأخذ سيف الأمجد وهو يلعب الشطرنج أو النرد فطعنه في خاصرته وهرب فألقى نفسه من سطح الدار)، ودفن الأمجد بتربة أبيه.له (ديوان شعر -خ) في الخزانة الخالدية في القدس وكذلك في المكتبة الظاهرية بدمشق.قال أبو الفداء هو أشعر بني أيوب.