
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هبَّـت علينـا بالشـذا الطيّـبِ
يـا بـردَ ذاك النَّفـس الصـّيّبِ
بـالله يـا ريـحَ الصَبا حَدّثِي
قلــبيَ عــن أحبـابه الغُيَّـبِ
عنــدكِ أخبـار الـورى جملـة
ففصــّليهَا للحشــى المتعَــبِ
بـالله عـودي ثانيـاً وارجعي
بمنعِــشٍ منهــم لنــا مُعشـِبِ
ويـا مهـبَّ الريـح مـن أرضهم
اســمح بنشــرٍ منهــم طيّــبِ
وانشـُر عليهـم مـن معنى بهِم
رســائلاً تقــرا ولــم تكتـبِ
وقـل لهُـم لطفـاً مـتى عـودة
تحيـي رسـُوم المنـزل المجُدِبِ
وسـَلْهُم عـن حـال قلـبي فهُـم
قلـبي وعنهـم عـوْضُ لـم يقلبِ
لـولا المقيمـونَ بوادي الغَضا
لـم اصـبُ للنسـما ولا الرّبْرَبِ
لـولا انتشاق الريح من عَرفهم
مـن كاسـهَا المسـكر لم اشرَبِ
مـرَّت بهـم وَهْنـاً فطـافت بنَا
مبلولــة الأذيــال والمسـحب
لــذلكَ العُشـاق هـامُوا بهَـا
وجــداً لســرٍّ أُودعــت معجـبِ
بـانُوا عـن الدار فيا مهجتي
ذوبـي ويا عينَ المعنَّى اسكبيِ
لـو علـم المـاء الـذي حلَّـهُ
فبـانَ عنـه اليـوم لـم يعذبِ
قــد حجُبــوا عنـي أشخاصـهم
لكنهـا فـي القلـب لـم تحجبِ
مــن سـوء حظـي كلهـم ذاهـب
بمهجــتي والجسـم لـم يـذهبِ
مـاذا عليهم لو نأوا بي وفى
خــدمتهم كلــي لــم يســلبِ
وهمــة الانســان لــم تُجْـدِه
شــيئاً لأمـر وهـو لـم يكتـبِ
شــرعتُ فيهـم مـذهباً للهَـوى
فــاهلهُ اليـوم علـى مـذهبي
والنــاس للأهــواء طـوعٌ وإن
كــان خلاف المنهــج الأصــوبِ
لكــن شــرعي فيهــم موضــح
قصـد السـبيل الأسـوع الأرحـبِ
يـا بـارق الثغـر أما تستحي
تلمــع مــن ثغرهِــم الأشـنبِ
قــــال تشـــبهّتُ بلألائهـــم
فخـراً بهـم لا لادِّعا الفخرِ بي
يــا قمــراً معترضـاً بينهـم
مــا أنــت إلا فاصـل أجنـبي
تكلــف الشــِبْهَ ففــيِ وجهـه
دلائل الكُلفــــة لا تغتـــبي
ويــا شموســاً تـدعي مثلهـم
لـو كـانَ حقـاً كنتِ لم تغربي
والمــدعي مثــلَ اسـمِه مُـدَّعٍ
ومـن يقـل بـالحق لـم يكـذبِ
ويــا ظبــاءٌ غرّهــا جيـدُها
مــا أنــت إلا ضـحكة العُـرّبِ
بجيــدك الأشــعر بـاهيت يـا
بعـداً لـهُ مـن جيدها المذهبِ
يــا رُبّ ليــل أدهـم جئتهـا
فيــه علــى منجــرد أشــهبِ
والليل من زحف الصباح انتأى
كأســود ينســاب مــن ثعلـبِ
ذاكَ زمــان ذو اجتمــاع وذا
زماننـــا عــدُّوه كالمــذنِبِ
والـدهر مـا أحسـن فاصطد به
واخـشَ الأمـاني فهـو كالدولبِ
واســلب بـه حُلّـةَ فضـلٍ فمـا
لُبْـسُ الفـتى إلا سـَنا المكسبِ
وكيــف يرضـى بخمـول البقـا
مــن حنَّكتــه غِــرة المنصـبِ
مـــالي وللــدهر وأبنــائه
يحيـون دهـراً مـات عـن أشعبِ
لــم يكفهــم تقـدير مـولاهم
مـن بُلغـةِ المطعـم والمشـربِ
اســتغفر اللــه فكــل علـى
فضـل ابـن تركي وارد المطلبِ
ســلطاننا فيصــل مَـن صـِيتُه
قـد سـار في المشرق والمغربِ
مَلْـكٌ عظيـمُ الحِلـم ذو هيبـةٍ
يغـدو لهـا الرئبال كالثعلبِ
متســـع المجلــس ذو حضــرة
تبـدي شـذا الأفضـل والهنجـب
مُشــيّد المجــد لــه رفعــة
حكــت سـَما كيـوان بـالمنكبِ
بحـر العطـا والفضـل ذو منّة
تــأتي علـى الأبعـد والأقـربِ
مُســدّدُ السـعي مليـءُ الثنـا
مستحســَن الطلعــة والمـذهبِ
يهـتز مرتاحـاً لفيـض النـدى
مثـل اهـتزاز الصـَّارم الأقصبِ
تقــول كفّـاهُ لراجـي الغنـي
كـم لـك مـن أهـل ومـن مرحبِ
مســتبحر الفكــرة غواصــها
مســتخرج الحكمـة لـم تُثقَـبِ
مسـتيقظ حـامي حيـاضِ الحمـى
مقتحـــم الأهــوالِ والأصــعبِ
يطــوف فــي أمصـاره مصـلِحاً
وأيُّ مصــر فيــه لــم يَرغـبِ
وطالمــا حنّــت ظفــار إلـى
زورتــه دهــراً فلــم تعتـبِ
حـتى أثـار الـدهر مـن حظها
فجاءهــا يســعى علـى مركـبِ
يشـق ظهـر البحـر فـي سـيره
وَينهـوي فـي العَـدْو كالكوكبِ
لمـا درى المركـب مـن فَـوقه
عَـراهُ تيـه المفـرح المطـرِبِ
تواضـــع البحـــرُ جلالاً لــهُ
وامتــدّ ظهـراً ليِّـنَ المركَـبِ
فبينمـا يجـري إلـى أن أتـى
مصــيرة الحيتــان والمرسـبِ
أوســعها وصــلاً فتـاهت علـى
أمثالهــا كالتـائه المعجـبِ
ثـم مضـى عنهَـا وفـي قلبهَـا
نـار الأسـى مـن نـازح معقـبِ
لمـا أتـى مرسـى ظفـار غـدت
فــألاً لــه كـالظفر المـوجبِ
عــروس حســن نزحــت أرضـهَا
فـانفردت فـي وصـفها الأطيـبِ
كأنهــا فــي سـطح أرجائهـا
جــوهرة تطفــو ولــم ترسـبِ
مهجــورة لا مِــن قِلـىً برهـة
ترجــو وصـال الملـك الأنجـبِ
إن كـان عنهـا وصـله عازبـاً
ففضــلهُ الفــائض لـم يعـزُبِ
فجاءهــا وهــي بيــأسٍ وكـم
يُسـراً أتـى مـن بعـد مستصعبِ
ألبســهَا مــن وصــله بهجـة
فأشــرقت فـي غصـنها الأرطـبِ
لـو قـدرت تسـعى إليـه سـعت
تلثـم وجـه البحـر والمركـبِ
لكنهـــا بــالهجر مأســورة
فجاءهَــا يشــرق فــي مـوكبِ
أبــدت خباياهــا فكـم طيـبٍ
وكــم جديــدٍ جــاء مسـتغربِ
فــاض عليهــا مــن شـآبيبه
ديمــةَ فضــلٍ واســعٍ أرحـبي
وأهلهَــا الأنجــاد تلقــاهم
كـــأنهم جـــنُّ ذوو هبهـــبِ
مُشـــوَّهُو الخِلقـــة نهّابــةٌ
مُدنَّســـُو البِــزّة كــالطحلب
كأنمــا يــأجوج مـن نسـلهم
والشـيء منسـوب إلـى الأنسـبِ
مجـــرَّدُو أرؤســهم والظبــا
مســلولةٌ كالبــارق الخُلَّــبِ
تخــالُ حربـاً غـودرت بينهـم
مــن عهـد بكـر وبنـي تغلـبِ
تســمعُ فــي هزاتهــم هيعـة
مثــل كلابٍ صــِحْنَ فــي مَسـْغبِ
كأنمــــا دارهـــم ظبيـــة
مـا بيـن ذي نـابٍ وذي مخِلـبِ
لو لم تكن داخلة في حمى الس
لطــان كـانت ضـيعةَ المنهـبِ
بهـــا براغيــث بأجســَامهم
تفعــل فعـل الصـِّل والعقـربِ
تقـول للملسـوع يـا ذا إلـى
أيـن السـرى قال إلى المهربِ
لكــن ظفــار مــع ذا جَنّــة
طيّبـــة المطعــم والمشــربِ
وكامــل الــدنيا عزيـز ولا
تخلـو القـرى مـن منقص منقبِ
وإنمــا الحســن بهـا غـالب
والنـاسُ يجـرون علـى الأغلـبِ
تسلســـلت أنهارهــا عذبــة
واهـاً إلـى سلسـالها الأعـذبِ
واعتنقــت أشـجارها إذ شـدت
أطيارهـا فـي لحنهَـا المعرِبِ
فيهَـا مـن الطير ووحش الفلا
مـا لكنـتْ عنـهُ ابنة الخرشبِ
يكــادُ بالأيـدي ينـال الـذي
يســرحُ مـن ظـبي ومـن أرنـبِ
فبينمـا السـلطانُ فـي عرشـه
إذ نفحتــه نســمة المغــربِ
فــآبَ فــي بهجتــه واصــلاً
مسـقط مثـل العـارض المخُصـِبِ
تهــــتز اجلالاً بأرجائهــــا
مـن وصـله المبهـج والمطُـربِ
لـكَ السـَّنا يـا سيدي والهنا
بالعيـد عيـد المفطر الموجبِ
فضــاعف اللـه إليـك الهنـا
بـذا القـدوم الأزهـر الأطيـبِ
وبـاركَ الرحمـنِ يـا ليـث في
أشـبالكَ الصـيد حمـى المذهبِ
هـــم إخــوة كلهــم ماجــدٌ
ترفّعــوا فـي الشـرف الأغلـبِ
مــن ذاك تيمــور وذا نـادر
كلاهمـــا حــاز عُلا المنصــبِ
يـا خيـرَ مولـودين كـلٌّ قفـا
فـي المجـد والسؤدد نهجَ الأبِ
بحـران فـي المنـة طودان في
عَلياهمـا بـدران فـي الغيهبِ
هـم رفعـوا قـدري فلم ينخفض
فيـا لسـاني بالثنـا فانْصـَبِ
يــا ســيدي دونــك حُورِيّــة
تجلّلــت فـي مِرطهـا المـذُهَبِ
بِكْــرٌ إذا جــاءتكم افصــحت
فـي مـدحكم عن حالها المُعربِ
تسـحب ذيـل التِيـه فـي عِزها
علـى ابـن أوس وأبـي الطيـبِ
قــد زادهــا مــدحكم رفعـة
ومـن كمـال الطيـب في الطيّبِ
محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي، ويكنى بأبي نذير، شيخ البيان.شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.له (ديوان -ط).