
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـي نـورِ طلعتـه أو نـارِ وَجنتـه
لا بــأسَ للصـبّ أن يرمـي بمهجتِـهِ
بـالله يا نورَ ذاكَ الوجه نسألكم
هدايـةً فـي دجـىً مـن ليـل طُرتِـه
وأنـت يـا نـارِ خـدَّيه أمَـا لحشىً
فيـك اصـطلى نهلـةٌ من خمرِ ريقته
قد كنت في السلم ذا جهل به ومتى
تلهَّبــتْ قلــتُ شـبّت نـارُ فتنتِـه
مـذ قـام يدعو بلالُ الخال منتصباً
بمنـبر الخـد صـرنا أهـل دعـوتِه
يـا عـاذلَ الصب دعوى الحب ظاهرة
قــامت بتأييــدهَا آيـاتُ عَبْرتـه
أليــسَ للصــب عــذرٌ فـي محبتـه
مِــن ليــل طُرَّتـه أو صـبح غُرَّتِـه
لا زلـتُ مستكشـفاً عـن بابـل خبراً
حـتى روى لـي عنهـا سـحرُ مقلتـهِ
والمِســك قُبلتـه والنسـك قِبلتـه
أنعِــم بقُبلتــه أكــرم بقِبلتِـه
والمِسـك ضـاعَ شـذاً من طيب نكهته
واسـودَّ كالخـال غيظـاً مثـل حبتهِ
وكنــتُ أحســبُ إنَّ الحسـنَ منقسـِمٌ
فـي الخلـق حتى رأينا حسنَ صورتِهِ
فبـانَ لـي إنَّ بحـرَ الحُسـن مجتمع
فيـه ومـا شـذَّ عنـهُ مثـل نقطتِـه
وقيل لي الحور في الفردوس باهرةٌ
فمــا تحققــتُ إلاّ عنــدَ رُؤيتــهِ
آمنـت بـالله منشي الكائناتِ فَما
أبهــى وأبهـرَ مـن آيـات فطرتِـه
أنتُــنَّ يـا نَسـَمات الصـبح طيّبـةٌ
حيـث ارتَشـفتُنَّ مـن آثـارِ نفحتِـه
وأنـتَ يـا بـرقُ لو لم تكسب شبهاً
مـن ثغـره لـم تحـر فخراً بِنسبتِه
وأنـتَ يـا ظـبي مـا حاكيته أبداً
لكــن تعلّمــتَ منـهُ حسـن نِفرتِـه
أحبابنـا إنمـا الـدُّنيا مواصـلةٌ
ومثلكــم مـن يراعـي حـق صـحبته
أيـن الليـالي التي كانت بوصلكم
يُمـدهَا السـعد مـن أضـواء بهجته
وأيــنَ أيامنـا بـالملتقى فلقـد
طـابت سـروراً بكـم فـي ظل روضته
ألا رجــوع لــذاك الـدهر ثانيـة
فينقـذ القلـبُ مـن نيـران حسرته
أرى الزمـان بعيـن البغض ينظرني
وبـي احتقـار لـهُ يـزرى بنظرتـه
هـون عليـكَ فـإني فـي حمـى ملـكٍ
وأنـت يـا دهـرُ طوعـاً تحتَ قبضته
هـو الهمام ابن تركي من له خضعت
شـوامخ الـدهر وانقـادت لخـدمته
الـدافعُ الخطـب فـي إزعاج طارقه
والفـارجُ الكـربَ فـي إدلاج شـدته
والـواهب الصـمع عفواً غير مكترث
والهـازم الجمـع بأساً يوم زحفته
والقاسـم المـال إحسـاناً ومكرمة
والمالـك الحمـد مختومـاً بجملته
مـن أوسـعَ الأرضَ عرفـا وقت نائله
وألبـسَ الأسـد خوفـاً وقـت سـطوته
وانهـلَّ سـيل العطايـا فـي تبسّمه
وانهـدَّ سـَيب المنايـا في عبوسته
والنــاسُ صـنفان مغبـوط بنعمتـه
فضـــلاً وآخــر مســخوط بنقمتــه
وللنهــار دليــل مــن مشــارقه
وللظلام دليـــل مـــن كـــتيبته
مـن ذا يعـودُ خليّـاً مـن مكـارمه
مـن ذا يكـون غنيـاً مـن مُروءتـه
روَّى الـورى مِننـاً مـن فيض راحته
فكلهـــا ألســنٌ شــكراً بمنّتــه
والخيـر والبشـر معـروف بنظرتـه
واللّطــف والأنـس مـألوف بحضـرته
إذا تنــازعت الأزمــان فـي شـرف
فــدهرنا يعتلــي فخـراً بـدولته
سـماء كيوان أعلى السبع قد رغبت
فـي أن تكـون علـواً مثـل رتبتـه
ومـــن كمــال معــاليه تنقّلــه
كالبــدر يسـري ولا نقـصٌ لرفعتـه
وفـي الثلاثـة والعشـرين مـن صَفَرٍ
مـن مسـقط سـار مسـعوداً بطلعتـه
وحـلَّ في السيب بالقصر الذي ظهرت
خيراتـــه فتجلــى فــي أســرَّتِه
دار كسـاها الزمـان اليوم أردية
مـن حسـنه فزهـت فـي طيـب غفلته
مـا سـار إلا بجيـش لـو يمـرُّ على
رضــوى لهــدمه وشــكاً بصــدمتِه
فكلهْــم أســد باليــأس مضــطلع
علــــى نجيتـــه أو أعْـــوَجِيّته
مثـل الـبروق أضـاءت في سحائبها
والسـيد الغيـث يُزجيهَـا بـديمته
فما ترى الوحش مع طير السماء لهُ
إلاَّ خواضـــع فضــلاً عــن رعيتــه
فبـــوركت رحلات وهـــو قائدُهَــا
وبــوركت بلــدة تســمو بطلعتـه
وهـــذه نفحـــات مــن مكــارمه
تحيــي فقيـراً بهَـا سـداً لخلتـه
مــولايَ هــذي عقــود كلهــا درر
أتــى بهَــا لسـنٌ يسـمو بطلعتـه
والبحـرُ أنـتَ وفيه الدُّر يا عجبا
تُنشــي اللآلــي فتهـديهَا لِلُجّتـه
لكــن لسـاني عـن تـأداء شـكركم
بــالعجز معــترف بــادٍ بعـذرته
هديــةٌ طلبـتْ منـك القبـولَ لَهـا
وقيمـة المـرء تُـدرَى مِـن هـديته
فاسـلم وعـش فـي زمـان كلـه فرح
تســمو بكــم وبــتيمور وإخـوته
ولـم يـزل نـادر يقفـو طريقك في
فعــل الجميــل وكـلٌّ فـي تتمتـه
محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي، ويكنى بأبي نذير، شيخ البيان.شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.له (ديوان -ط).