
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رفرفــت بالنصــر أعلام الرَشــدْ
فهنيئاً للعُلا فـــي ذي الجُـــدَدْ
قـــــرَع الأقلامَ صــــدراً للعُلا
فغــدا بــاليُمن مفتـوحَ السـُّدَد
دُرْ كــذا يـا دهـر إن درت فقـد
هــزَّتِ الأفــراحُ أعطــاف البَلَـدْ
ولهـــذا الــدهر كَفّــانِ فــذي
تُكْمِـد الأحشـا وذي تُطفـي الكمـدْ
أيُّ قــوم ثبتــوا فــي جمعهــم
غِبطــةً إلاّ وقــد راحُــوا بَــدَدْ
كيــف يلتــذ بملـك الـدهر مـن
هــو والملــكُ جميعــاً يُفتقَــدْ
إنَّ للــدهر لألوانــا فمـا أبـي
ضَ فـــي يومـــك يســـودُّ بغَــدْ
والفــتى فــي تعــب مـن دهـره
مـن يعـش يلـقَ مـن الدهر النكدْ
غـــرّة الـــدنيا فلا يعرفهـــا
صــادق إلا الــذي فيهــا زهــدْ
إنَّ ســجنَ المـؤمن الـدنيا وقـد
خُلــقَ الانســان منهـا فـي كَبَـد
مــن يُــرِدْ أوســعَ عيـش صـافياً
فعلــى نهـر رضـا المـولى يَـرِدْ
ولَعمــري إنمــا الرّبــحِ لمــن
تــرك الفــانيَ واسـتبقى الأبـدْ
كلهُّــم للــرزق ذو كــدح فــذا
جـــاءه عفـــواً وهــذاك بكَــدّ
والـذي فـي اللـوح بـاقٍ والـذي
قضـــتِ الأقــدار حكــمٌ لا يُــردّ
وحظـــوظ النــاس شــتّى منهــم
مــن إذا اسـتيقظ للعَليـا رَقَـدْ
ومـــن النـــاس الــذي قــوّمه
حظــه عونــاً إذا الجســم قَعَـدْ
إنمـا الحـظ لمـن لـو شـاء مـن
بِــــدَرِ الأنجُـــم دُرّاً لانتقَـــدْ
وكمـــال الحــظ نــادى إننــي
لابــن تركـي خـادمٌ أيـن اعتمـدْ
ملـــك أبلــجُ ميمــون اللقــا
عــامر المنهــج موصـول المَـدَدْ
ذو عطـاً أطيـب مـن قطـر السـَّما
وســُطاً أهيــبُ مــن زأْر الأســَدْ
يــا معــاشَ النـاس فـي نعمتـه
أنـت مثـلُ الـروح والناسُ الجسَدْ
لــم يــزل فضــلك صـنفين فـذا
غــارَ فـي الأرض وهـذا قـد نَجَـدْ
واســتبحت المجــد بالسـبق لـهُ
ويُبــاح الشـيء لـم تملكـه يَـدْ
خَطـــب المجـــد علــى منــبره
لســتُ أرضـى غيـرك اليـوم أحَـدْ
مـن بَنـي سـلطان سـادات الـورى
فضــلهُم عَــمَّ الروابـي والوِهَـدْ
فهــوَ الغيــث إذا ضــَنَّ الحيَـا
وهــو الملــحُ إذا الـدهر فسـدْ
وَســـِع النـــاسَ عطــاءً وســُطا
فهــو إن أوعــد أوفـى أو وعـدْ
وَضـــع كــلٍّ حَســَنٌ فــي بــابه
وإذا خـــالف فهـــو المنتقَــدْ
غيــر إنَّ الحلــم موســوم بــه
وبــه بيــن الســلاطين انفــردْ
ســـاسَ أمــر الملــك بالحِــذق
وبـالله قـد دافـع عنـه كـل ضِدّ
جـــردتْ خـــبرته ســـيفاً لــه
صــارماً لــم يتثلَّــم منـه حَـدّ
ذلــك الــوالي ســليمان الـذي
دوّخ الأرض بَعــــــدٍّ وعُــــــددْ
جـدَّ فـي الدولـة فاجتـاح المنى
وكـذا مـن جـدَّ فـي الشـيء وَجَـدْ
رُعبــت منــه شــياطينُ القُــرى
كــابن داود الــذي شــَدَّ ومَــدّ
فــي عُمــانٍ لــم يَــدَع طائفـةً
كـــابرتْ ســـلطانَها إلا وشـــَدّ
ســـحبت حْمِيـــر أذيــالَ العُلا
فغــدت تمتــدُّ فــي كــل بلــدْ
أســلفوا العِــزّ وأعلـوا هـامَهُ
فحَـــــوَوْهُ بطَريــــفٍ وتَلَــــدْ
ورِثــوا أرديــةَ العَليــاء عـن
كُبَــراءٍ عــن شــديد عــن أشـدَ
ولقــد كــانوا ملوكــاً بســَبا
وبصــنعاءَ وطــالوا فــي ســَمَدْ
ثــم حـاز الملـكَ نبهـان الـذي
حــلَّ فــي ملــك عُمــان وعَقَــدْ
نزلــوا بالجبــل الأخضــر مــن
عِزّهــم أمنــعَ مــن بُـرج الأسـَدْ
جبـــلٌ ممتلـــئ الخيـــر لــهُ
شـــرف طـــار وللنجـــم صــعدْ
كيــف أهجـو حِمْيـراً وهـي الـتي
حـــازت المجـــد بِجِــدٍّ وبجَــدّ
غيــرَ أنــي ذاكِــرٌ أسـبابَ مَـا
بــذروا مـن حَبِهّـمُ حـتى انحصـدْ
اســتطالوا يــومهم أمنـاً ولـم
يشكروا المولى على العيش الرَغَدْ
نشــروا الظلــم وبثـوا جَـورهم
فــي البرايـا وتعـدَّوا كـل حَـدّ
إن أتـــت قافلـــةٌ مــن بلــد
نهبُوهـــا كســـراحين الجَـــرَدْ
تَجَــرُوا بــالحُرّ بيعـاً والرِّبـا
ولَــبيعُ الحُــرِّ مِــن ذاكَ أشــَدّ
كــثر الجَــورُ وقـلَّ العـدلُ مـن
أمــراءٍ خرّبــوا ســُبْل الرَشــَدْ
أفســدوا مـذ فسـدوا جهـراً ولا
يَصــلح الفــرع إذا الأصـل فسـدْ
وإذا أُتْخِــم بَطــنُ المــرء مـن
قلّــةِ الأكــل فمـن ضـَعف المِعَـدْ
مـا كفـاهُم مـا جـرى حـتى عَدَوْا
لحِمـــى مــن لا يكــافوهُ بَــردّ
إننـــي الكُفْـــءُ لأقرانــي ولا
قِبَـــلٌ لـــي بمعــاداة الأســَدْ
وإذا كلفنـــــي حربـــــاً ولا
ذنــبَ لــي لاقيتـه خِلْـوَ الخَلَـدْ
فـــدعاهم مَلِــكُ العصــر إلــى
أن يـؤدّوا مـا عليهـم قـد وَكَـدْ
لــم يُــرِد حربهــم عمــداً إذا
أذعنـوا للحـق واختـاروا السَّدَدْ
فاســـتخفوا أمــرهُ وامتلــؤوا
أنَفَــةً منــهُ وكــلٌّ قــد جحــدْ
هزَّهــــم بــــأسُ نـــزاري إذا
بــردت نــار الخصــومات اتّقَـدْ
غَرّهــــم عِزّهُـــم فاســـتكبرُوا
فكســـاهم بغيُهـــم ذلَّ الأبَـــدْ
لــو أطــاعوا عُلَمــاهُم ثبتـوا
لكــن الســَّابقُ فيهــم لا يُــردّ
هــل إلــى العـالم مـن مسـتمع
لا يُــرى للعَــالِم اليــوم مَـوَدّ
جــرَّد الســلطانُ فيهــم صـارماً
مـــن ســُليمان إذا هــزَّ قصــَدْ
جــاء فـي عَبْـس صـناديد الـورى
صــُدُق النجــدة أربــابِ الجَلَـدْ
قُطُـــب الحــرب مغــاليق البَلا
ومفاتيـــح الخبايــا والســُّدَدْ
وضــعوا الحــربَ وشـَبُّوا نارهـا
وبهــا بَــرُّوا وودُّوا مــا تَـودّ
فـــإذا هــاجت دعتهــم وَلَــداً
يــا لَهـا والـدة تـدعو الوَلَـدْ
هـــل لعبــسٍ غيــر ذُبيــان أخٌ
وبــــذبيان عُلا عَبْــــس صـــعدْ
والخليلــــي بعبــــس ســـابق
كــالكُمَيت المتحــدِّي فــي أسـَدْ
كفُّـــهُ هـــامٍ وأمَّـــا ســـيفه
فهــو ظـامٍ يبتغـي نهـر الكَبـدْ
فاســــتقلوا كـــبروق خَطِفـــت
أو كشــُهْبِ الرجـم تهـوِي للرصـَدْ
لبِســــُوا لأمـــةَ صـــبرِ للبَلا
وبهــم مــن محكــم البـأس زَرَدْ
علمُـــوا إنَّ النــزار احتجبــت
بأســـُود لــم يقاومهــا أحَــدْ
إنَّ فـــي حَـــدِّ ريـــام شــوكةً
منهـم اليـومَ فـإن تَنْـبُ انخمـدْ
فمضــَوا كـالطيرِ والـوالي علـى
مُقْـــدِم الجيـــش كريبــالٍ وردْ
فـــأتوا إزكــي بَغيــاً شــَمخت
ســـكن الجــورُ عليهــا ووَلَــدْ
وبهـــا للملـــكِ الحصــنُ بــه
ذلــكَ الشــهم ســعود بـن حمـدْ
ورث الســـطوة والســـؤدد مــن
جـــده بعـــد أبيـــهِ واتحــدْ
فتعلَّــوا فــي رواســيها ومَــا
راعهــم دفـعٌ مـن الخصـم الألَـدّ
ضـــربَ اللــهُ علــى ألبــابهم
طــابعَ الخِــذلان إذ كــلٌّ عَنَــدْ
وســــُليمان علــــى جبهتهـــا
شـــيَّد الأركــان قهــراً وَوطَــدْ
مَلأ الملكــــيّ كبســـاً فغـــدَا
صــدره ينفــث بالضــيق الثَمَـدْ
شــدهم حصــراً فكــم مـن بـارز
غــاله قتلاً ولــم يخــشَ القَـوَدْ
ضـيَّق الـدُنيا عليهـم مـا أتـوا
بلـــداً إلا قَرَاهـــم بالصـــَّفَدْ
مثـل مـا جنّـب طيـب العيـش عـن
داره ذاك الجنيــــبي فبعــــدْ
والنـزار اليـوم مـذ ضـاعت فشا
كــلُّ ضــعف فــي ريــامٍ واطّـردْ
وتنــــوف ربحــــت عيشــــتها
باهتــدَا صـاحبها الـرأيَ الأسـَدّ
صــالحَ الســلطانَ فــاعْتَزّ ومـا
كــاد يختــلّ ومــن كــاد يُكَـدْ
أخــذ المنصــوصَ بالرُشــْد ومـن
صــادم المنصـوص بالـدعوى يُـرَدّ
هـــدأت إزكــي وشــاعت خبَــراً
وغـــدت نــزوى كحُبلــى بَولَــدْ
أوقـد الـوالي بهـا نـار الوغى
وبـــإزكي نـــار حــرب تتّقــدْ
قــام للحــرب بنــزوى ذِمْرُهــا
ذلــك الصــنديد سـيف بـن حمـدْ
بطــل مـن شـدة البـأس فاسـتوى
ولهــا حكمــاً إلــى الـردّة ردّ
أيّـــدته عصـــبة الاســلام مــن
حكَــمٍ أهــل المعــالي والرفَـدْ
رُجَّــح الألبــاب قُــوَّاد الــوغى
وضـــّح الأحســـاب ورّاد الشــدد
عرفـــوا الحــرب وأدّوا حقهــا
وقضـــوها مِلْــءَ مكيــالٍ ومُــدّ
وبهــم مــن أهــل نـزوى عصـبة
تَــرِد المــوت إذا المــوت وَرَدْ
قـــادهم ســيف بمــاضٍ كاســمه
لا لَــهُ عــن أرؤس الخصــم مـردّ
حكَّــم الســيف عليهــم عــادلاً
وبحكـــم الســيف تقــويم الأوَدْ
واســتماج الجيـش بحـراً زاخـراً
وغــدا يقــذف بالنبــل الزَبـدْ
فتلقـــــت ســــمد طُوفَــــانَه
برجـــال قــابلتهم مِثــل ســَدّ
لهــمُ كَــرّاتُ صــدقٍ فـي العِـدَا
منهــم قــد أخــذ الكـرَّ الأسـَدْ
وبهــم حمــدان محمــود اللقـا
مــن ســُليمان ونبهــانَ اسـتمدّ
فــالتقى الجمعَـان ثـم افترقـا
إذ علا بينهُـــم بالصـــُّمع حَــدّ
غيَّمــت بــالنَّفْع أرجـاءُ الـوغى
وهَمَــى صــوبُ الـدِّما حـتى وكـدْ
فــإذا بــرق الظُّبــا لاح بــدا
ســائِق الصــمع شــديداً فَرعــدْ
وغــدت رمـداءَ عيـنُ الشـمس مـن
رَهَــج الجيــش ومـا فيهـا رمَـدْ
كـــم مُجَـــلٍّ ومُصــَلٍّ خــرَّ فــي
معــرك الصــُّمْع صــريعاً فســَجَدْ
فــرأت حِمْيــرُ أَنْ حــلَّ القَضــَا
فيهــم ممــا جنـوا والأمـر جِـدّ
فتخلّــوا عــن صَياصــيهم ومــن
غــالبَ الغــالبَ يُغلَــبْ ويُــرَدّ
وعلــى الــبيتِ رأوا تســليطهم
راحــةً بيــتِ السـّليط المسـتندْ
حَمِـــدَ البركــة حمــدان مــتى
ســـمدٌ زُفّــت لســلطان البلــدْ
نــادتِ العليــاءُ فــي ذروتهـا
بــارك اللــه لِنـزوى فـي سـمدْ
ولســان الحــال نــادى بشـِّروا
ســمداً بـالخير والعيـشَ الرَغَـدْ
ويَراعـي طـاب جريـاً فـي الهَنـا
قلْــت أرِخّ فَتحهــا خيــر يُــودّ
لــم يــزل دارســُها ضـدَّ اسـمه
مــن بِحـار اللـه فيضـاً مسـتمدَ
أيُّهــا الســلطان شــكراً للـذي
خصــَّك المــولى وفـي عمـرك مَـدّ
وهنيئاً لـــك بالفتـــح الــذي
لــم تــزل تعتـاده طـولَ الأمَـدْ
هــل مَحَضــْتَ الــوُدّ فضـلاً للـذي
مَحَـــض الفِكـــر وحَلاّك الزُّبَـــدْ
عَتَــبَ السـلطان فـي صـَمْتي ولـم
أتفـــرّسْ لمــدى هــذا المَــدَدْ
قلـــتُ ســوقُ الشــعراء كاســِدٌ
والأديــب اليـومَ ممضـوض الكَبِـدْ
يُخـــرج الجـــوهرَ مــن لُجَّتِــه
وإذا مــا ســامهُ بيعــاً كَســَدْ
وإذا لـــم يُبْـــدِه مــن لُجِّــه
أجَّجـــت فكرتَــه نــارُ الكَمَــدْ
وإذا مــــا تُليــــت آيـــاته
محكمــاتٍ عَابَهــا مــن لا يُعَــدّ
كـل غَمـر ليـس يـدري الفـرق من
جلـــس العــالم معنــى وقعــدْ
هــل زمــان مـن بنـي برمـك أو
مــن بنـي حمـدان فينـا يُسـتردّ
يشــرق الشــعر إذا مــا ذُكـرت
حضــرةُ الصـاحب والملـك العضـُدْ
غيــر أنَّــا نحمــد اللـه علـى
زمـن فيـه ابـن تركـي قـد وُجِـدْ
أوســع الســُّبْلَ وأفضــى فضــلَه
وهــدى للشــعر بابــاً لا يُســَدّ
حشــر الكُهّــان ذا الفتـحُ ومـا
ســـاحر فـــي الشــِعر إلاَّ ووَرَدْ
وتلاقَـــوا زُمَــراً فــي جمعهــم
بيــــن خُلاّس ونُفَّـــاث العُقَـــدْ
كـــلُّ ذي ســـحرٍ بيــانُ لفظِــه
يأخــذ الفهــم ويجتـاح الخَلَـدْ
ورمَــوا مــن صــنعهم أسـبَابهَم
فســعت تمتــد تَمتــاح المَــدَدْ
ثــم ألقيــتُ عصــا شـِعري فمـا
شـــاعر إلاَّ وطوعــاً قــد ســجدْ
ســــيِّدي دوَنكَهــــا مزفوفـــةً
ذات وجـه مـن أديـم الشـمس قُـدّ
لَبســـتْ بُــرْدَ كمــالٍ وانتهــتْ
تبْتغـي الأجـرَ مـن المولى الصَّمَدْ
محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي، ويكنى بأبي نذير، شيخ البيان.شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.له (ديوان -ط).