
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العــدل بــاقٍ والعــزائم تصــعد
والبغــي فــانٍ والصــوارم تشـهدُ
مــن كـان يخـدمه الزمـان وأهلـه
ويمـــده الرحمـــن فهــو مُســدَّدُ
مــن تخفـق الرايـات تحـت لـوائه
ويــرى لــديه النصـر فهـو مُؤَيَّـدُ
من كان ألسنةُ السيوف وألسُنُ الأقلا
م تُعـــرِب عنـــه فهـــو الســّيدُ
مـن كـان تقفـو إثـرَهُ الدنيا إذا
عــادى فليــس علــى عـداوته يَـدُ
مــن تســخطَ الـدنيا بسـخطته وإن
يرضــى فترضـى فهـو فيهـا الأوحـدُ
مــن قـاس سـلطان الـورى بقبيلـة
فســد القيــاس وشــملها يتبــدّدُ
مــن حلمـهُ فـي الخـائنين عقوبـة
لهـــم فكيـــف بــه إذا يتوعّــدُ
ببنــي عُمــان مـن المعظَّـم فيصـل
لـــو أنصـــفوه نعمــة لا تُجحَــدُ
لا زال يُحســِنُ فيهــم ويَغُــضّ عــن
هفَــــواتهم ويســـُودهم ويُســـدّدُ
آمِنــوا عقــوبته لهـم فتواثبـوا
بجـــراءة فتجنبـــوا وتجنّـــدوا
فــإذا أتتهــم نهضــة منـه علـى
إذلالهــم خضــعوا لــه وتبــدّدوا
لمــا مضــى بالسـيب شـهراً جَـدَّدت
عَزَمــاته ســيراً وأيــن المقصــد
فــالبعض نَخــل قـال مقصـده وقـي
ل ســمائل والبعــض قـالوا مسـكدُ
فاسترســلت نحــو الرسـيل ركـابه
فَــدَروا وكــان جميعهــم يــتردّدُ
حـتى أتـى فنجـا ضـحىً فَنجَـا بهَـا
مــن بــالنفوس وبــالقِرى يتـودّدُ
فمضــى وظهــراً خـاض وادي الخـوض
فاغتـاظت سـمائل يـوم سـار بدبـدُ
وأتــى عشـاءً جـانب الـوادي بهَـا
فســـَخَا لهــم بالطيبــات حُميَّــدُ
ومضــى صـباحاً ثـم هجّـر فـي حمـى
حلبـان طـاب بهـا القِـرى والموردُ
بالفرعــة الخضــراء بـات ورحّبـت
حُــبرى بــه وأتـى الجميـل محمـدُ
وتشـــرفت نخـــل بمقــدمه بهَــا
صــُبحاً فأصــبح والمــوائد تصـعدُ
قـد ظـل طـول نهـار ذاك اليوم في
فـــرحٍ وبـــات وضـــمَّ كلا مرقــدُ
حــتى ســمعنا وقــع خطــب سـُحرةً
والليــلُ فيــه للحــوادث مرصــدُ
فــإذا ابـن مرهـون وصـاحبه غـدا
كُــلٌّ قتيــلٌ قــد حــواهُ المسـجدُ
يــا ســالمٌ للمـرء عمـرٌ إن دَنَـا
لا بــدَّ مــن ســَبَب بـه قـد ينفَـدُ
يــا ســالم كـم ماجـدٍ فـي أمنـه
أضـــحى قـــتيلا كفــؤه لا يوجــدُ
يـــا ســالم أتظــنّ إنَّ دماكمــا
هــدرٌ وطالبُهَــا الهمــامُ الأمجـدُ
مـــن نهضـــة لا بـــدَّ ســلطانية
مــن حــرّ شــدتها يـذوب الجلمـدُ
بــالأمس جــاء ووجــه نخـل أبيـض
واليــوم عــاد ووجـه نخـل أسـود
يـا نخـل كنـا فيـك نعتقـد الصفا
والـود أيـن مضـى الـذي بـك نعهدُ
جئنـــا بــأنس شــامل ومرادنــا
بــكِ أن يتـم فتـمَّ مـا هـو أكمـدُ
قـالت علـى مـا تعهـدون من الوفا
منــي وتلــك مكيـدة صـَنعَ العَـدُو
فــأتى العــدو عــدوُّها مستسـلماً
نحــو الهُمـام ومـا ادّعتـه يجحـدُ
فاســتخبر الآفــاق ســيدُنا بمــن
قتلــوا فكــان لكــل قُطْـر مشـهدُ
وثــوى بنخــل مــدة حــتى يــرى
خـــبراً صـــحيحاً عنهــم يتأكّــدُ
والقـــادر الفعــال محمــود إذا
طلـب التـأني فـي الـذي هـو يعمدُ
فتأكّــدت معــه العلــوم بــأنهم
هـم أهـل نفعـا الفـاعلون الرّصـّدُ
قــد راح مــن نخـل وبـات بصـحبه
بلـــد الفُلَيــجْ وغيظــه يتوقــدُ
لمــا تبــدى الصــبح قسـّم صـحبه
شــطرينِ كــل فــي طريــقٍ يقصــدُ
أمــا أبــو ســابور فهـو لبدبـدٍ
يمضــي وحســبك عــزةً يــا بدبـدُ
وأبــوه ســلطان الرعايــا قـادم
للســيب يطلــب والجنــودَ يجنِّــدُ
طلــب القبــائل أن تلــبيَ نصـرهُ
فــأتته مــن كـل الجـوانب تُنجـدُ
نــادى فــأقبلت الجنــود كأنهـا
بـــتزاحم اللامــات بحــر مُزبــدُ
وســَرَوْا تضــيق الأرض منهـم كـثرة
وبهــم جــرت غيطانُهــا والفدفَـدُ
فكــأنَّ ضــوءَ الســيف بــرق لامِـعٌ
وكــأنَّ صــوت الصــُّمْع وَدْق مُرعــدُ
لا بُــدَ أن يَــردوا مشــارَع بدبـد
فَيطيــب مصــدرهم بهــا والمـوردُ
نزلــوا بواديهــا ضــحىً كمخـائل
وكفـــت يخلّيهـــا ســحاب أســودُ
وبهـم أبـو البركـات قـائدهم أبو
ســابور ســيف فـي الخطُـوب مجـرَّدُ
جـرَّ الحديـد مـن الـدوافع والظُّبا
هاتيــك تُــبرِقَ والمــدافع تُرعِـدُ
والأمــرُ ضـاق علـى السـيابّيين إذ
عــزّ النصــير لَهـم وقـلَّ المسـُعِدُ
فـرأوا بأن يهدُوا النفوس إلى أبي
سـابور فانقـادُوا لـه واسترشـدُوا
نزلــوا بــه مــترجّلين فركّبُــوا
فــوق الأداهــم والشـدائدَ أوردوا
وأتـى الهمـام الشـهم تيمور مقدّم
ة الجحافـــل والقنـــا يتقصـــّدُ
ملـك عظيـم القـدر مرتفـع البنـا
رحــب وســيع الصـدر أنجـب أنجـدُ
فتلاقيـــا هــو والمعظّــم نــادر
فـانظر لمـا اصـطحب العلا والسؤددُ
منـع الجيـوش عـن الفسـاد ببدبـد
وبغيرهــا لا عَــزّ مــن هـو يُفسـِدُ
لمــا غــدا بنيــان نفعَـا هـدمُه
أولـى وأبقـي هَـدَّ مـا قـد شـيّدُوا
يـا أهـل نفعـا قـد جلبتـم نحوكم
ضــرّاً أليــس بكــم لــبيب مُرشـِد
كــلُّ القبــائل كفــؤكم مثلاً فهـل
لكــم علـى السـلطان طَـولٌ أو يَـدُ
تجـدون مـن بعـض القبـائل ناصـراً
لكـن علـى السـلطان لـم يـكُ يُوجدُ
يـا أهـل نفعـا أنتـم العرب الأُلى
لهــم مــآثر فـي النزيـل ومعهـدُ
إنـي لأمـدحكم إذا التقـت القبائل
والقنابـــــل والعُلا والمحتــــدُ
وألــومُ فـي تحريـض أنفسـكم علـى
مــا لا يُطــاق وتــرك ذلـك أحمـدُ
لكــن نجـوتم بالهُمَـامَيْنِ اللـذين
انحــطَّ دونهمــا السـُّها والفرقـدُ
والنصــرُ أقبــل فاتحــاً أبـوابَه
لهمـا وقـال لجـوا ببابي واصْعدوا
ودعاهمـا السـلطان أن يـأتوا إلى
دار الخلافــة فهــي نعـم المقصـدُ
فـأتوا وآبَ الجيـش فـي كـرم إلـى
أوطــــانه وتحمَّــــد المتحمِّـــدُ
يــا أيُّهـا السـلطان فضـلك بـاهر
وبقـــاك ممـــدود وَجــدُّك أســعد
فاســلم وعـش وليبـقَ تيمـور علـى
أوج الكمـــال ونـــادر ومحمـــد
محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي، ويكنى بأبي نذير، شيخ البيان.شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.له (ديوان -ط).