
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حبَّــذا روضــةُ الحمـى وشـذاها
فـاحَ ينفـي مـن الجسـوم أذاها
آه مــا أبــردَ الصــَّبا وأحـرّ
القَلْـبَ إذ أرسـلت إليـه نَداها
هـــذه نفحــة دعُوهــا تلــبي
داعيـاً مـن صـدى القلوب دَعاها
طــال عهـدي بالغانيـات ولكـن
مهجــتي قــد تلفّتــت لِلقاهـا
وبأكنــــاف رامـــةٍ ظَبَيـــاتٌ
جــرّدت للأســود بيــض ظُبَاهــا
رام أهــل الهـوى وصـالاً فجـذَّت
دون ســـاحاتها رؤوس مُناهـــا
لسـتُ أنسـى خوضـي إليها قديماً
غَمْـرة المـوت فـي عُبـاب دُجاها
لــيَ نفــسٌ وصــاحباها فــؤاد
وحُســـَامُ كِــلٌّ يزيــل عناهــا
فســقطنا علـى الحمـى فرأينـا
جالبــات البلاء حــولَ حماهــا
ورأينـا لا وجـه إلاّ صـفاحَ البي
ض أن ضــمها الحمـى أو نضـاها
وحمــدنا اقتحــام كــل مخَـوفٍ
كـم عَنَـا للنفـوسِ يهـدي غناها
غيـر أنـي بـي نشـوة مـن نسيم
يســترد الأرواح ممــن قضــاها
لا عجيـــب إذا ســـكرتُ وهــذي
نفحـة السـيب دارَ كـاسُ صـبَاها
بلــد بهجــة الجنــان وأقصـى
أمــلِ العاشــقين لَثْـمُ ثراهـا
كــم قلـوبٍ تقلّبـت فـي رُباهـا
ونفــوسٍ تنفســّت فــي فضــاها
حبـذا الواديـان منهـا فهل من
نهلــة للنفــوس تطفـي لظاهـا
وأحــاطت بهــا حــدائقُ غُلــبٌ
فتــــدلّت ظِلالُهـــا وجناهـــا
فــإذا زادت الجسـوم الجـوابي
قضــت النفـس بالـدخول مناهـا
كـم بهـا سـَادة أداروا عليهـا
أكــؤس الأنــس فـي خلال صـفاها
فعســى أن أزور يومــاً فتحظـى
بــدخُولٍ نَفْســي ففيهـا هواهـا
مرحبـاً بالجديـدة الغضـة الخضْ
راء يُحيـي الرميـمَ طيـبُ شذاها
جنــة قــد حــوت محاسـنَ شـتّى
فصـــفا ماؤهـــا ورقَّ هواهــا
فبهـا الزعفـران والـورد والأت
رج والكـــرم عــارش بفناهــا
وبهـا الياسـَمين والمـوز طيباً
إن تشــأ ذا وطيّبـاً ذا تنـاهى
قـرة العيـن بهجـة القلب محيا
الجسـم غايـات كـل نفـس رضاها
فهـي مثل السلطان بين الرعايا
بيـن تلـك الجنـان عِـزّاً وجاها
نشــرت رايــة السـرور إليهـا
واســتوى فـوق كـل أرض لواهـا
خَلَــعَ الـدهر كـلَّ طِيـبٍ عليهَـا
واكتســى كــلَّ طيِّــب جانباهـا
فــإذا الأجســم الضـعيفة مـرَّت
للقاهــا ردّت إليهــا قُواهــا
كـل قصـرٍ لـم ينعـدم مـن قصور
غيــر قصــرٍ تبــوأتْه ذُراهــا
قــد تمنّــت نجــوم كـل سـماء
رُكِّبــت فيــه كـي يتـم ضـياها
فــإذا مــا دخلتَـه قلـتَ هـذي
جنـة الخلـد قُـدّمت كـي نراهـا
قد كساها ابنُ أحمد الشهمُ حُسناً
فبـه السـيب قـد علت في قراها
ســـيِّد طيــب الشــمائل ســمحٌ
ذو أيــادٍ لا زال يهمـي حَياهـا
سـابق فـي مَيادين أهلِ المعالي
حَــاذِرٌ كــلّ خصــلة فـي علاهـا
يَقِـــظٌ لا ينــام إلا اضــطراراً
صــابر فــي جَـرّ الأمـور بلاهـا
ســلهُ الحـاكم المطـاع حُسـَاماً
مــا أتتــه دهيـاءُ إلا براهـا
نـاظر فـي مصـالح الدولة الغَرّ
اءِ فــرد فيمــا يشـيد بِناهـا
حمَلــوه أعبــاء مطــرح حتَّــى
كـفَّ عنهـا مـا تعتنـي وكفاهـا
وتبــدَّى يبـدي المصـالح فيهَـا
فاســتنارت ولاح ضــوءُ ســَناها
ولكــم فــي محمــد مـن خصـال
طيِّبـــات لا يســـتطاع خفاهــا
كــان لــي بهجـةً ومنهـلَ فضـل
وغياثـاً يكفـي النفـوس عناهـا
لـم يـزل فـي كمـالِ عـزِّ ومجـدٍ
يــترقى مــن العلا فـي ذُراهـا
محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي، ويكنى بأبي نذير، شيخ البيان.شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.له (ديوان -ط).