
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا كُــلُّ ماشــِيَةِ الخَيزَلــى
فِــدا كُـلُّ ماشـِيَةِ الهَيـذَبى
وَكُــــلِّ نَجـــاةٍ بُجاوِيَّـــةٍ
خَنـوفٍ وَمـا بِـيَ حُسـنُ المِشى
وَلَكِنَّهُـــنَّ حِبــالُ الحَيــاةِ
وَكَيــدُ العُـداةِ وَمَيـطُ الأَذى
ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ
إِمّــا لِهَــذا وَإِمّــا لِــذا
إِذا فَزِعَـت قَـدَّمَتها الجِيـادُ
وَبيـضُ السـُيوفِ وَسـُمرُ القَنا
فَمَــرَّت بِنَخــلٍ وَفـي رَكبِهـا
عَــنِ العـالَمينَ وَعَنـهُ غِنـى
وَأَمســَت تُخَيِّرُنــا بِالنِقـابِ
وادي المِيـاهِ وَوادي القُـرى
وَقُلنـا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ
فَقــالَت وَنَحـنُ بِتُربـانَ هـا
وَهَبَّـت بِحِسـمى هُبـوبَ الدَبورِ
مُســـتَقبِلاتٍ مَهَـــبَّ الصــَبا
رَوامـي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ
وَجـارِ البُـوَيرَةِ وادِ الغَضـى
وَجـابَت بُسـَيطَةَ جَـوبَ الرِداءِ
بَيـنَ النَعـامِ وَبَيـنَ المَهـا
إِلـى عُقـدَةِ الجَـوفِ حَتّى شَفَت
بِمـاءِ الجُـراوِيِّ بَعـضَ الصَدى
وَلاحَ لَهــا صــَوَرٌ وَالصــَباحَ
وَلاحَ الشــَغورُ لَهـا وَالضـُحى
وَمَســّى الجُمَيعِــيَّ دِئداؤُهـا
وَغـادى الأَضـارِعَ ثُـمَّ الـدَنا
فَيــا لَــكَ لَيلاً عَلـى أَعكُـشٍ
أَحَــمَّ البِلادِ خَفِــيَّ الصــُوى
وَرَدنـا الرُهَيمَـةَ فـي جَـوزِهِ
وَبــاقيهِ أَكثَــرُ مِمّـا مَضـى
فَلَمّـا أَنَخنـا رَكَزنا الرِماحَ
فَــــوقَ مَكارِمِنـــا وَالعُلا
وَبِتنـــا نُقَبِّــلُ أَســيافَنا
وَنَمسـَحُها مِـن دِمـاءِ العِـدا
لِتَعلَـمَ مِصـرُ وَمَـن بِـالعِراقِ
وَمَـن بِالعَواصـِمِ أَنّـي الفَتى
وَأَنّــي وَفَيــتُ وَأَنّـي أَبَيـتُ
وَأَنّـي عَتَـوتُ عَلـى مَـن عَتـا
وَمـا كُـلُّ مَـن قـالَ قَولاً وَفى
وَلا كُـلُّ مَـن سـيمَ خَسـفاً أَبى
وَلا بُــدَّ لِلقَلــبِ مِــن آلَـةٍ
وَرَأيٍ يُصـــَدِّعُ صــُمَّ الصــَفا
وَمَــن يَـكُ قَلـبٌ كَقَلـبي لَـهُ
يَشـُقُّ إِلـى العِـزِّ قَلبَ التَوى
وَكُــلُّ طَريــقٍ أَتـاهُ الفَـتى
عَلـى قَـدَرِ الرِجلِ فيهِ الخُطا
وَنـامَ الخُوَيـدِمُ عَـن لَيلِنـا
وَقَـد نـامَ قَبـلُ عَمـىً لا كَرى
وَكــانَ عَلـى قُربِنـا بَينَنـا
مَهــامِهُ مِـن جَهلِـهِ وَالعَمـى
لَقَـد كُنـتُ أَحسـِبُ قَبلَ الخَصِيِّ
أَنَّ الــرُؤوسَ مَقَــرُّ النُهــى
فَلَمّــا نَظَــرتُ إِلــى عَقلِـهِ
رَأَيـتُ النُهى كُلَّها في الخُصى
وَمـاذا بِمِصـرَ مِـنَ المُضحِكاتِ
وَلَكِنَّـــهُ ضـــَحِكٌ كَالبُكـــا
بِهـا نَبَطِـيٌّ مِـنَ اهلِ السَوادِ
يُــدَرِّسُ أَنســابَ أَهـلِ الفَلا
وَأَســـوَدُ مِشـــفَرُهُ نِصـــفُهُ
يُقـالُ لَـهُ أَنـتَ بَـدرُ الدُجى
وَشــِعرٍ مَـدَحتُ بِـهِ الكَركَـدَنَّ
بَيـنَ القَريـضِ وَبَيـنَ الرُقـى
فَمــا كـانَ ذَلِـكَ مَـدحاً لَـهُ
وَلَكِنَّــهُ كــانَ هَجـوَ الـوَرى
وَقَــد ضــَلَّ قَـومٌ بِأَصـنامِهِم
فَأَمّـــا بِـــزِقِّ رِيــاحٍ فَلا
وَتِلـــكَ صــُموتٌ وَذا نــاطِقٌ
إِذا حَرَّكــوهُ فَســا أَو هَـذى
وَمَــن جَهِلَــت نَفســُهُ قَـدرَهُ
رَأى غَيــرُهُ مِنـهُ مـالا يَـرى
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.