
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــل بَعـدَ شـَيبكَ مِـن عُـذرٍ لِمُعتَـذِرِ
فَـازجُر عَـنِ الغَـيِّ قَلبـاً غَيرَ مُنزَجِرِ
مـا أَنـتَ وَالبِيـضُ فـي شِعرٍ تَفُوهُ بِهِ
بَعـدَ البَيـاضِ الَّذي قَد لاحَ في الشَعَرِ
فَلا تَكُـن مِـن ظَعيـنِ الجِـزعِ ذا جَـزَعٍ
وَلا بِمَــن حَـلَّ وَادي السـِدرِ ذا سـَدَرِ
وَاَردع فُــؤادكَ عَــن وَجــدٍ يُخـامِرُهُ
إِذا نَزَلــنَ ذَواتُ الخُمــرِ بِــالخَمَر
فَالراجِــحُ اللُــبِّ يَـأبى أَن يُحَمِّلَـهُ
وِزراً هَــوى الرُجَّــحِ الأَكفـالِ وَالأُزُرِ
أَو يَطَّبِيــهِ وَشــملُ الحَــيِّ مُنشــَعِبٌ
رَبـــعٌ بِشــِعبِ يَعــارٍ دارِسُ الأُثَــرِ
قَـد كـانَ مَـأوى ظِبـاءِ الأُنسِ فَاتَّخَذَت
عُفـرُ الظِبـاءِ بِـهِ مَـأوى مِـنَ العَفَرِ
فَلَيــــسَ يَــــبرَحُ مُحتَلاً بِـــدِمنتِهِ
سـِربٌ مِـن الغِيـدِ أَو سـِربٌ مِنَ البَقَرِ
فَكُـــلُّ جـــازِئَةٍ مِنهُـــنَّ جاثِمَـــةٌ
بِحَيــثُ كــانَ ذَواتُ الــدَلِّ وَالخَفَـرِ
جِنســانِ مــا أَشــتَبها إِلّا لِأَنَّهُمــا
نَـــوافِرٌ قَلَّمــا يَــألفَن بِــالنَفَرِ
يــا ظَبيَـةً لا تَـبيتُ اللَيـلَ سـاهِرَةً
هَلا رَثَيــتِ لِمَوقُــوفٍ عَلــى الســَهَرِ
أَورَدتِــهِ بِــالمُنى وِرداً عَلـى ظَمَـإٍ
وَمـا شـَفَيتِ غَليـلَ الصـَدرِ في الصَدَرِ
لَقَــد بَخِلــتِ وَفَضـلُ البُخـلِ مَكرُمَـةٌ
مِـنَ الأُنـاثِ كَفَضـلِ الجُـودِ في الذَكَرِ
لا حَبَّــذا صــَفَرٌ شــَهراً فَقَـد صـَفِرَت
يَــدايَ مِـن زَورَةِ الأَحبـابِ فـي صـَفَرِ
كَــأَنَّ أَعشــارَ قَلــبي يَـومَ بَينِهِـمِ
تُـذكى بِزِنـدَين مِـن مَـرخٍ وَمِـن عُشـَر
يـا سـَاكِنينَ بِحَيـثُ الخَبـتُ مِـن هَجَرٍ
أَطَلتُـمُ الهَجـرَ مُـذ صـِرتُم إِلـى هَجَرِ
عُــودوا غِضــاباً وَلا تَنـأى دِيـارُكُم
فَقِلَّـةُ المـاءِ تُرضـي الكُـدرَ بِالكَدِرِ
يــا دَهـرُ لا تَسـتَقِل جُرمـاً بِنَـأيِهِمِ
فَــإِنَّ جُرمَــكَ جُــرمٌ غَيــرُ مُغتَفَــرِ
مــا لُمـتُ غَيـرَكَ فـي تَغييـرِ وُدِّهِـمِ
لِأَنَّ صـــَرفَكَ مَجبُــولٌ عَلــى الغِيَــرِ
ســَحَبتُ بُردَيــكَ فـي غَـيٍّ وَفـي رَشـَدٍ
وَذُقــتُ طَعمَيـكَ مِـن حُلـوٍ وَمِـن صـَبِرِ
فَمــا حَمَــدتُكَ فـي بُؤسـي وَلا رَغَـدي
وَلا شــَكَرتُكَ فــي نَفعــي وَلا ضــَرَري
لَكِــنَّ شــُكري لِمَــن لَـو لا مَكـارِمُهُ
لَكُنـتَ فَلَّلـت مِـن نـابي وَمـن ظُفُـري
فَتّــىً يَعَــمُّ جَميــعَ الخَلـقِ نـائِلُهُ
كَمــا تَعُــمُّ السـَماءُ الأَرضَ بِـالمَطَرِ
يُنبيــكَ بِالبِشـرِ عَـن بُشـرى مُؤَمَّلَـةٍ
فَالبِشـرُ أَحسـَنُ مـا فـي أَوجُهِ البَشَرِ
يَعلَــو الأَســِرَّةَ مِنــهُ بَـدرُ مَملَكَـةٍ
أَبهـى مِـنَ البَدرِ لا يُعطي سِوى البِدَرِ
حَجِّـــي إِلَيــهِ وَتَطــوافي بِحَضــرَتَهِ
نَظيــرُ حَجِّــي وَتَطــوافي وَمُعتَمَــرِي
حَتّـى إِذا مـا اِسـتَلَمنا ظَهـرَ رَاحَتِهِ
قـامَت مَقـامَ اِسـتِلامِ الرُكـنِ وَالحَجَرِ
زُرهُ نَـزُر مِـن أَبي العُلوانِ خَيرَ فَتىً
يُــزارُ مِـن وُلْـدِ قَحطـانٍ وَمِـن مُضـَرِ
وَالـقَ المُعِزَّ بنَ فَخرِ المُلكِ تَلقَ فَتىً
يُحَقِّــقُ الخُــبرُ عَنــهُ صـِحَّةَ الخَبَـرِ
حَكــى أَبــاهُ فَقــالَ النـاسُ كُلُّهُـمُ
مِـن أَطيَـب العُـودِ يُجنى أَطيَبُ الثَمَرِ
بَنـى مِـنَ الفَخـرِ مـا لَـم يَبنِهِ أَحَدٌ
إِلّا الطَراخيــنُ مِـن أَجـدادِهِ الغُـرَرِ
مـاتُوا وَعاشـُوا بِحُسـنِ الذِكرِ بَعدَهُمُ
وَالـذكرُ يَحيـى بِهِ الأَمواتُ في الحُفَرِ
لا يُصــبِحُونَ حَليــبَ الــدَرِّ ضــَيفَهُمُ
أَو يُمــزَجَ الـدَرُّ لِلضـِيفانِ بِالـدُرَرِ
سـُودُ المَـرائِرِ لا يُفشـَونَ يَـومَ وَغـىً
إِلّا عَلـــى لَحِــقِ الآطــالِ كَــالمِرَرِ
هُــمُ اللُيــوثُ وَلَكــن لا تَـرى لَهُـمُ
مِثـلَ الليـوثِ أَظـافيراً سـِوى الظَفَرِ
أَو مُرهَفــاتٌ إِذا هَــزوا مَضــارِبَها
هَــزُوا بِهِـنَّ قُلُـوبَ البَـدوِ وَالحَضـَرِ
وَذُبَّــلٌ مِــن رِمــاحِ الخَــطِّ حامِلَـة
مِـــنَ الأَســـِنَّةِ نيرانــاً بِلا شــَرَرِ
إِذا هَـوَوا فـي مُتـونِ الدارِعينَ بِها
حَسـِبتَهُم غَمَسـوا الأَشـطانَ فـي الغُدُرِ
مِـن كُـلِّ مَـن تُـرِك الذِكرُ الجَميلُ لَهُ
مُخَلَّــداً فـي غِـرارِ الصـارِمِ الـذَكَرِ
رُوحـي الفِـداءُ لَهُـم قَومـاً تُرابُهُـمُ
عَلَــيَّ أَكـرَمُ مِـن سـَمعِي وَمِـن بَصـَرِي
ذَمَمــتُ شــَرخَ شــَبابي عِنـدَ غَيرِهِـمِ
وَعُـدتُ أَحمَـدُ طِيـبَ العَيـشِ في الكِبَرِ
يـا ابـنَ السَمادِعَةِ الشُمسِ الَّذينَ هُم
فـي كُـلِّ وِزرٍ لَنـا أَحمـى مِـنَ الوَزَرِ
غـالَيتُ فـي الحَمـدِ حَتّى صِرتَ مُشتَرِياً
مِـنَ القَريـضِ سـُطُورَ الحِـبرِ بِـالحَبَرِ
لا خَلـقَ أَكـرَمُ عَفـواً مِنـكَ عَـن زَلَـلٍ
وَلا أَعَــفُّ عَــنِ الفَحشــاءِ وَالنُكُــرِ
تَـبيعُ نَفسـَكَ فـي كَسـبِ النَفيـسِ بِها
إِنَّ الخَطيــرَ لَمِقــدامٌ عَلـى الخَطَـرِ
لَو كُنتَ في الزَمَنِ الماضي لَما تَرَكُوا
ذِكــراً يُســَيَّرُ إِلّا عَنـكَ فـي السـِيَرِ
يــا مَــن تَـأَلَّمَ قَلـبي مِـن تَـأَلُّمِهِ
فَبــاتَ فــي غَمَـراتِ الهَـمِّ وَالفِكَـرِ
شــَكَوتَ فَاِشــتَكَتِ الـدُنيا وَلا عَجَبـاً
إِنَّ الكُســُوفَ لَمَحتُــومٌ عَلـى القَمَـرِ
فَاِسـلَم رَفيـعَ بِنـاءٍ المَجـدِ شـاهِقَهُ
وَعِــش طَويــلَ رِداءِ العِــزِّ وَالعُمُـرِ
وَلا ســـَلَكت طَريقـــاً غَيــرَ مُتَّســِعٍ
وَلا هَمَمـــتَ بِـــأَمرٍ غَيـــرَ مُتَــدِرِ
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.