
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَحســَبي شــَيبَ رَأسـي أَنَّـهُ هَـرَمُ
وَإِنَّمـا أَبيَـضَّ لَمّـا اِبيَضـَّتِ اللِمَـمُ
وَلا تَظُنّــي نُحـولَ الجِسـمِ مِـن أَلَـمٍ
فَــالهَمُّ يَفعَــلُ مـالا يَفعَـلُ الأَلَـمُ
كَتَمــتُ حُبَّــكِ دَهـراً ثُـمَ بُحـتُ بِـهِ
وَســـِرُّ كُــلِّ مُحِــبٍّ لَيــسَ يَنكَتِــمُ
عَــذَّبتُمُ بِــالهَوى قَلـبي وَلا عَجَبـاً
أَن شـَرَّقَ المـاءُ وَهوَ البارِدُ الشَبمُ
وَشـَفَّ مـا فـي ضـَميري مِـن مَحبَّتِكُـم
وَإِنَّمــا شــَفَّ لَمّــا شـَفَّني السـَقَمُ
ضــِنّي بِوَصــلِكِ أَو مُنّــي عَلـيَّ بِـهِ
فَواحِــدٌ عِنــديَ الوِجـدانُ وَالعَـدَمُ
مـا أَقبَـحَ العِـرضَ مَدنُوسـاً بِفاحِشَةٍ
يَخُطُّهـا اللَـوحُ أَو يَجري بِها القَلَمُ
وَالحُســنُ لا حُسـنَ فـي وَجـهٍ تَـأَمَّلُهُ
إِن لَـم تَكُـن مِثلَـهُ الأَخلاقُ وَالشـِيَمُ
وَلِلشــــَبِيبَةِ بُنيــــانٌ تُكَمِّلُـــهُ
لَــكَ الثَلاثــونَ عامـاً ثُـمَّ يَنهَـدِمُ
وَمَـن يَكُـن بِـأَبي العُلـوان مُعتَصِماً
فَـــإِنَّهُ بِحِبـــالِ اللَــهِ مُعتَصــِمُ
مُبـارَكُ الـوَجهِ صـاغَ اللَـهُ طِينَتَـهُ
مِــن طينَـةٍ مِنهـا الجُـودُ وَالكَـرَمُ
تُريــكَ هَضـبَ هُمـامٍ فـي حِجـى مَلِـكٍ
مِــن آلِ مِـرداسَ فـي عِرنينـهِ شـَمَمُ
أَغنـى الجَزيـرَةَ لَمّـا أَن أَقامَ بِها
عَـن أَن تُشـامَ لَهـا الأَنواءُ وَالدِيَمُ
وَأَمَّــنَ اللَــهُ أَهـلَ الرقَّـتينِ بِـهِ
أَن يَســتَبِدّ بِهِــم ظُلــمٌ وَلا ظُلَــمُ
جَنـــابُهُ لَهُـــمُ رِيـــفٌ وَجــانِبُهُ
مِــنَ المُلِــمِّ الَّـذي يَخشـونَهُ حَـرَمُ
ظَــنَّ الأَعــادي بِــهِ ظَنّـاً فَـأَخلَفَهُ
لَمّـا اِلتَقـوا وَعُبـابُ الظُلمِ يَلتَطِمُ
رَمــاهُمُ بِليــوثٍ لَــو رَمــى بِهِـمُ
دَعـائِمَ الطَـودِ لَـم تَثبُـت لَها دَعَمُ
وَفِتيَـةٍ كَـاللُيوثِ الغُلـبِ لَيـسَ لَهُم
إِلّا الســـَنَوَّر أَغيـــالٌ وَلا أَجَـــمُ
شـابَت نَواصـي الوَغى مِنهُم فَهُم عَجَمٌ
وَعُــودُهُم غَيــرُ خـوّارٍ إِذا عُجِمُـوا
مِــن حَــولِ أَروَعَ تُغنيهِـم مَهـابَتُهُ
عَـنِ السـُيوفِ الَّـتي أَغمادُها القِمَمُ
حَتّــى إِذا اِشــتَجَرَ الخَطّـيُّ بَينَهُـمُ
تَبَيَّــنَ القَــومُ أَيُّ الحاضـِرينَ هُـمُ
فـي مَـأزِقٍ زُوِّقَ المَـوتُ الـذُعافُ بِهِ
وَشـابَتِ العُـذرُ مِمّـا تَنفُـضُ اللُجُـمُ
لَو كانَ غَيرُ اِبنِ فَخرِ المُلكِ حارَبَهُم
لَــم يَنهَــهُ عَنهُـمُ قُربـى وَلا رَحِـمُ
وَإِنَّمــا حـارَبُوا قَرمـاً يَعُـوذُ بِـهِ
خِيَـــمٌ كَريـــمٌ وَلَحــمٌ طَيِّــبٌ وَدَمُ
وَآلُ مِـرداسَ خَيـرُ النـاسِ إِن رَحَلوا
وَإِن أَقـامُوا وَإِن أَثَروا وَإِن عَدِمُوا
لا يَبخَلــونَ بِمَعــروفٍ إِذا ســُئِلوا
وَلا يَخِفُّــونَ عَــن حِلـمٍ إِذا نَقِمُـوا
تَعَلَّمــوا كُــلَّ فَضــلٍ مِـن نُفوسـِهِمِ
فَمـا يُـزادونَ عِلمـاً فَوقَ ما عَلِمُوا
لَـو شـاهَدَ اِبـنُ أَبـي سُلمى مَكارِمَهُ
لَكــانَ غَيــرَ كَريــمٍ عِنــدَهُ هَـرِمُ
وَلَــو رَأَى حــاتمُ الطـائِيُّ فَضـلَهُمُ
لَقـالَ مِـن آلِ مِـرداسٍ بَـدا الكَـرَمُ
يُصـــَغِّرونَ عَظيمـــاً مِــن مَحَلِّهِــم
فَكُلَّمـا صـَغَّرُوا مِـن قَـدرِهِم عَظُمُـوا
ســَمادِعٌ شــَيَّعوا ذِكــري بِــذِكرِهِمُ
فَصـرتُ أُعـرَفُ بِالوَسـمِ الَّـذي وَسَمُوا
يـا مَـن يُحَمِّـلُّ مِـن شـُكري لِنِعمَتِـهِ
حِملاً تُحمِّــلُ مِثلــي مَثلَــهُ الأُمَــمُ
إِنّــي وَزَنــت بِــكَ الأَملاكَ قاطِبَــةً
فَمــا وَفــى بِــكَ لا عُـربٌ وَلا عَجَـمُ
مـا صـَحَّ مَـذهَبُ أَهـلِ النَسـخِ عِندَهُمُ
إِلّا بِأَنَّـــكَ أَنــتَ النــاسُ كُلُّهُــمُ
جَمَعـتَ مـا فـي جَميعِ الناسِ مِن كَرَمٍ
فَالفَضــلُ عِنــدَكَ مَجمــوعٌ وَمُقتَسـَمُ
أَفـدي بِنَفسـي نَفيـسَ النَفـسِ عادَتُهُ
أَن لا يُـــذَمَّ لَــهُ فِعــلٌ وَلا ذِمَــمُ
أَزُورُهُ وَبِــوُدّي لَــو مَشــى بَصــَري
عَنّـي وَلَـم يَمـشِ لـي سـاقٌ وَلا قَـدَمُ
وَلَــو قَــدِرتُ لَمــا زارَت مُقَفِّلَــةً
إِلّا بِخَــدّي إِلَيــهِ الوُخــد الرُسـُمُ
كَرامَــةً لِكَريـمِ الخيـمِ مـا كَبُـرَت
إِلّا لَـــهُ عِنـــديَ الآلاءُ وَالنِعَـــمُ
فَســـَوفَ أَشـــكُرُهُ حَيّــاً وَتَشــكُرُهُ
عَنّـي إِذا مـا ثَـوَيتُ الأَعظُـمُ الرِمَمُ
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.