
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِأَيَّــةِ حـالٍ حُكِّمـوا فيـكَ فَاشـتَطُوا
وَمــا ذاكَ إِلّا حيــنَ عَمَّمَـكَ الـوَخطُ
فَهَلّا وَأَيّـــامُ الشـــَبيبَةِ ثـــابِتٌ
بِفَودَيـكَ في رَيعانِها الحالِكُ السَبطُ
وَإِذ أَنـتَ في ضافٍ مِنَ العَيشِ لَم يَرُع
فُـــؤادَكَ لا نَــأيٌ مُشــِتُّ وَلا شــَحطُ
وَسـَلمى كَشـاةِ الرَيـمِ تَرنُو بِطَرفِها
إِلَيـكَ كَمـا تَرنُـو وَتَعطُو كَما تَعطُو
قَلِيلَـةُ تَجـوالِ الدَماليـج وَالبُـرى
إِذا جـالَ فـي مَيـدانِ لَبَّتِها السِمطُ
مِــنَ الآنِســاتِ اللابِســاتِ مَلابِســاً
مِنَ الصَونِ لَم يُدنَس لَها بِالخَنا مرطُ
شــَرَطتُ عَلَيهِـنَّ الوَفـاءَ فَمُـذ بَـدا
بَيـاضُ عِـذاري لِلعَـذارى مَضى الشَرطُ
وَكَيــفَ وَقَــد جُـزتَ الثَلاثيـنَ حِجَّـةً
يُـرى لَـكَ حَـظٌّ فـي هَـواهُنَّ أَو قِسـطُ
كَـأَنَّ الفَـتى يَرقـى مِنَ العُمرِ سُلَّماً
إِلــى أَن يَجُــوزُ الأَربَعيـنَ فَيَنحَـطُّ
فَلا يُبعِــدِ اللَــهُ المَشــيبَ فَـإِنَّهُ
مَطيّــةُ حُكـمٍ فـي الخِطيئَةِ لا يَخطُـو
فَــدَع ذا وَلَكِــن رُبَّ لَيــلٍ عَسـَفتَهُ
بِرَكـبٍ كَـأَنَّ العَيـسَ مِـن تَحتِهِم مُقطُ
وَجُبــتَ بِهِــم أَجــوازَ كُـلِّ تَنُوفَـةٍ
لِكُـدرِ القَطـا حَولَ الثَمادِ بِها لَغطُ
كَــأَنَّ عَزيــفَ الجِـنِّ فـي فَلَواتِهـا
دُفُـوفٌ تَغَنَّـت لِلنَـدامى بِهـا الـزُطُّ
يَحـارُ دَليـلُ القَـومِ فيها إِذا طَفا
بِهـا الآلُ وَاُغبَـرَّت دَيامِيمُها المُلطُ
وَطـارَ سـَفا البُهمـى بشـها فَكَـأَنَّهُ
إِذا عَصـَفَت ريـحُ الجَنـوبِ لِحـىً سُنطُ
تَنـائِفُ لِلظُلمـانِ فيهـا مَـعَ الضُحى
عَــرارٌ وَلِلأَنضـاءِ فـي جَوزِهـا خَبـطُ
إِذا مـا قَطَعنـا حِقـفَ رَملٍ بَدا لَنا
عَلـى إِثـرِهِ حِقـفٌ مِنَ الرَملِ أَو سِقطُ
وَصــَحبي نَشـاوي مِـن نُعـاسٍ كَأَنَّمـا
تَميـلُ بِهِـم صـِرفٌ مِـنَ الراحِ إِسفِنطُ
عَلــى كُــلِّ مَــوّارِ الوَضـينِ كَـأَنَّهُ
مَرِيــرَةُ قِــدٍّ لا يَــبينُ لَــهُ وَسـطُ
بَــراهُ البُــرى حَتّـى تَحَيَّـرَ نِحضـُهُ
وَسـالَت نَجيعـاً مِـن تَأَكُّلِهـا الإِبـطُ
أَقُـولُ لَهُـم وَاللَيـلُ مُعتَكِـرُ الدُجى
وَحُـدبُ المَطايـا تَحتَهُـم حُـدُبٌ تَمطُو
وَقَــد لاحَ لِلرَكــب الصـَباح كَأَنَّمـا
بَـدا مِـن جَلابِيـبِ الـدُجى لِمَـمٌ شُمطُ
وَنَجـمُ الثُرَيّـا فـي السـَماءِ كَـأَنَّهُ
صـَنوبَرَةٌ مِـن ناصـِعِ الـدُرِّ أَو قِـرطُ
أَقيمُـوا صُدُورَ العيسِ نَحوَ ابنِ صالِحِ
فَمــا بَعــدَهُ لِلعَيـسِ رَفـعٌ وَلا حَـطُّ
وَدُونَكُـمُ البَحـرُ الَّـذي لا يُـرى لَـهُ
إِذا مــا طَمـى عَـبرٌ قَريـبٌ وَلا شـَطُّ
تُمَــزَّقُ بِالتَقبِيــلِ وَاللَثـمِ سـَبطَةٌ
فَتَبلـى وَمـا تَبلى مِنَ القِدَمِ السُبطِ
حَليـمٌ عَلـى الـذَنبِ العَظيـمِ وَإِنَّـهُ
لَفَـظٌّ عَلـى أَعـدائِهِ فـي الوَغى سَلطَ
أَبادَ سُيوفَ الهِندِ بِالضَربِ في الصِبا
وَأَفنـى بِطُـولِ الطَعنِ ما أَنبَتَ الخَطُّ
عَجِبنـا لَـهُ أَن تَقبِـضَ السـَيف كَفُّـهُ
وَأَكثَــرُ شــَيءٍ عُـوِّدَت كَفُّـهُ البَسـطُ
إِذا صـُغتَ مَـدحاً فيهِ لَم أَخشَ قائِلاً
يَقُــولُ فُلانٌ فـي الَّـذي قـالَ يَشـتَطُّ
فَــتى كَـرَمٍ مِـن خَيـرِ رَهـطٍ وَمَعشـَرٍ
مَرادِســَةٍ يــا حَبَّـذا ذَلِـكَ الرَهـطُ
إِذا ســُئِلُوا أَنطَـوا جَـزيلاً مُوَسـَّعاً
وَكَـم مَعشـَرٍ سِيلُوا نَوالاً فَلَم يُنطُوا
لَيُــوثٌ وَمــا جـارُ اللُيُـوثِ بِـآمِنٍ
وَهَـذِي لُيُـوثٌ لَـم يُـرَع جارُهـا قَـطُّ
إِذا مـا سـَطا خَطـبٌ سـَطَونا بِبَأسِهِم
عَلـى ذَلِـكَ الخَطبِ المُلِمِّ الَّذي يَسطُو
بَنـى لَهُـمُ بَيتـاً مِـنَ العِـزِّ باذِخاً
ثِمـالٌ فَما انحَطَّ البِناءُ وَلا انحَطُّوا
فَــتىً رَبَطتَنــي فــي ذُراهُ مَـواهِبٌ
رَبَطـت عَلَيها الحَمدَ فَاستَحكَمَ الرَبطُ
وَحَبَّــرت فيــهِ كُـلَّ عَـذراءَ زانَهـا
مَديحُ أَبي العُلوانِ لا الشَكلُ وَالنَقطُ
وَعَــدَّدتُ لِلأَعــداءِ فيهــا قَـواتِلاً
إِذا نَفَثَـت بِالسـَمِّ أَصـلالُها الرُقـطُ
فَعِــش عُمرَهـا لا عُمـرَ خَطّـي فَإِنَّهـا
سـَتَبقى وَيَبلـى كـاتِبُ الخَـطِّ وَالخَطُّ
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.