
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تُســرِفي فــي هَجــرِهِ وَصـُدُودِهِ
يَكفيـكِ دونَ الهَجـرِ هَجـرُ هُجـودِهِ
قَـد جـاوَزَ المَجهُـودَ فيـكِ وَماله
فيمــا يُحــاوِلُهُ ســِوى مَجهـودِهِ
كَـم قَـد سـَلاكِ وَعـادَ عَـودَةَ مُغرَمٍ
وَالجَمـرُ قَـد يَشـتَبُّ بَعـدَ خُمـودِهِ
أَفـدي الَّـتي نَزَلَـت بِـوادٍ قَلبُها
أَقسـى عَلـى العُشـّاقِ مشن جُلمُودِهِ
خَطَــرَت بِــهِ فَكَـأَنَّ نَفحَـةَ عَنبَـرٍ
تَنضــاعُ بَيــنَ تِلاعِــهِ وَوُهُــودِهِ
غَيــداءُ يَقتُــلُ كُـلَّ صـَبٍّ لَحظُهـا
وَالحُــبُّ أَقتَلُــهُ لَــواحِظُ غِيـدِهِ
رِيــمٌ بِرامَــةَ لا يَصــيدُ بِضـَعفِهِ
إِلّا الرِجـالَ الصـِيدَ حيـنَ صـُدودِهِ
لِلـوَردِ حُمـرَةُ خَـدِّهِ وَالغُصـنِ هَـزْ
زَةُ قَــدِّهِ وَالظَــبي مَــدَّةُ جيـدِهِ
أَهـوى الـدُجى مِـن أَجـلِ أَنَّ هِلالَهُ
كَســـِوارِهِ وَنُجـــومَهُ كَعُقـــودِهِ
يــا لائِمَ المُشـتاقِ دَعـهُ فَإِنَّمـا
يَضــنى بِطــولِ غَرامِــهِ وَسـُهودِهِ
قَــد لَــجَّ فـي بُرَحـائِهِ وَعَنـائِهِ
لَمّــا رَآكَ تَلِــجُّ فــي تَفنيــدِهِ
وَمُشـَجَّجُ الإِبطيـنِ مِـن فَـرطِ الوَجى
وَالأَيــنِ بَيــنَ هُبــوطِهِ وَصـُعودِهِ
أَزرَت بِــهِ النِيــاتُ حَتّــى نِيُّـهُ
قَــد دابَ تَحــتَ وَضـِينِهِ وَقُتـودِهِ
يَرمـي بِـهِ قَلـبَ الفَلا مَـن قَلبُـهُ
فـي الخَطـبِ أَوسَعُ مِن تَنائِفِ بِيدِهِ
وَيَــؤُمُّ أَبلَـجَ مِـن ذُؤابَـةِ عـامِرٍ
كَــالبَحرِ إِلّا فــي لَذيــذِ وُرودِهِ
قَـد خَيَّـمَ المَعـروفُ بَيـنَ خِيـامِهِ
وَقُصـــورِهِ وَجِـــدارِهِ وَعَمـــودِهِ
اللَيــثُ يَصـغُرُ بِأسـُهُ فـي بَأسـِهِ
وَالغَيـثُ يُحقَـرُ جـودُهُ فـي جـودِهِ
مَلِـــكٌ يُرَجّــى بَأســُهُ وَيَخــافُهُ
مَـن لا يَكـادُ يَخـافُ مِـن مَعبـودِهِ
بَـذَلَ اللُهـى حَتّـى اِستَغاثَ بَنانُهُ
مِـن مـالِهِ وَالمـالُ مِـن تَبديـدِهِ
وَبَنـى المُعِـزُّ مَفـاخِراً لَـم يَتَّكِل
فيهــا عَلــى آبــائِهِ وَجُــدودِهِ
فَكَأَنَّمــا ســَحُّ النَـدى مِـن سـَحِّهِ
أَو عُــودُهُ مُســتَخرَجٌ مِــن عُـودِهِ
تَلقـى النُفـوسُ حَياتَهـا في وَعدِهِ
وَحِمامَهــا فــي ســُخطِهِ وَوَعيـدِهِ
يَشــتَبُّ غَيظــاً ثُـمَّ يَصـفَحُ رَأفَـةً
وَالغَيــثُ بَعــدَ بُروقِـهِ وَرُعـودهِ
الســَعدُ مِــن خُــدّامِهِ وَعَبيــدِهِ
وَالنَصــرُ مِــن أَعـوانِهِ وَجُنـودِهِ
لِلّــهِ مــا فَعَــلَ الإِمـامُ فَـإِنَّهُ
أَوفــى البَرِيَّــةِ كُلِّهـا بِعُهـودِهِ
لَــم يَكـفِ مـا والاُ مِـن إِحسـانِهِ
حَتّـــى تَلاهُ بِقَـــودِهِ وَبُنـــودِهِ
وَبِســـــَيفِهِ وَنِطــــاقِهِ وَرِدائِهِ
وَســِحِلِّ حَضــرَتِهِ وَوَشــي بُــرودِهِ
لا خَلــقَ أَكــرَمُ شــِيمَةً وَســَجِيَّةً
في الناسِ مِن مُبدي النَدى وَمُعيدِهِ
فــي يَــومِ لا عيـد وَلَكِـن فَضـلُهُ
عِيـدُ الَّـذي وافـى إِلَيـهِ كَعِيـدِهِ
هَـل يَعلَـمُ اليَـومَ الإِمـامَ بِـأَنَّهُ
وَضـَعَ الصـنيعَةَ فـي أَحَـقِّ عَبيـدِهِ
مَلَكـوا مَكانـاً هَـدَّ رُكـنَ عُـدُوِّهِم
وَعَـــدُوِّهِ وَحَســـودِهِم وَحَســـودِهِ
وَحَمـوا بِلادَ الرَقَـتينِ مِـنَ العِدى
وَالغيــلُ لا يَحميـهِ غَيـرُ أُسـودِهِ
يـا مَـن إِذا سـَمِعَ العَدُوُّ مَدائِحي
فيـهِ أَقـامَ الغَيـظُ حَبـلَ وَريـدِهِ
قَــد جَــدَّدَ اللَـهُ الـوَلاءَ وَزادَهُ
بِــالخلفِ تَجديـداً عَلـى تَجديـدِهِ
فَليَهنِكُــم وَفــدُ الخَليفَـةِ إِنَّـهُ
وَفَــد النَجــاحُ عَلَيكُـم بِوُفـودِهِ
فَسـُبوغُ ذا الإِقبـالِ مِـن إِقبـالِهِ
وَبُلُـوغُ ذا التَأييـدِ مِـن تَأييدِهِ
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.