
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســـَقى مَحَلاً قَــد دَثــر
بَيــــنَ زَرُودٍ وَهَجَــــر
أَو طَــفُ وَســْمِيّ البُكـر
كَــــأَنَّهُ إِذا اِنعَصـــَر
مِــنَ الحَبِــيِّ أَو قَطَــر
مــا دَقَّ مِـن روسِ الإِبَـر
هَبَّــت لَــهُ مَـعَ السـَمَر
صـــِرُّ شــِمالٌ فَاِنتَشــَر
ثُـــــمَّ تَلالا وَهَـــــدَر
هَــدرَ خَطــاطيفِ البكَـر
بِكُـــلِّ مَشـــزُورٍ مُمَــر
فـي كَـفِّ أَلـوى ذي أَشـَر
حَـــزَوّرٍ حيـــنَ جَفَـــر
يَنثِـــرُهُ إِذا اِنتَثَـــر
فَيَقــدَحُ القَفـوُ الشـَرَر
قَــدحَكَ بِـالمرخِ العُشـُر
لَـدى القَليـبِ المُحتَفَـر
نَــوَّخَ حَــولَيهِ العَكَــر
غِـــبَّ رَبيـــعٍ وَصـــَفَر
يَنفِــضُ أَهــدابَ الـوَبَر
عَــنِ الهَـوادي وَالسـُرُر
فَهُــنَّ أَمثــالُ الزُبُــر
هِيــمٌ يُقَلِّبــنَ النَظَــر
إِلـــى حِيـــاضٍ وَجُــرَر
يَســنى لَهـا عَـذبٌ خَصـِر
حَتّـى إِذا المـاءُ اِحتُكِر
أَورَدَهـــا ثُـــمَّ صــَدَر
يُـرى عَلـى وَجـهِ العفَـر
مِــن وَبلِـهِ إِذا اِنحَـدَر
إِمّــا غَــديرٌ أَو نَهَــر
أَوِ الثَمـادُ فـي النُقَـر
أَمثــالُ أَحـداقِ البَقَـر
كَأَنَّمـــا ذاكَ المَطَـــر
لَمّــا اِســتَهَلَّ وَاِنهَمَـر
يَــدُ المُعــزِّ المُشـتَهر
رَبيـــعِ قَيـــسٍ وَمُضــَر
بَــل هُــوَ أَنــدى وَأَدَرّ
وَمَهمَـــهٍ جَــمِّ الخَطَــر
مــا فيــهِ لِلأَنـسِ أَثَـر
ظَليمُــهُ تَحــتَ الخَمَــر
يَحضــُنُ دُرمــاً كَــالأُكَر
كَـــــأَنَّهُ إِذا وَكَــــر
شــَيخٌ حَبـا مِـنَ الكِبَـر
أَو قَــسُّ دَيـرٍ قَـد نَشـَر
مَســابِجاً مِــنَ الشــَعر
حَتّــى إِذا جـاعَ اِبتَكَـر
إِلــى هَبيــدٍ فـي عُجَـر
مُفَوَّفــــاتِ كَــــالحَبَر
يَقتـاتُ مِنهـا ما اِنتَثَر
بَيــنَ السـَفيرِ وَالشـَجَر
قَفــرٌ تَعَــدَّيتُ الغَــرَر
فيــهِ بِحُــدبٍ كَــالمِرَر
أَشـباهُ مـا فَـوقَ النُخُر
قَـد ذُبـنَ مِن فَرطِ السَفَر
إِلـى فَـتىً سـادَ البَشـَر
وَســاءَ مُــذ شــَبَّ وَسـَرّ
إِمّــا بِنَفــعٍ أَو بِضــُرّ
كَالســــَيفِ لانَ وَبَتَـــر
أَفَخـــرِ مَخلــوقٍ فَخَــر
مِــن نَفَــرٍ خَيــرِ نَفَـر
جَمـــالِ بَـــدوٍ وَحَضــَر
أَهـــلِ عُمـــودٍ وَمَــدَر
زُرهُ تَــزُر نِعـمَ الـوَزَر
وَعُــذ بِــهِ مِـنَ الغِيَـر
تَعُــذ بِخَــرقٍ لَـو نَظَـر
إِلـى فَقيـرٍ مـا اِفتَقَـر
يُعطــى اللُهـى بِلا ضـَجَر
كَأَنَّمــا عــادى البِـدَر
فَلَــم يَــدَع وَلَـم يَـذَر
وَلا اِقتَنـــى وَلا ادَّخَــر
شـَيئاً سـِوى حُسـنِ الخَبَر
ذاكَ وَشــُكرِ مَــن شــَكَر
يا اِبنَ الطَراخينِ الغُرَر
وَالطـــاعِنينَ لِلثُغُـــر
وَالتـارِكينَ فـي الحُفَـر
مَنافِبــاً مِلــءَ السـِيَر
وَصــلُكَ فَضــلٌ قَـد بَهَـر
شــِعري وَشـِعرَ مَـن شـَعَر
فَلَــو سـَكَتنا لَـم تُضـَر
وَالصـُبحَ يُغنيـهِ النَظَـر
عَــن شـاهِدٍ إِذا اِنفَجَـر
يـا مَـن بِهِ شِعري اِفتَخَر
عِـش أَبَـدَاً حِلـفَ الظَفَـر
وَاســعَد بِأَعيــادٍ أُخَـر
وَاعـذُر وَلِيّـاً مـا حَضـَر
فَلَـو مَشـى عَلـى البَصـَر
نَحـوَكَ لَـم يَشـكُ الضـَرَر
وَأَنــتَ أَولـى مَـن عَـذَر
وَاصـبِغ لَهـا بِيضـاً غُرَر
مَنحوتَــةً تَحــتَ الحَجَـر
بِنـــاتِ لَيـــلٍ وَســَهَر
قَـــوَّمتُهُنَّ مِـــن صــَعَر
وَمِـــن ســِنادٍ يُعتَبَــر
فَهُــنَّ أَمثــالُ الــدُرَر
غاصــَت عَلَيهِــنَّ الفِكَـر
فـي لُـجِّ بَحـرٍ قَـد زَخَـر
مَــدائِحاً لَــم تُســتَعَر
وَلَـم يَقَـع فيهـا الحَصَر
صـــافِيَةً مِــن الكَــدَر
تُنســيكَ فـي دَهـرٍ غَبَـر
مَــدحَ القُطــاميّ زُفَــر
وَبَلــــدَةً فيهـــا زَوَر
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.