
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَهـوَ الَّـذي لَـم يَـزَل تَهمـي أَنامِلُه
بِالنَيــلِ كَالنيـلِ فَيّاضـاً وَكَالسـُحُبِ
وَهـوَ الَّذي باللهى في دَهرِنا فَتحُ ال
لهــى لَــهُ بِبَـديعِ المَـدحِ وَالخُطَـبِ
لَـولا نَـدى الأَشـرَفِ المَيمـونِ طـائِرُهُ
فـي دَهرِنـا لَـم يَـرُق عَيـشٌ وَلَم يَطِبِ
بِالسـَيبِ وَالسـَيفِ في يَومَي نَدىً وَردىً
حَمـى الـوَرى من طوىً وَالوَحشَ مِن سَغَبِ
خُذ ما تَرى مِنهُ مِن هَزمِ الكَتائِبِ وَال
جـودِ الغَزيـرِ وَدَع ما جاءَ في الكُتُبِ
لَـم تَلقَ غُرَّتَهُ الشَمسُ المُنيرَةُ في ال
نَهــــارِ إِلّا بِــــوَجهٍ غَيـــر مُتَّئِبِ
فَـالبَحرُ وَالشـَمسُ لَـم يوجَد نَظيرُهُما
فــي كُــلِّ دَهـرٍ تَـوَلَّتهُ يَـدُ الحِقَـبِ
يُفنـي الرِضى ما لَهُ قَبلَ السُؤالَ كَما
يُفنـي العِـدا بَأسـُهُ في ساعَةِ الغَضَبِ
وَمــا أشــَبِّهُهُ بِــاللَيثِ وَهــوَ لَـهُ
صــَيدٌ وَكيـفَ يُقـاسُ الصـَقرُ بِـالخَرَبِ
فَالســَعدُ يَخــدِمُهُ وَالنَصــرُ يقـدمُهُ
فَلــو يَشــاءُ لَفَـضَّ النَبـعَ بِـالغَرَبِ
فَـالجَيشُ مِثـلُ كُعـوبِ الرُمـحِ مُطَّـرِداً
وَهـوَ السـِنانُ أَمـامَ الجَحفَـلِ اللَجِبِ
مـا الرُمـحُ إِن لَـم تُتَـوِّجهُ بِلَهـذَمِهِ
يَــومَ الطِعــانِ بِـهِ إِلا مِـنَ القَصـَبِ
يـا دَهـرُ إِن لَـم تَكُن تَحنو عَلَيَّ فَلي
موسـى فَلَـم أَخـشَ أَنيابـاً مِن النُوَبِ
وَليـسَ لـي بَعـدَ لُطـفِ اللَهِ غَيرُ نَدى
يَمينِـــهِ فَهــوَ يَــأتيني بِلا ســَبَبِ
لَكِــن رَجــاءَ ثَــوابِ اللَـهِ يَبعَثُـهُ
عَلــى المَراحِــمِ لا فَضـلي وَلا أَدَبـي
اللَــهُ صــَوَّرَهُ مِــن نــورِ رَحمَتِــهِ
فَـالخَلقُ يَـدعونَهُ يـا فـارِجَ الكُـرَبِ
مُظَفَّـــرَ الـــدينِ لا فــارَقتَ تَهنِئَةً
بِمــا يُــوافي بِسـُؤلِ النَفـسِ وَالأَرَبِ
هُنِّئت بِالجَوسـَقِ العـالي الَّـذي عَجَزَت
عَــن وَصـفِهِ فُصـحاءُ العُجـمِ وَالعَـرَبِ
كَالقَصـرِ فـي الجَنَّـةِ الفَيحاءِ يَحسُدُهُ
إيـوان كِسـرى عَلـى مـا فيهِ مِن نُخَبِ
يَشـــُقُّهُ نَهــرٌ ناهيــكَ مِــن نَهَــرٍ
كَــأَنَّهُ الكَـوثَرُ المُعـاهُ خَيـر نَـبي
أَبـدى المُهَنـدِسُ خَطَّـي الاسـتواءِ بِـهِ
فَالمــاءُ يَركُـضُ بِـالتَقريبِ وَالخَبَـبِ
كَأَنَّمــا قَصــرُهُ فــي دســتِهِ مَلِــكٌ
كُــلُّ القُصــورِ لَــدَيهِ لاثِـمُ العَتَـبِ
كَالأَشـرَفِ المَلـكِ القيـل الَّـذي خَضَعَت
شـوسُ المُلـوكِ لَـهُ تَحنـو عَلى الركبِ
نــارنجهُ كَنُهــودِ الغيــدِ تحسـدُها
أَحــداقُ نَرجِســُهُ المُخضــَرَّةُ القضـبِ
فـي ظِلِّـهِ نَغَـمُ الأَوتـارِ تَنعَـمُ بِـال
أَوطــارِ مِــن صــخبٍ يَـأتي بِمُصـطحَبِ
فـي رَوضـَةِ الحـورِ وَالوِلـدانُ راتِعَةٌ
وَكُلُّهُــم عَـن رِضـى رضـوان لَـم يَغِـبِ
وَكُلُّمـــا تَتَمَنّـــاهُ النُفــوسُ بِــهِ
تَلقــاهُ مِــن طَـرب مُلـهٍ وَمِـن طَلَـبِ
وَمــا هِزَبـرٌ هَريـتُ الشـدق ذو لَبَـد
وَردُ الســِبالِ قَـوِيُّ الرَمـي بِالشـَجَبِ
لَــهُ إِهــاب كَتِجفــافِ الكَمّـي حصـا
نُـهُ حَريـصٌ عَلـى المَسـلوبِ لا السـَلَبِ
جَهـــمٌ مُحَيّـــاهُ رِئبــالُ قُضاقِضــَة
غضــَنفَرُ لَـم يَخِـف مَوتـاً وَلَـم يَهَـبِ
لَــهُ أَظــافِرُ حُجـنٌ قـد بَـرَزنَ كَـأَن
صــافِ الأَهِلَّــةِ مَــن جِلبـابِ مُختَضـِبِ
تَظَــلُّ خاضــِعَةً غُلــبُ الأســود لَــهُ
خَوفــاً ضــَوارِب بِالأَذقـانِ مِـن رُعُـبِ
يَومـاً بِـأَعظَمِ مِـن موسـى المُظَفَّرِ إِن
دارَت رَحـى الحَربِ ذاتُ الجَحفَلِ اللَجِبِ
يـا رَبَّنـا فَـاِخرِقِ العاداتِ فيهِ لَنا
حَتّــى يُـرى عَـن خُلـودٍ غَيـرَ مُنقَضـِبِ
لازالَ فـي المُلـكِ ما هَبَّ النَسيمُ وَما
تَغَنَّـتِ الـوُرقُ فـي الأَوراقِ مِـن طَـرَبِ
واكتفى ياقوت الحموي في معجم البلدان بذكره في مادة الشاغور قال:(الشاغورُ: بالغين المعجمة، محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة، ينسب إليها الشهاب الفِتياني النحوي الشاعر رأيتُه أنا بدمشق وهو قريب الوفاة وهو فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحوي الشاعر كان أديباً طبعاً وله حلقة في جامع دمشق كان يقرىء النحو وعلا سنه حتى بلغ تسعين أو ناهَزَها وله أشعار رائقة جداً ومعانِ كثيرة مبتكرة وقد أنشدني لنفسه ما أنسيتُه وقد ذكرت له قطعة في شَواش وهو موضع بدمشق).