
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لُبنـان جـدّد شـبابَ العـزِّ مفتخـرا
بُلِّغـتَ مَجـداً لَـهُ قَـد بـتَّ منتظـرا
بشــر ربوعــكَ بالاقبــالِ مبتهجـاً
وامسـح لَهـا عـبراً سالت لَما عَبَرا
لا تَخـشَ ضـرّاً رعـاكَ اللَـه كُن أَمِناً
مَن لاذَ بِاللَيث يوقى البوس وَالضررا
مـا كُـلُّ راقٍ إِلى العَلياءِ يِنظرُ ما
قَـد كـانَ مِـن دونِهِ يَستَوجبُ النَظَرا
تِلـكَ المَعـالي لَهـا خـلٌّ يَحـلُّ بِها
لَـو اِحتَسـى كاسـَها صِرفاً لَما سَكرا
لَهــا نَـديمٌ إِذا مـا شـئتَ تَعرفُـهُ
فَكُـلُّ وَصـفٍ لَـهُ فـي رسـتم اِنحَصـَرا
فــرعُ الاماجـدِ مَـن طـابَت أُرومتُـهُ
وَطـابَ عَـن عُرفِـهِ ريـحُ الصَبا سحراً
فيـهِ الشـَجاعَةُ وَالحذاقـةُ وَالـذكا
وَالعَقـــلُ متصـــفٌ بِــرأيٍ صــائِبِ
مَــولىً تَوخــاهُ لُبنـانٌ فَفـازَ بِـهِ
عَـن نعمَـةٍ كُـلُّ ذي لـبٍّ لَهـا شـُكرا
لَــهُ الولايَــةُ خــدنٌ بـاتَ برقبُـهُ
مُـذ كـانَ فـي مَهـدِهِ بِالمَجدِ متزرا
قــامَت تُنــادي عُلاهُ وَهـوَ يَـدرأُها
فَلَـم تـدع بَـل قَضـت مِن نَفسِهِ وَطرا
بِـهِ اِسـتَعَزَّت وَقـد سـاغَت مَشـارِبها
وَآنـسَ الصـَفوَ مِـن مـن عكرها نَفرا
تَسـابَقَ القَـومُ فـي تمـداحِهِ فَتَـرى
مَـن جـاءَهُ ناظِمـاً درّاً وَمَـن نَثَـرا
شـَهمٌ تَرعـرَعَ فـي الأَحكـامِ عَـن صغرٍ
حَـتى اِسـتَبَدَّتِ بِـهِ لَمّـا بِهـا كَبِرا
يَـرى مِـن الحـقِّ مَكتومـاً عَلـى عجلٍ
مـا لا يَـراهُ سـِواهُ بَعـد مـا ظَهَرا
فـي صـَدرِهِ الحلـمُ بَحرق لا قَرارَ لَهُ
يَحنـو حُنُـوّاً عَلـى المَظلوم مصطبرا
وَالعَـدلُ كَالسَيفِ ذي الحَدّ بنِ يَذخُرُه
للظـالم المعتـدي ان جـلَّ أَو صَغرا
ذو همــةٍ لَـم يَلـج يَومـاً بَجَحفَلَـةٍ
مَعـا مَـع الحَـربِ إِلّا عـادَ مُنتَصـِرا
بــالحلمِ يشــبهُ معــن زائِدَةٍ فَلا
يَرتــدُّ عَـن صـفح المُسـيءِ الطـالِبِ
ســَديدُ راي شــَديدُ العَـزم مضـطلعٌ
لكـلِّ خَطـبٍ يَـرى مَجـرىً عَلَيـهِ جَـرى
لَـو هَـزَّ رُمحـاً رُدينيـاً عَلـى جَبَـلِ
لاهتَــزَّ مِـن رَوعِـهِ وانـدكَّ منحـدرا
او سـلَّ ابيـضَ في الهَيجاءِ مقتحماً
لَعـادَ احمـر يُبـدي النَصر وَالظَفرا
رَعيـاً لِمَـن بـاتَ مَلحوظـاً بِنـاظرهِ
فَلا يَـرى فـي الـدَواهي مؤذياً بَشَرا
كَــذاكَ ســَقياً لارض حلَّهــا فَزَهــت
فاسـتقبلت قَمَـراً وَاسـتُودعت ثَمَـرا
يــا رَبُّ صــنهُ وَخَلِـد مجـدَ دَولَتِـهِ
مـا لاحَ نجـمٌ ينيـرُ البدوَ وَالحضرا
وَاحــرس بعونــك مَولانــا وَعزتنـا
عَبـد العَزيـز الَّذي في عِزِّهِ اِشتَهَرا
وَاحفـظ رَعايـاهُ في ذا الامن راتعةً
وَانصـر عَسـاكرُ يـا خَيـرَ مَـن نَصَرا
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).