
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهلاً بِمَـن آبَ باسـمِ اللَـهِ مَخفوراً
بَــرّاً وَبَحـراً وَبِالأَنعـامِ مَغمـورا
يـا طـولَ مـا باتَتِ الاعيانُ ترقبهُ
وَاللسـنُ تَـدعو لَهُ بِالعَودِ مَسرورا
كُنـا نُراعـي وِصـالاً مِنـهُ ينعشـنا
وَالقَلـبُ ما زالَ بالهجران مَحصورا
مـا مـرَّ يَـومٌ رَأَينـا فيـهِ باخرةً
تشـقُّ بَحـراً وَلَـم نحسـبهُ تبشـيرا
مـا زالَ قَلـبي في التَواصل راغِباً
وَالــدَهرُ عَنــهُ بِالتَباعُـد راغـبُ
نلـوي عَلـى رَحمـة الايـام نرقبها
فَتكتفـي ان ترينـا الغَيث تَقتيرا
يَومـاً يَرينـا لسـان البرقِ مطلعهُ
فـي باحة العزِّ شبه البدر مَنظورا
كَــذاك يَومـاً نـري الاقلام حايكـةً
بــرد الحوّيـك مَنظومـاً وَمَنثـورا
حـبرٌ غَيـورٌ حَبـاهُ اللَـهُ مِـن صغرٍ
قَلبـاً عَلـى حبـهِ الاوطـان مَفطورا
قَـد ذاعَ فـي كُـلِّ قطـر فَضلُ غيرتِهِ
وَعـادَ فـي أَكـبر الأَعمـال دستورا
فَفــي الصــَحائِفِ إِطـراءٌ خلاصـتهُ
تَـبينُ مـا جـاءَ مِن مَسعاهُ مَبرورا
يا أَيُّها الحبر ايلبا الغَيورُ لَقَد
كَشـفتَ عَـن خَيـرِ كنـزٍ كانَ مَستورا
وَباهتمـــامٍ وَتَوفيـــقٍ يقــارنهُ
مهـدتَ للعلـم مَهـداً بـاتَ مَهجورا
فيـهِ وَمنـهُ يَنال الشَرق ما اذّخرت
خَــزائن الغـربِ مَطويـاً وَمَنشـورا
وَزدتَ فــي رومـة العضـم بمدرسـةٍ
لشــعب الغــربِ مَطويـاً وَمَنشـورا
لا غـرَو إِذ مـا بيـنَ حالي وَالسُهى
بَـــونٌ وَلَكــن للــوداد غَــرائِبُ
رفعـت لَـهُ ضـمن القُلـوبِ معاهِـداً
لشـعب مـارون فَخـراً لَيـسَ مَنكورا
عليـكَ اثنـت فَرَنسـا فـي جَرائدها
وَنَحـنُ نَثنـي عَلَيها الدَهر تَكريرا
مِـن بَحـرِ اَحسانها الفَياض عَن مقةٍ
نلنــا بِمَسـعاك درّاً عـزَّ مـذخورا
لِصــَدرك الرَحـب وَالمَلآن مِـن حكـمٍ
حــقٌّ لِيَمتـاز بِالنيشـان مَشـهورا
فَخرتـهُ عَـن رضـا عَبد الحَميدِ فَلا
زلنـا بنعمـاهُ بـل لا زالَ مَنصورا
مَــولاي احـرزتَ أَوصـافاً تسـابقني
فَعـدت مِـن حَصـرِها بِالنظم مَعذورا
لَأَنــتَ ارفـع مِـن مَـدحٍ يُجـادُ بِـهِ
مَهمـا أَطَلنـا يُعـدُّ الطولَ تَقصيرا
يَكفيـكَ فَخـراً همـامٌ انـتَ نـائِبهُ
فـي كُـلِ خَطـبٍ وَلَـن تنفـكَّ مَشكورا
يـا يَـوم مَلقـاكَ مـا أَبهى طَلائِعهُ
فَكُــلُّ طَيــرٍ يُغنـي فيـهِ مزمـورا
فَـالأَرض نبسـم عَـن أَقـاح روضـتها
وَالشـَمس فـي برجها تَزداد تَنويرا
شـَطَّ المَـزارُ عَلـى المـتيَّم انَّمـا
قَلـــب الأَحبــة مغنطيــسٌ جــاذِبُ
وَالنـاسُ فـي ساحةِ الترحابِ قائِمَةٌ
تُبـدي التَهـاني جَماهيراً جَماهيرا
وَالنـورُ مِـن هامَـةِ الأَحبارِ منبعثٌ
تحفُّــهُ انجــمُ الجَـوزاءِ تَـوقيرا
فَقُلـتُ مِـن دَهشـَةِ الأَفـراح مرتجلاً
بَيتـاً علـي منهج التَشبيه مَقصورا
لِلّـهِ يَـومٌ غَـدا فـي زَهـوِ بهجَتِـهِ
يَـوم التَجلـي وَهـذا طـور تابورا
يَـومٌ بِـهِ ازدانَ ايار الزهور بِما
يَغنيـهِ عَنهـا فَلَـم يحتج ازاهيرا
كُـــل المَســـَرات فـــي مُــؤرَّخِه
ان قلـت قَد جاءَ حبر اللَه مَخفُورا
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).