
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَزاحـمَ الـدَمعُ فـي كـانونَ وَالمطرُ
تزاحـمَ الجَمـع في تَشييع مَن خسروا
يـا مَـن نَقَشتم على المصباح دائِرَةً
سـَوداءَ مِـن لَمحهـا قَد اظلمَ البصرُ
مــا للحنــادس غشـت نـور طَلعتِـهِ
لِلّهِ قُولوا لَنا ما الرزءُ ما الخبرُ
قـالوا كسـوناهُ ثَوبـاً نَحـنُ نَلبسهُ
مِــن بَعـدِ نقاشـِه وَالـدَمعُ منهمـرُ
انّــا فَقَــدنا نقـولا مِـن لغيبتـهِ
تَبكيـهِ عيـن الـذكا ما كرَّتِ العُصرُ
تَبكيـهِ بَيـروت دَمعـاً كَالـدِماءِ لَهُ
فــي كُــلِ خـدٍّ عَلـى انحـائِهِ أَثـرُ
كَــم مشــكلاتٍ جلا عَنهــا غياهبهـا
بلمحـةٍ بعـدَ مـا حـارَت بِها الفكرُ
اقلامــهُ بيَّضــت مـا الـدَهرُ سـودهُ
وَفـي الـدَعاوى غَـدَت للحـق تَنتَصـِرُ
غاصـت بلـجّ المَعـاني وَانتَقَت درراً
وَاليَـوم اَمسـت بسـجن النُون تَنحصرُ
تملـــك مُهجَـــتي وَالقَلــب مِنــي
اســير بِعــادِهِ يَرجــو اقتِرابــا
يُبكـى طَـويلاً علـي تلـكَ الأَنامل إِذ
كـانَت تُصـاغُ بِهـا فـي نَظمِهِ الدررُ
ابكــار افكــارِهِ تَحلـو لخاطبهـا
وَنقـدها فـي مَجـالي عَقـدها العِبَرُ
كَـم مِـن أَضـابير كتـبٍ زانَ طلعتها
نَظمــاً وَنَـثراً بِهـا الاعلامُ تفتخـرُ
وَمـا غَلا مـن لَغـي الاعجـام ترجمـهُ
حَتّـى اغتنـى مِـن إِلَيها كان يَفتقرُ
مِنهــا قَــوانين اَحكــام مشــكلةٍ
مرعيــةٍ يَقتَفيهـا البَـدوُ وَالحَضـرُ
وَفــي النَياشــين مصـداقٌ لخـدمتِهِ
ذات الخَليفـة مـن فـي ظلـهِ الظفرُ
كَأَنَّهــا انجــمٌ فــي صـَدرِهِ سـَطَعَت
بِنورهــا لاحَ فَضــلٌ فيــهِ مســتتر
سـَبعين عامـاً قَضـى بالعلمِ مجتهداً
لَيلاً نَهــاراً وَاضـنى جفنـهُ السـهرُ
مِــن كُــلِّ فَـنٍّ جَنـى اَحلـى خلاصـتِهِ
فَكـانَ كَالنَحـلِ لَكـن مـا بِـهِ إِبـرُ
قَـد طالَمـا كان في الاسفارِ يَنعشنا
بـالعودِ وَالآن طـالَ الـبينُ وَالسَفَرُ
فـــاهجم كُـــل يَـــومٍ للتَــداني
وَيَلقــى بَينَنــا الـدَهرُ الحَجابـا
راقَ النعيــم لَـهُ فاختـارهُ سـكناً
مغـادراً كـل مـا فـي الأَرض يَعتـبرُ
واحســرتاهُ عَلَيــهِ فَهُــوَ وَدَّعنــي
يَـوم ارتحالي وَعَن قَلبي نَأى الحَصَرُ
فَلَــم افــز بِاللقـا حَتّـى اودّعـهُ
فــي يَـوم رحلتِـهِ وَالقَلـب منكسـرُ
مــاذا أَقــولُ وَللراثيــن سـابقةٌ
فـي ما يُرثّى فَلم يُبقوا وَلَم يذروا
ابقـى لَنـا اللَـهُ في انجالِه عوضاً
فالاصـلُ عَنـهُ يعيـضُ الفـرع وَالثمرُ
لا زالَ يَحيــا بِهـم تـذكارهُ ابـداً
وَفَضــلهُ فــي صـُدور النـاس مـدَّخرُ
وَإِذ تَجَــرَّعَ كــاس الحـزن مصـطبراً
وَمـا بَـدا مِنـهُ فـي أَوصـابِهِ ضـجرُ
ناجـاهُ مَـولاهُ مِـن أَوجِ السَعادَةِ في
عـامٍ يُـؤَرَّخُ خُـذ آجـار مَـن صـَبَروا
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).