
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَـــــدتِ المَجــــالسُ تَزهــــرُ
وَيَضــــوعُ منهــــا العَنــــبرُ
وَالعَنــــــــدَليبُ مغـــــــرّدٌ
وَالليـــــث اصــــبحَ يــــزأرُ
يـا اَيُّهـا المولى الفَريدُ بِحزمِهِ
لا تَصـــغينَ لِقَـــول واشٍ كــاذِبِ
وَتَـــــــرى الاميــــــن مجمَّلاً
وَلَـــــهُ المحيّــــا الاقمــــرُ
كَالبَـــــدرِ عِنــــدَ تَمــــامِهِ
عَجَبـــــاً لِمَـــــن لا يبصــــرُ
وَعَلــــى الصــــدورِ مصــــدراً
بالابتــــــــداءِ وَيخـــــــبرُ
حينـــــاً يَفـــــوهُ بِحكمــــةٍ
فيكـــــلُّ عَنهــــا المخــــبرُ
طـــــوراً يجـــــي بطرفـــــةٍ
غَــــــرّاء ثُــــــمَّ يَعبّـــــرُ
بـــــالعلمِ بحـــــرٌ زاخِــــرٌ
يَــــروي الظمــــاءَ وَيكــــثرُ
تَتَزاحـــــــمُ الـــــــورّادُ ثُ
مَّ تـــــــودُّ أَلّا يَصـــــــدروا
معـــــنُ بــــنُ زائِدَةٍ غَــــدا
بـــــالحلمِ فَــــرداً يُــــذكرٌ
لَكـــــنَّ ذا يَســـــمو عَلــــى
معــــــنٍ بِمجـــــدٍ يُـــــذخرُ
قَـــد فــاقَ فــي الافــاقِ مَــن
يَحبـــــوهُ رَأيـــــاً يَظهــــرُ
إِنَّ الوشـاةَ طبـاعهم تطـوى عَلـى
لبــن الافــاعي مـع لِسـانٍ لاسـبِ
لــــو قِيــــسَ الـــرَأي فـــي
هِ لَقلـــــتُ هَــــذا الاشــــهرُ
مـــــا أمَّـــــهُ ذو كربَـــــةٍ
يَومـــــاً بِنَفـــــس تُـــــذعرُ
إِلّا وَطـــــابَ النَفــــس بَــــل
مـــــا زالَ دَهــــراً يَشــــكرُ
راعــــى اليــــراع بِرَوعــــهِ
فَـــــرأَهُ نعـــــمَ المتجــــرُ
وَالنـــون مَـــع نِقـــسٍ بِهـــا
قـــــامَت تَـــــتيهُ وَتَفخَــــرُ
وَتَميـــــسُ رافِلَـــــةً كَمــــا
يَهــــــتزُّ رُمـــــحٌ أَســـــمَرُ
وَتَقـــولُ يـــا اهـــلَ النُهــى
ميلــــوا إِلــــيَّ وَابشــــِروا
أَنّـــــي اِنقلبــــتُ فــــانني
بِــــــــالعَكسِ لا اتغيَّـــــــرُ
فـــي اليـــراعُ لَــدى الــوَغى
كَالســــــــمهريِّ واقـــــــدرُ
وَالحِـــبرُ بَحـــرٌ قَـــد طَمـــى
يَعلــــو البَيــــاض وَيجهــــرُ
لا يَســلمُ المَلســوع مِنهُـم مَـرَّةً
الّا بِكَشــف خــداعهم مِــن صـاحِبِ
بِـــالقَلب مِنـــهُ الربــح قَــد
عَــــمَّ الســــراة فَأَيســــروا
شـــــَرَفاً حَبــــاني منعمــــاً
شــــــَيخٌ اميـــــنٌ اكـــــبرُ
لَمّـــــا اصــــطفَاني فَضــــلُهُ
اَصـــــغي إِلَيـــــهِ وَانظــــرُ
نـــــارُ الغَــــرام تَوقَّــــدَت
ضـــــمنَ الفــــواد وَتســــعرُ
فلـــذا يَـــرى منـــي الحَشــى
أَبَـــــداً يَســـــيلُ وَيقطــــرُ
لِلّــــــــهِ درُّكَ عالمــــــــاً
عَلَمــــــــاً فَلا يَتَنَكَّــــــــرُ
بِــــالنَحوِ خــــاضَ مَنــــاهلاً
كَالسَلســـــــَبييلِ فتســــــكرُ
وَالصـــــَرف صــــَرف رَحيقِــــهِ
مِـــن أَصـــغر بشـــهِ معنـــبرُ
وَلَــــدى القَريــــض وَنظمــــهِ
تَجثـــــو لَـــــدَيهِ الابحــــرُ
بِـــــالنَثر فــــردُ زَمــــانِهِ
يَطــــوي الحَــــديث وَيَنشــــرُ
يا صاحبَ الفَضل العَميم وَحافظ ال
مجـد القَـديم وَمَهد قَلبي الذاهبِ
فَـــــإِذا اســــتهلَّ محــــدِّثاً
عَــــن كُــــلِّ مَعنـــى يســـفرُ
فاضـــــت جَــــداولهُ الَّــــتي
مِــــن بَحــــرِ قنـــدٍ يُـــذخرُ
فبكــــــلِّ قطـــــرٍ قَطـــــرةٌ
وَبِكــــــلِّ شـــــَطرٍ اســـــطرُ
وَلكــــــلِّ صــــــبٍّ تحفـــــةٌ
بصــــفا الخَــــواطر تنــــذرُ
رامَ الكــــــرامُ بمــــــدحهم
حصــــر الصــــِفات فـــادبروا
وَالقَـــــولُ مِنهــــم مجمــــلٌ
طـــــول المَــــدى لا تُحصــــرُ
مَــــــولايَ انـــــي عـــــاجزٌ
عَـــــن مَـــــدحكم ومِقصـــــّرُ
فــــارفق بِحــــالي وَاعـــذرا
خلّاً فَمثلــــــــك يَعــــــــذرُ
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).