
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا حسـنَ بُسـتانٍ يَـروق لنـاظرٍ
جَمـع الأَكـابَرَ كـابراً عَـن كابرِ
وَقلَّـــدَهم مَهـــابتهُ حُســـاماً
لردعــــةِ كــــلِّ ظَلامٍ عَنيـــدِ
يُشـفى العَليـل بِعَـودَةٍ مِنهُ كَما
يُـروى الغَليـل إِذا اَتَتهُ سَواكِبُ
فكــأنَّهُ فلــكٌ تَســيرُ نُجــومهُ
مـا بَيـنَ دَوحٍ فـي رِيـاضٍ ناضـرِ
يَـوم بِـهِ طـابَت نُفـوسٌ وَانتَشـى
ضـمن الحَشـى فـرحٌ لِكُـلِّ مسـامرِ
يَــومٌ صــَفا بِنَقــائِهِ وَبَهـائِهِ
وَنســـيمِهِ وَنَعيمــهِ المشــاكرِ
غَنَّـت عَلى العُودِ البلابل وَانجلت
كـاسُ الطَلابيـدِ الحَكيـم الماهرِ
سـبكَ المـديرُ بِهِ صَفائحَ ما لَها
فـي الغَـربِ ذكر وَهِيَ زاد مسافرِ
وَأَلــمَّ بِالهنــديِّ يــا وَيَلمِّـهِ
فتــكٌ ذَريــعٌ مِــن كَمـيٍّ قـادرِ
لَجَـأ إِلـى حصن الكباب فَلَم يَجد
عَونـاً فَعـادَ وَمـا لَـهُ مِن ناصرِ
كُـــلُّ الأَيــادي ضــدهُ وَتصــدهُ
وَتــردهُ نَحــوَ المــديرِ الآمـرِ
فاسـتنجدَ الشـَيخ الجَديـد لعلهُ
يَحميـهِ مِـن غـاراتِ جـوعٍ ظـافِرِ
فاجـــابَهُ لا اســـتطيع لاننــي
خاوي الحَشى وَالجوع اصبحَ قاهري
وَالسـقمُ منهتـك العرى مِن فَتكهِ
أَنّــي تــوجه فَهـوَ مِنـهُ هـاربُ
وَإِذا عَفـوتُ فَيعزلـوني كَيـفَ لا
وَقُلــوب حُســادي خِلاف الظــاهرِ
يَتَسـابَقون عَلـى اختلاس وَظيفَـتي
وَاراهــمُ أَهلاً لَهـا كـن عـاذري
فَكَـأَنَّني بِقُلـوبهم نـار الغَضـا
أَو شـَوكَةٌ فـي عَيـنِ كُـلِّ مَنـاظرِ
أَو نــاظر الأَحلام حُلِّــلَ بَيعــهُ
بيـع السـَماح وَلَـو بِخَمس فَطائِرِ
فَعَلَيـك بِالـداعي الشَفيق وَحزنِهِ
فَهُـمُ الأَوائِلُ في اللفيف الحاضرِ
فَلَعَلضــهُم يَتَكَرَمــون بِعَفــوِهم
لَكــنَّ هَــذا لا يَلــوح لِخـاطري
ان كـانَ ما شَفقوا عَلى زادٍ حلا
هَـل يَرفقـون بِمـا أَتـى بِمَرائِرِ
كَـم بـتَّ تقلـق نَـومهم وَتغمهـم
بِصـياحك المُـؤذي سـَماع الساهر
لَكـن تعـزَّ بـانَّ قَـبرك لَـم يَكُن
فــي بَطـنِ أَرضٍ أَو عِقـابٍ كاسـرِ
بَـل فـي أَمـاكن بـوركت وَتَأهبت
وَترحبــت بِقــدوم لِفَخـر طـائِرِ
يثنـى عَلَيـهِ مشـارِقاً وَمَغارِبـاً
فَالشـامُ تَسـأل وَالصـَعيد تجاوبُ
لَـكَ اسوةٌ بالضانِ وَالخرفانِ وَال
اسـماكِ وَالحَلـوى وَغَيـر ذخـائِرِ
هَــذا ملخــص يَـوم بُسـتانٍ لَـهُ
ذكـرٌ جَميـلٌ ضـمنَ قَلـب الشـاعرِ
فاعــادهُ المَــولى عَلـى خلّانِـهِ
فـي كُـلِّ عـامٍ بِالسـُرورِ الوافرِ
مـا بَيـن تشرينين كانَ وَقَد مَضى
ارّخ زُميــنٌ مِــن رَبيــع الآخـرِ
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).