
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زادَ الفَخــارُ وَزالَ الغَــمُّ وَالحَصـَرُ
يـا ربـحَ مَـن ظَـنَّ قَـومٌ انهم خَسروا
هجمــت عَلــيَّ جُيـوش وَجـدي بِـالنَوى
فَرجعـــتُ مَغلوبـــاً وَحُــبي غــالبُ
بـاتوا عَلـى وَهـم انَّ الدَهرَ يَرجمهم
فَاصــبحوا وَالحَصـى مِـن حَـولهم دررُ
فَــالأَرضُ يَلقـى عَلَيهـا مـا يشـوّهها
فَتَكتَســي خُضــرةً مِــن فَوقِهـا ثَمَـرُ
وَالعـودُ وَالـذَهَبُ إِلا بَريـز فَضـلَهُما
بِالنـارِ يَبـدو وَلَـم يَمسسـهما ضـَرَرُ
نَحــنُ الأُلـى رامَـت الايـام تصـرعنا
بِنكبــةٍ لَـم يَكُـن مِـن وَقعِهـا حـذرُ
بتنــا حَيـارى نراعـي جُـلَّ نَصـرتنا
مِـن مَركـز العَـدل حَيـث الحَق مشتهرُ
قَــد طالَمــا عَيننـا بـاتَت مسـهَّدةً
تراقـــب النَجـــم وَالأَفلاك تعتكــرُ
نعــدُّ مــا مـرَّ مِـن أَيـام وَحشـتنا
يَومـاً فَيَومـاً وَيَـوم السـَبت ننتظـرُ
وَنَبتَغــي وَقَــد اســبوع يَكـون بِـهِ
ســبتانِ يَــأتي بكــلٍّ مِنهُمـا خـبرُ
تِلــكَ الاســاطيرُ كَالآيــاتِ نَحسـبها
تُتلـى جهـاراً وَفيهـا السـرُّ مسـتترُ
لَـولا الشـَقيق الَّـذي فـي وَجهِهِ لَمحت
مســـرَّةٌ لَمحـــت آيـــات العِـــبرُ
ذا غـالب الأَبطـال فـي سـَهل الحجـى
فَـــالفكر مِنـــهُ اســهمٌ وَقَواضــبُ
مِـن مَغرب الشَمس يَرجو الشَرق طلعتها
وَدار مــع دَورَهــا يَسـتطلعُ الفكـرُ
غــابت فَـآبت بحـول اللَـه يَشـفعها
شــعاعُ عــزِّ بِــهِ يَســتمتعُ البَصـَرُ
بقطـرةٍ مِـن نَـدى الرَحمـان قَد خمدت
نــارٌ تَلظـى لَهـا فـي قَلبنـا شـررُ
وَخــابَ مَـن رامَ مـع اخـاب يوقعنـا
فـي شـَر ازبـال لَمـا أَمسـك المطـرُ
حاشـا لمـولا العُلا مِـن صـَرفهِ نَظَـراً
عَمَّـــن بِتســـبحِهِ يُمســي وَيَبتكــرُ
وَيَصــرفُ العُمـرَ وَالأَمـوالَ فـي عَمَـلٍ
يَرضــى بِــهِ اللَـه وَالأَملاكُ وَالبَشـرُ
حُسـّادهُ حـاولوا فـي طـيّ مـا نَشروا
أَن يَحجبـوا فَضـلهُ الاسنى فَما قَدروا
ذاعـــت مَـــآثرهُ شــاعت مَفــاخرهُ
ضـاءَت مَنـائِرهُ العليـا لِمَـن بَصَروا
حـبرٌ لَـدى اعظـم الأَحبـار قَـد وضحت
يَومــاً براءَتُــهُ وَاستُوصــلَ النـورُ
فَالبَـدرُ يُجلـى لِمَـن فـي وَجهِـهِ نظرٌ
وَالـدسُ بحلـي لِمَـن فـي ذوقـهِ اثـرُ
وَالســالب الأَلبــابُ لطفــاً مثلمـا
لِكنـــوز مصــرٍ بالحذاقــة ســالبُ
نَحـن الأُلـى مِـن دَواعـي امـر غيبتِهِ
ذاقـوا المَنايـا وَلَما آبَ قَد نُشروا
قَـد عـادَ يوسـف بعـد البيعِ مرتقياً
اوج المَعـالي وَمِنـهُ الطهـرُ يَنتشـرُ
إِذ جـادَ بِـالعَفوِ عَـن بـاغي مـذلتِهِ
اضــحى مِثـالاً بِـهِ السـادات تَفتخـرُ
وَتَــمَّ بِالفعـل مـا بـالحلم عـاينهُ
وَفضـلهُ عـمَّ مـن نعمـاهُ قَـد كَفَـروا
مَــولاي خَــولَتني نعمــاكَ اشــكرها
ارجــوك رفقـاً بِشـيخٍ عـذرهُ القَصـرُ
ان نبـغِ منـي حسـاب الوزنـتين فما
دفنـــتُ مــالاً وَلا اقبلــتُ اعتــذرُ
لكنمـا الخَمـس اخشـى مِـن مطالبهـا
فَمــن لَـهُ دونكـم فـي ريحهـا بِـدَرُ
لِلّــهِ حَمــدٌ وَشــكري للأُلـى عضـدوا
وَهنــي فـالفيتُ سـَهلاً مـا بِـهِ خطـرُ
ســهرتُ لَيلاً بِـهِ قَـد خلتهـم رَقَـدوا
لَمّـا اجتمعنـا وَجدتُ الكُلَّ قَد سَهروا
نَثنـي علـي كـل مِـن بِـالحب واصلنا
مِن أَكرم القَوم ان غابوا وان حضروا
ذخــر المَعــارف شــبه بحـرٍ زاخِـرٍ
وَالعلـــمُ فيــهِ مَغــانِمٌ وَمَطــالِبُ
وَنـدمن الشـكرَ مـا دمنـا عَلـى رَمقٍ
لمسـعد الحَـق مـن فـي يُمنِـهِ الظفرُ
وَلاتنــا عَينهــم يَقظــى تراقبنــا
وَشــَعبنا فــي سـِواكم لَيـسَ يَفتكـرُ
مِنهـــم مصــلٍّ وَمِنهــم صــائِمٌ وَرعٌ
يَـدعو وِمنهـم إِلـى البيعـات يَبتدرُ
وَســـدَّة المَجــد تَــدعوكم محصــَّنةً
وَحــول مــذبحكم جنـد السـَما خَفـرُ
وَشــَعب مـارون قَـد أَمسـى بِغَيبتكـم
كَاللــجِ يَرتــجُّ او كَالسـَيل يَنهمـرُ
لكنمـــا يَــوم بُشــراه بــأَوبتكم
أَضــحى لَــدَيهِ نَعيمـاً ذَلِـكَ الخَبَـرُ
تَنــوَّرَ الكَـونُ يَـوم الأَربعـاءِ فَفـي
ابـداع ذا اليَوم كانَ الشَمس وَالقَمَرُ
يـا يَـومَ رابـع ايّـارٍ بكَ انتظم ال
تاريــخ لازلــت بــاللألاءِ تـذ دكُـر
فرَّحــتَ بَيــروت إِذ فرَّجــت كربتهـا
وَطــود لبنــان بــالأَنوار مزدهــرُ
يــا ســيّداً عـادَ وَالامجـاد تخـدمهُ
مـا احمـد العَـود فيما ينجحُ السَفرُ
ذو فطنَــةٍ كَالنـارِ تسـبرُ مـا جَـرى
وَالعَقــلُ نــورٌ وَالفعــالُ كَــواكِبُ
فـي صـَدركم لاحَ مـن انعـامِ دَولتنـا
نيشــان فخــرٍ عَلَيــهِ انجــمٌ زَهُـرُ
دُمتـم بسـعدٍ وَجَيـشٍ السـَعد يَخـدمكم
برغـد عَيـشٍ نَـأي عَـن صـَفوهِ الكـدرُ
فـي ظـلِّ سـلطاننا عَبـد الحَميدِ وَمن
تَبــوأوا منصـب الانصـاف واقتـدروا
وَمـن كمعنـى اسـمهِ فـي عَرشـِهِ اسـدٌ
يُرجــى حمــاهُ وَللمظلــوم يَنتصــرُ
فَليحيـي سـُلطاننا المَسـعود طـالعهُ
بِـالعزِّ وَالنَصـرِ وَليخضـع لَـهُ القدرُ
وَصــفقوا واهتفـوا مِـن كُـلِ جارِحـةٍ
فَليحيـــــي لاون عمــــراً ضــــعف
كلاهمـــا وازعٌ غــدرَ الزَمــان فَلا
تَخشـوا حَسـوداً عَلَيهِ الدَهر تَنتصروا
ليوســف الحَســن نصــرٌ فـي مُؤَرَّخـةٍ
كَــذا لَنـا يوسـف المَحسـود مُنتصـرُ
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).