
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غنمــتُ بكــوثَرٍ يَــوم اِرتِحــالي
فَكــانَ طَــبيب وَجــدي وَانتِحـالي
رشــفتُ وَســاغَ لــي مِنــهُ شـَرابٌ
وَكُنـــتُ اغــصُّ بِالمــاءِ الــزلالِ
فَلا عَجَــبٌ إِذا مــا جــاءَ يَــروي
غَليلاً وَهُــوَ مِــن فــرج بَـدا لـي
لَــهُ الشـكرُ الجَزيـل عَلـى مَديـحِ
حَبـــاني دونَـــهُ نظــم اللآلــي
فَلَســتُ لَــهُ باهــل غَيــر أَنــي
احـــوّل مَــدحهُ لِــذَوي الكَمــالِ
لَــهُ البــاعُ الطَويــلُ بُكـلّ فـنّ
يَقصـــّرُ عَنـــهُ ذو حــذقٍ وَبــالِ
وَلَـو فـي بـرجِ بابـل كـانَ يَومـاً
لخـــاطب كــل مَجمــوع الرِجــالِ
غَــدا للشــعرِ ســعرٌ حيــنَ وَشـّى
لَـــهُ بــرداً بَــديعاً بالجَمــالِ
هَبَّـت فَرَنسـا بعيـن الريـم تنظرهُ
فـراق مِنهـا سـنا الأَحـداق منظرهُ
وَللجلاسِ قَــــد اَهـــدى ســـَميراً
يُنــاجي العَقــلَ بِالســحرِ الحَلالِ
فَلَمـــا شـــمتُ بـــارقهُ تجلّــى
لِعَيـــن بَصـــيرَتي نـــورُ الهِلالِ
بَــديعٌ فــي الجنـاس وَزاد ظَرفـاً
بصــــــحة ســـــبكهِ دونَ اختلالِ
وَكَـــــم درَّت دراريـــــهِ وَدارَت
كُــؤوسُ رَحيقِــهِ بَيــنَ المَــوالي
وَكَـــم مِــن بَحــرِهِ الزَخــار درٌّ
كَريــمٌ راج فــي ســوق الغَـوالي
قَصـــائدهُ بنــات الفكــر زُفَّــت
معــــزَّزةً لاربــــاب المَعـــالي
قَوافيهــا القــوى فيهـا تحـاكي
برنّتهــــا رُبيبـــات الحجـــالِ
حَــوى يَنبــوع علــم مِنـهُ تَجـري
جَــداول تَســتَقي مِنهــا الأَهـالي
لَــهُ فــي النَحـوِ مَنحـى سـيبويهٍ
وَيَحكــي صــرفهُ صــَرفَ الــدَوالي
وَفـي فـنِّ البيـانِ وَفـي المَعـاني
يَفــوقُ فَطاحــل العُصـُرِ الخَـوالي
فَالنَفسُ تَطوي الهَوى وَالدَمع بنشرهُ
وَنشـوةُ الحُـبِّ فـي المَحبوبِ تشهرهُ
وَفــي علـم الحِسـاب يَكـادُ يُحصـي
إِذا مــا شــاءَ حَبّــات الرِمــالِ
أَرانـــي قاصـــِراً عَمّــا حَــواهُ
فـــــابقيهِ لأَبــــواعٍ طِــــوالِ
وَاســأل مِــن الـه العَـرشِ دَومـاً
حِراســة عبــدِهِ فــي كُــلِّ حــالِ
يُهـــادي مِــن فَــرائِدِهِ عُقــوداً
يرصــــّعُها بِتاريـــخ المَقـــالِ
نَبيــــلٌ نــــاظمٌ درّاً ثَمينـــاً
كَــذا هــادى المكنّـى بِالشـَمالي
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).