
الأبيات21
يـا قَلـبُ دَعنـي غائِصـاً بِمصـَائِبي
وانهــج ســَبيلاً للحَــبيبِ وَعـاتبِ
لا كـانَ يَـومٌ اتـى الناعي بفاجعةٍ
وَصـاحَ يـا صـاحَ ايقظ نائِم السحرِ
فـالحبرُ يوسـف قَـد غـابت مَحاسنهُ
فـي طَـيِّ رَمـسٍ وَهَـذا مبتدا الخبرِ
لا كـانَ يوسـف قَـد غـابَت محاسـنهُ
وَبــاتَ اشـجعنا فـي لجَّـة العـبر
وَخــرَّ كــلٌّ إِلـى الأَذقـانِ ينـدبهُ
وَقـامَ يعتـاض بَعـدَ العيـنِ بالاثرِ
سـلبتَ يا بينُ من بينِ البنينِ أَباً
اعــزَّ مِـن دُرة يـا سـالبَ الـدررِ
لَو كُنتَ أَبقيتَ من فيهِ البَقاءُ لَنا
لَكنــتَ احييـت آلافـاً مِـن البَشـَرِ
مــن عــاشَ بـالبّرِ والآلاء تخـدمهُ
فـوقَ الثَمـانين حَـتى فازَ بالوطَرِ
وَحدَّ في السيرِ في نَهج السَبيل إِلى
مرضــاةِ مَـولاهُ بالامسـاكِ وَالسـَهرِ
وَقـامَ يَرعـى خـراف الـربِّ مجتهداً
لَيلاً نهـــاراً بِلا ســأمٍ وَلا ضــَجَرِ
بـالحلمِ حـاكى كليـمَ اللَهِ متسحاً
بـردَ المَهابة في البَيداءِ وَالحَضَرِ
فَعلامَ تضـــرمني بِنـــارٍ صـــبرَت
احشـــاءَ خــلٍّ مثــل شــَمعٍ ذائِبِ
لَكنمــا شـعبهُ مـا شـذَّ عَـن سـنن
يَومـاً وَلا حـادَ عَن مَولاهُ في السَفَرِ
وَكـانَ ذا غيـرَةٍ غـراء مـا نـتئَت
الفـاظه مثـل حـدِّ الصـارم الذكرِ
مـا مـرَّ يَـومٌ وَلَـم يَخطـب بنادرةٍ
فـي محشدِ القَوم تسبي اعمق الفكرِ
تجـري المنابرُ غدران الدُموع علي
مَـن كان يَطفي شواظَ النار في سقرِ
تَجـري الهَياكـلُ دَمعـاً فوقَ هيكلهِ
وَتكتســي بســوادِ الغـمِّ وَالكـدرِ
بَكـــاهُ منصـــبه وَاللائِذون بِــهِ
حَتّـى رَأَينـا سـيول الدَمعِ مِن حَجَرِ
مـن للمعـالي وَمِـن للمعضـلاتِ وَمَن
لا عَيـبَ فيـهِ سـوى الابعادِ عَن ضَررِ
مَضـى إِلـى رَبـهِ بَعـدَ الجهاد وَقَد
حـازَ اغتباطاً بفوز المَجدِ وَالظَفرِ
عُـدنا نَرجـي لَـهُ فـي قَـومِهِ خَلفاً
يَحيـا بِـهِ ذكـرُهُ فـي الأعصر الأُخر
جرمانوس الشمالي
العصر الحديثجرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).
قصائد أخرىلجرمانوس الشمالي
قِوام المُلكِ في عبِدِ الحَميدِ
لبنان أضحى بموج العزِّ مغمورا
لُبنان جدّد شبابَ العزِّ مفتخرا
غَدتِ المَجالسُ تَزهرُ
دَنا النائي دَنا يَوم السُرورِ
فاضَ السُرور زاد الحبورُ
مسعدُ السادات اهدى
زادَ الفَخارُ وَزالَ الغَمُّ وَالحَصَرُ
بُشرى المَسرة وافت تنشرُ الخبرا
يا حسنَ بُستانٍ يَروق لناظرٍ
شهبُ المَعارف قَد تبلَّج نورُها
أَهلاً بِمَن آبَ باسمِ اللَهِ مَخفوراً
حَباني الحُبُّ مِن بُعدٍ كتابا
تَزاحمَ الدَمعُ في كانونَ وَالمطرُ
وافاكَ ذا النجل السَعيد مبشرا
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025