
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَــرقٌ أضــا مــن أيمــن الجَرْعـاء
غيثــــاً مُلِثــــاً دائمَ الأنـــواءِ
وســقى ربوعــاً مــن زَرُود وعالــج
فـــالرقمتين هتــون مــاءِ ســماءِ
عهــدي بهــا والشـَّمْل مجتمـع بهـا
مـــن أهلهــا كالروَّضــة الغنَّــاءِ
أمســـت خلاءً بعــد ســاكنها ومــا
يحلــو لهــا قلــبي مـن البُرَحـاءِ
جـرت عليهـا الرِّيـح أوديـةَ البِلَـى
مـــن زعـــزع أو سجســـجٍ ورُخــاءِ
عُوجُــوا بمربعهـا لكـي مـا يشـتفى
بترابهــــا قلـــبي مـــن الأدواءِ
لا تعـــدلوني إن بكيـــت صـــبابةً
برســــومها إن كنتـــمُ ســـُجرائِي
فعســى البكـا يحـدى بهـا ولعلَّمـا
بطفــي لهيــب الشـوق مـن أحشـائي
إنـي أنـا الصـَّبُّ المـتيَّمُ في الهوى
هـو فـي الحَشاشـة والبكـاءُ وشفائي
كيـف الخلاصُ مـن الغـرام ولـم أفـق
بعــد النَّــوَى مــن لوعــةٍ وبكـاء
يــا عــاذلي دعنــي ولـومي إننـي
فــي الحــب والبلـوى مـن الأُسـراءِ
لـو ذفـت مـا قاسـيت من ألم الجَوَى
لعــذرتني وســميت فــي استشـفائِي
أو خِلْـتَ مَـن أهـوى لهمـت ولـم تزل
متحيِّــــراً فـــي شـــدَّةٍ ورخـــاءِ
ســقْيا لأيـام الصـبي مـن حيـث لـم
يَنْــأَ الحــبيبُ مخافــةَ الرُّقبــاءِ
أيــام يرفُـلُ فـي الشـباب وعيشـنا
صـــافٍ مـــن الأكـــدار والأقــذاءِ
والـــدهر يرمُقُنــا ونحــن بلــذة
متنعِّميـــــن بمقلــــة شوشــــاءِ
والعيــش أُغْيَــدُ والحــبيب مُواصـل
متلـــــذِّذٌ فــــي بهجــــةٍ ورُوَاءِ
لمــا نضـا ثـوب الشـَّبيبة والصـِّبَي
صــدَّ الحــبيبُ ولــم يَجُــدْ بِلِقـاء
كيــف التَّغَــزُّل والشــبيبةُ أدبـرت
وأتـــى المشــيب بِتَرْحَــةٍ وعَنــاءِ
فاربــأْ بعمـرك أن يمـر ولـم تَـؤُبْ
مُسترشــدا مــن ذي الــوَرَى بثَنَـاءِ
وارفـض جميـع الشـُّغْل عنـك وجِـدَّ في
التـــــأْويبِ والإدلاجِ والإســـــراءِ
واقطــع مهــامه كــل خــرق هَوْجِـلٍ
بشـــــِمِلَّةٍ محبـــــورَةٍ وَجْنــــاء
واقصـِدْ أبـا العَـرَب بن سلطان الذي
عَـــمَّ الـــوَرَى بكرامـــةٍ وســخاءِ
فهـو المؤمَّـل والمرجَّـى فـي الجَـدَى
لا زال يعلـــو فــي ســَناً وســَناءِ
أهــل السـماحةِ والفصـاحةِ والنَّـدَى
وأبــو الســخاء مهجِّــن الكُرمــاءِ
ليــــنُ الخلائق زاهــــدٌ متـــورعٌ
لكنـــه كـــالليث فــي الهيجــاءِ
غيــث إذا مــا الغيـثُ ضـَنَّ بمـائه
ونـــواله يــزرى علــى الــدأْماءِ
عــرف السياســة مُــذْ نشـا فكـأنه
ورث الــذكا عــن حكمــة الحكمـاءِ
فغـــدا وحيـــد زمــانه متفَــرِّدا
بحذاقـــة العلمـــاء والفصـــحاءِ
يا ابن الإمام العدل سلطان العروبةِ
ســـــيد الأربــــاب والعُرَبــــاءِ
إنـــي رجوتــك أن تَســُدَّ خَصاصــتي
والظَّـــنُّ مِنِّـــي لا يخيــب رجــائي
ومُؤَمِّــلٌ أملا بــأن أحظَــى وإنمــا
أمَّلْــتُ منــك بــأن تُجيــبَ نِـدائي
إيَّــاكَ أن تــدَعَ الزَّمــانَ يُصـِيبُني
بَلــــواهُ بالبأْســـاءِ والضـــَّرَّاءِ
أو أن يُكَــدِّرَ مـا صـَفَا مـن مَشـْرَبي
بصــــُرُوفِهِ أو أن يَهُـــدَّ بِنـــائي
فـــادْرَأْ أذاةَ النائبــاتِ وكُفَّهــا
عــن أن يَعــضَّ بهــا علـى أعضـائي
ولْتَســـْخُوَنَّ بمـــا مَلَكْـــتَ فــإنه
فَــانٍ ويبْقَــى فيــكَ حُســنُ ثَنـائي
وارحـم وَجُـدْ حـتى يقـولَ النـاسُ ذا
أَغْنَــى الــوَرَى مـن كثْـرَةِ الإعطـاءِ
مَـدْحي لكـم أرجُـو بـه الحُسـنَى غَداً
أو أن يُبَــــوِّئَنِي بـــدار بَقـــاءِ
خُـــذها هَــدِيَّا لا يَفُــوهُ بمثْلِهــا
أحـــدٌ مــن الفُصــَحاء والشــُّعَرَاءِ
نَزَّهْتُهـــا مــن كــل مُلْــكٍ فــاخِرٍ
مــن حيــثُ أنـتَ لهـا مـن الأكْفَـاءِ
فاســـمَعْ لهـــا عَرَبِيَّــةً فكأنَّهــا
مــن حُســنِها كالغــادَةِ الحَســناءِ
لا عَيْـــبَ فـــي أبياتِهـــا إلا إذا
قُـــرِئَتْ تُســـَوِّدُ أَوْجُـــهَ الأعــداءِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.