
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيهـا العاقِـلُ الـذي شـاءَ تَـزْو
يجــاً مــن الأقْرِبـاءِ والبُعَـداءِ
ينبَغِــي لا تُبْـدِى كلامـاً ولا تَعْـجَ
لْ عَلَــى خِطَبــةٍ مــن الأوليَــاءِ
قبـلَ أن تنظُـرَنّ مَـن شـئتَ منهُـمْ
ثـــم أســـقِط مَقالَـــةَ الجُهَلاءِ
واتّبِـــع قــولَ مُعْــوَلِيٍّ فصــيحِ
ذي ودَادٍ وانبُــذْ مَقـالَ الهُـذاءِ
قُـمْ وبـادِر وانظُـرْ وسـل وتبَصـَّرْ
شــخصَ مــن شـئتَهُ وراءَ الخِبـاءِ
وتجَســـَّسْ عــن طبْعِهــا وتحســَّسْ
وتَوَســَّمْ فــي اللَّــوْنِ والأعضـاءِ
واكتـمُ السـِّرَّ عـن جميع البَرَايا
مـن رجـالٍ تلقَـاهُ أو مـن نِسـَاءِ
فيصـــدُّوكَ عنهُـــمُ أو يصـــدُّوا
قلــبَ مــن شــئته بغيـرِ مِـراءِ
فــإذا أعجَبتْــكَ حُســناً وطَبْعـاً
وســـَرَى حُبُّهــا إلــى الأحشــَاءِ
ثــم لا تنظُــرَنّ منهــا حَرَامــاً
واتَّـقِ اللـه ذا العُلَـى والبَقَاءِ
فاتّخِــذْ صــاحباً محبّــاً حبيبـاً
يعتَــــرِى للأُمَّــــاتِ والآبَـــاءِ
ويكــونُ الــذي تُــدَبِّرُ مقبـولاً
لَــــدَى الأوليَـــاءِ والأكْفَـــاءِ
فــإذا القلـبُ خِلتَـهُ مـالَ عنـه
لا تجهَّـمْ فـالخير عنـد التنَّـائي
وإذا لــم يكــن ودادٌ ولا بُغــضٌ
فهـــذا تــراهُ بعــد اللِّقــاءِ
وإذا كنـــتَ ذا جَمـــالِ ومــالِ
وشـــــــبابِ ونجْــــــدَةٍ وعَلاءِ
وســـــَخاءِ وعــــزَّةٍ ورَخــــاء
وثَــرَاءِ فــاخطُبْ مــن الأغنيـاءِ
لا تُبـالي بالمـالِ وابذُلْ ولا تبخ
لْ عليهـم واختَـرْ خِيـارَ النسـاءِ
ذاتَ حُســــنٍ وبهجَـــةٍ وجَمـــالٍ
بــاهرٍ فــي الــوَرَى وذات رُواءِ
ليكــونَ الفــؤادُ منــكَ مُرِيحـاً
مســتَرِيحاً مــن تَرْحَــةٍ وشــقاءِ
وتكــونَ العيــونُ قَانعَــةً مــن
حُســـن ليلاهُـــمُ ومــن أَســماءِ
وإذا كنــتَ يــا بُنَــيَّ فقيــراً
غيـرَ مُثْـرِ فـاخطُبْ مـن النُّظَـرَاءِ
وإذا كنـــتَ ذا مَشـــيبٍ وفَقْــرٍ
فعَجُـــوزاً وَلَّــى بغيــر مِــراءِ
وإذا كنـــتَ ذا مَشـــيبٍ غِنيّــاً
فَطَمَاعِيَّــةُ النســا فـي الثّـرَاءِ
لا تـــتزوَّج قطعــاً طليقَــةَ زوجٍ
وهْــي فيــه شــديدةُ البُرَحــاءِ
والــتي تقبَــلُ العِطيَّــةَ عَيْــبٌ
مــن ســوى زوجهـا بغيـرِ إبـاءِ
والـتي ألقـت القِنـاعَ عـن الرَّا
سِ ولا تلتحـــف بثــوب الحَيــاءِ
والـتي فـي النهـار تأكـل أكْلاً
دائمـــاً لا تـــزالُ باستِقْصــاءِ
والـتي لـم تمنع ولم تشكُر اللّهَ
عَلَـــى مـــا حَـــوَتْ مــن الآلاءِ
والــتي عِنْــدها بنــونَ صــِغارٌ
وكبــارٌ يــأْوُونَ وقــتَ العَشـاءِ
والـتي تسـكُنُ المقاماتِ في البَرْ
دِ وفــي الحَــرِّ جـانب البَيْـداءِ
والـتي تسـكُنُ الخواجير في الحَر
ر وآباؤهـــا مـــن الغُرَبـــاءِ
فهُــمُ الــدهرُ يــأكلون عليهـا
عَــدِّ عنهــا لا تغتَــرِر بســواءِ
فاحــذرنّ الــتي تُفَــرِّق لا تــدَّ
خــر قطعــاً شـيئاً مـن الأشـياءِ
كــي يقولــوا فُلانــةٌ ذاتَ جُـودٍ
والغَـوَاني يُحبِبْـنَ قـولَ الرُّبَـاءِ
واللــواتي يــأْوين كــل بيــتٍ
كـل حيـنٍ مـن غيـر مـا اسِتحياءِ
والــتي لا تهمُّهـا حاجـةُ الـبيت
ت وتـــأوى منـــازلَ القُرَبــاءِ
وكــذاكَ الحَمقــاءُ لا تقربنْهــا
فــترى الاعوجــاجَ فـي الحمقـاءِ
والـتي لا تـزال فـي النَّوْمِ دَأْباً
لـم تفـقْ فـي صـباحها والمسـاءِ
واللــواتي يقُلْــنَ كــل صــباحٍ
هــات مــا تشــتهي بلا إبطــاءِ
واحــذرنّ العجــوز لا تقربنهــا
فهــي للــدَّاءِ دهرهـا والـدَّواءِ
فــإذا قلــت مَــن يُخبِّرُنـي عـن
كــل هــذا يطــولُ فيـه عَنـائي
فــأقول اعتمِــد وشــاوِرْ وشـمِّرْ
وتنصـــَّل تجـــده فــي الأمــاءِ
وهْــو لابــدَّ أن تُشــاوِر حَبْــراً
عالمـــــاً بــــالأحوالِ والآراءِ
ذا اختيــارٍ وحكمــةٍ واعتبــارٍ
وقيــــاسٍ وفطنــــةٍ ودَهــــاءِ
واخــفِ ســرّاً عـن البريـة طُـرّاً
لا تُعــالم حيّــاً مــن الأحيــاءِ
فأخـاف الأسـرار تسـرى إلـى مَـن
هــو يفشــى الأســرار للبُعَـداءِ
فيصــــدُّوكَ غيــــرةً ويصـــدُّوا
عنـك مَـن تبتغـي بغيـر امـتراءِ
لا تقــفْ سـاعةً إذا مـا اتفقتُـم
وتــزوَّج تســلَمْ مــن الإلْتــواءِ
مثــل هـذا التعجيـل فيـه صـلاحٌ
فاسـمعوني لهـا خيـر من الإبطاءِ
فعســـَى إن أبطــأْتَ يحــدث رأْىٌ
مـن جنـاب القُرْبَـى أو الأصـدقاءِ
فقُلــوب الــورَى تُقِّلبُهـا الآراء
حينـــاً كَريشــَةٍ فــي الفضــاءِ
وإذا مــا امتلكْــتَ عَجِّـل بعُـرْسٍ
خيفَـــةً مــن مكايــد الأعــداءِ
فعســَى تنجــح المكابِــدُ منهُـمُ
فتصـــُدَّ القلـــوب بـــالامتراءِ
لا تــزوَّجْ قطعــاً بغيـر مَشـُوراتٍ
مــــن الأقربـــاء والأصـــدقاءِ
لا ولا ترســــلَنَّ غيـــر كريـــم
ذي ودادٍ وحكمـــــةٍ وصـــــفاءِ
وإذا مــا أرســلْتَ فَـدْماً غبيّـاً
صــرت عنــد الأنــامِ كالأغبيـاءِ
وإذا مــا ظفِــرْتَ بــامرأة ذاتِ
جَمـــــالٍ وســــيرةٍ حســــناءِ
لا تَـــزَوَّجْ قطعـــة عليهــا ولا
تنظُرْ سواها ياذا التُّقَى والوَفاءِ
لسـت أَنهـى كـل البريـة عـن أن
يجمعــوا ضــَرَّتين فــي إيــواءِ
لا كبعـض لا يسـتوى عنـده الثِّنتا
نِ أقصـــاه زوجـــة بـــالحِراءِ
وكـذا بعضـهم إذا جمـع الثنتين
لا زالَ فــــي عَمــــىً وعَمـــاءِ
وكـــذا بعضــهم بغيــر عَنــاءِ
أربـــعٌ كلهــنَّ فــي الاســتواءِ
لكــن الــزوجُ إن تعـدَّى تـداعت
فـــي شــقاقٍ زوجــانُه وشــقاءِ
وتعــــدِّيه أن يُفَضـــِّلَ بعضـــاً
فـــي بيـــتٍ ومأْكـــلٍ وعَطــاءِ
يبتغـى العـدل منـه والعدلُ صعبٌ
إنمــا العــدل شـِيمَةُ الأتقيـاءِ
وأُوَصــِّى الرجـالَ بـاللُّطف والـلِّ
يــن والجــود والنَّـدَى للنسـاءِ
والبشاشـــات والرِّعايـــة والإ
حســان جــدّاً فــي شـدَّةٍ ورخـاءِ
والعَطايـا الجِسـام مـن غيـر مَنٍّ
كــي تليــنَ القلــوبُ بالإعطـاءِ
وأُوَصـِّى النسـاءَ بالسـمعِ والطـا
عــة دَأْبــاً فــي غُـدْوَةٍ ومسـاءِ
فتحــذَّرْ مــن كــل شــيءِ كريـهٍ
كــي يضــرَّ الكريــهُ بالعـذراءِ
وإذا مــا أردتَ عُرْســاً فبــادِرْ
وتغَســَّل ثــم اغتســل بالمــاءِ
وتلَطَّــخ مــن كــل عِطــرٍ وطيـبٍ
وتبخّــرْ بــالعود أو بالكَبــاءِ
وإذا كــان فيــك نَشــرٌ كريــهٌ
مــن فَــمٍ أو أنــفٍ مـن الأدْوَاءِ
فامضـغ الزنجبيـلَ مـن بعـد هيلٍ
وأخيــــه قُرُنفُـــلٍ بالشـــراءِ
إن هــذا إن كنــتَ شخصـاً غنيّـاً
ليــس هــذى الأوصــافُ للفقـراءِ
إن هـــذى نصــيحتي فاســمعتْها
لا تُقابِـــلْ أخـــى بالاســتهزاءِ
وإذا لـم تأخـذ بهـا وبمـا قلتُ
فــأنتَ الغَرِيــقُ فــي الـدَّأْماءِ
فأنـا الناصـحُ الأميـنُ ومَـن غَـشَّ
أخــــاه فعَــــزِّهِ بالعَفــــاءِ
ثــم صـلّى الإلـهُ مـا هبَّـت الـرِّ
يـحُ علـى المصطفى السَّرِيِّ البَرَاءِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.