
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فلا تحسـبنَّ البُعْـدَ يمحـو ودادكـم
ولكـنَّ هـذا الشـوق أصـبحَ غـالبي
ولســت بنـاسٍ مـن أُنـاسٍ فضـائلا
وإن كـدَّرُوا بالبُعـد صـَفْوَ مَشاربي
وعهـدي قـديماً لا يزالُ المدَى وإن
تَـوَالَى علـى الهَـمُّ مِـن كـل جانبِ
فـأَلْزَمُ مـن طـوق الحَمـامِ مـودَّتي
وأثبـتُ رسـماً مـن خطـوط الرواجبِ
ولسـتُ مِـن القـومِ الذين إذا نَأَى
مُصــافيهم خـانوا بـودِّ المصـاحبِ
ومـا أنـا ممـن إن خليلٌ هَفَا يكن
لـه قاعـداً يمشـى علـى حَـدِّ قاضب
أنـا المـرءُ لا جارى يُضامُ ولا أنا
مُظهـرُ عَـوْرات المُـوالي المُقـاربِ
ألا أيهـا الشـيخُ الوَفِيُّ الذي غدا
لنــا خيـر أصـحابٍ لنـا وأقـاربِ
لقـد عُـدْتَ يا أهل الرعاية مُرسلا
عِتابـاً لطيفـاً مـعْ خليـلِ مُعـاتبِ
لإبطائنـــا ردَّ الجــوابِ إليكــمُ
وتقصــيرنا قِـدْماً لرسـم المـآدبِ
نعـم قـد جرى التقصير منا وأنتم
تُقيلـــون زلاّتِ تـــوالت لتــائبِ
ومــا عنـدنا عُـذْرٌ ولكـن صـفحكم
ينبِّئنــا عــن سـَدِّ كـل المثـالبِ
فسالِمْ وسامح واعفُ واصفح وسُدْ وجُدْ
وطُـلْ واحتمِـلْ واغفِـرْ وناصـح لآيبِ
عليــك ســلامي كــل حيـن وسـاعة
متَــى لاح بَـرْقٌ فـي خلال السـحائبِ
ومـا حَـنَّ مشـتاقٌ ومـا نـاحَ طائرٌ
ومـا سـارت العِيـس الهِجانُ براكبِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.