
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قضـى اللّـه فيما بيننا بقرابة
وودٍّ وإشـــــفاقٍ فلا نتنكَّــــبُ
فلا حَطَّـتِ الـدنيا بناءً لكم ولا
فُقِـدْتُم وإن طال المدى والتَّجنُّبُ
ولا فَقَـدَت أفواهُنـا ذكركـم ولا
ذكرنـــاكمُ إلا بخيــر ونُطْنِــبُ
وإن بَعُــدَت دار وطـالت مسـافةٌ
وحـالت صـحارى دوننـا ثم أسهُبُ
فلا البُعـدُ يمحـق ودَّنا وودادنا
قــديمٌ ولا قُـرْبُ المـزار يُقَـرِّبُ
وربَّ صـديق لا يـزور مـن النَّـوَى
وربَّ عـــدوٍّ بالـــدنا يتقــرَّبُ
وكـم مـن محـبٍّ ليـس يُظهِـرُ حبه
لــديك وكــم ذي قِلــىً يتحبَّـبُ
وحـاذر القُرْبَـى إذا ما جفوتهم
فأَعْـدَى أعاديـك الـذي هو أقربُ
وإيــاك أن تـدنى جهـولاً فـإنه
يفعـل الـدنايا للبِلَـى يتسـبَّبُ
وقبِّــل يـد الأقـوى ولا تعصـينه
فإنــك إن قـاوَمْتَه فهـو يغلِـبُ
وســلِّمْ إليـه لا تُخـالف مُـراده
فإنـك إن خـالفْتَ فالضـرَّ يجلِـبُ
ولا تجفُـه مهمـا بَـدَت منـه زَلةٌ
وكـن ذا صـَفاءِ إن تكـدَّر مشـربُ
فإنـك إن جـازيته عِشـْتَ نادمـاً
علـى فعلـك الماضـي كأنك مُذنِبُ
وقل قوله إن وافَقَ الحق والهدى
وإن لـم يوافـق فـالتجنب أصوبُ
وحاذر من الزلات في النطق غِيبة
فإنـك مـأخوذٌ بمـا كنـت تكسـبُ
ولا تـك فـي إنفـاقٍ مالك مُسرفاً
فـإن أخـا الإسرافِ بالمال يذهَبُ
ولاتــك جَمَّاعــاً لمالـك خازِنـاً
لغيــرك مَنَّاعــاً تِشــحُّ وتسـلُبُ
ولاتــك مِخْلافــاً لوَعْـدِك يَجـترى
عليـك سفيه أو إلى الخلف تُنْسَبُ
ولا تعـص سلطاناً ولا قاضَي الورى
ولا وَاليـاً واغضـب له حين يغضَبُ
ودَارِهـم لو كان في القلبِ جَمرةٌ
مـن الغيظ في وسط الحَشا تتلَهَّبُ
فإنـك إن دارَيْتَهُـم فُـزْتَ بالذي
أردتَ وإن خــالفتهم يتصــلَّبُوا
ولا تغشـينْ أسرارهم واخْفِ قولهم
لئلا يجــدُّوا فـي قِلاك ويغضـبوا
وقـس كـل قـولٍ إن أردت مَقالـةً
فإنــك مســئولٌ وقولــك يكتَـبُ
وسارع إلى الخير ما عشت جاهِداً
فإنــك مجــزىٌّ وأنــت المهـذَّبُ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.