
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا سائلي عن حِصْن قريتنا لِم ال
بُنيــانُ لا تبعــد وأنـتَ قريـبُ
فهلُــمَّ تلــقَ عجائبـاً بشـموخه
فهـو العجيـبُ ومَـن بنـاهُ نجيبُ
فمحســــَّنٌ ومُزَيَّــــنٌ ومُرَتَّـــبٌ
وبنــاؤه مــا مثلُــه ترتيــبُ
أَحْسـِن بمـا هو في القُلوب مُحبَّبٌ
ولكــل مَـن يرنـو إليـه حـبيبُ
ينســَى الغريـبُ عِيـاله فكـأنه
جَنَّــاتُ عــدنٍ مــا بهـنَّ غريـبُ
مـا أبصـَرَتْ عينـايَ أحسنَ منظراً
منـه فمـا منـه الضـياءُ يغيـبُ
ويَـوَدُّ مَـن يُـؤويه يُسـجَن دائماً
فيـه وليـس إلـى العِيـالِ يؤوبُ
هــو رائقُ الآفـاقِ تجـرى تحتـه
الأنهــارُ وهـو بسـاكنيه حـبيبُ
عــالي العِمــادِ عُلُـوُّه مـترتِّبٌ
وأساســه مــن جِصــَّهم مصــبوبُ
أســـتارُه بســـروجهن كأنهــا
سـينُ ابن مُقْلَةَ في الحَصَى مكتوبُ
أو ثغــرُ غانَيـةٍ يـروقُ تبسـُّماً
سـمطين فيـه اللؤلـؤ المثقـوبُ
مِـن حُسنه الغُرُفاتُ لم يسكن بها
مِـن روح سَجْسـَجِه النسـيم هبـوبُ
مَـن قـالَ فـي أوصـافه هو قطعةٌ
مـن روضـة الجنَّـات فهـو مُصـيبُ
وإذا يقـولُ رأيـتُ حِصـناً مثلـه
بعُمـانَ فـي الـترتيب ليس يصيبُ
لا عيــبَ فيــه تــراهُ إلا أنـه
يُنْســِى المحــبَّ حـبيبه فيطيـبُ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.