
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفَــا مُسـْحَلانُ مِـنْ سـُلَيْمَى فَحـامِرُهْ
تَمَشـــَّى بِـــهِ ظِلْمــانُهُ وَجَــآذِرُهْ
بِمُسْتَأســِدِ الْقُرْيــانِ حُــوٍّ نَبـاتُهُ
فَنَـوَّارُهُ مِيـلٌ إِلـى الشـَّمْسِ زاهِـرُهْ
كَــأَنَّ يَهُــوداً نَشــَّرَتْ فِيـهِ بَزَّهـا
بُـرُوداً وَرَقْمـاً فاتَـكَ الْبَيْعَ تاجِرُهْ
خَلا النُّؤْيَ بِالْعَلْياءِ لَمْ يَعْفُهُ الْبِلَى
إِذا لَــمْ تَـأَوَّبْهُ الْجَنُـوبُ تُبـاكِرُهْ
رَأَتْ رائِحــاً جَوْنـاً فَقـامَتْ غَرِيـرَةٌ
بِمِســْحاتِها قَبْــلَ الظَّلامِ تُبــادِرُهْ
فَمـا فَرَغَـتْ حَتَّـى أَتَى الْماءُ دُونَها
وَســـُدَّتْ نَــواحِيهِ وَرُفِّــعَ دابِــرُهْ
فَهَــلْ كُنْـتُ إِلَّا نائِيـاً إِذْ دَعَـوْتَنِي
مُنـــادى عُبَيْــدانَ الْمُحَلَّأِ بــاقِرُهْ
بِـذِي قَرْقَـرَى إِذْ شـُهَّدُ النَّاسِ حَوْلَنا
فَأَسـْدَيْتَ مـا أَعْيـا بِكَفَّيْـكَ نـائِرُهْ
فَلَمَّـا خَشـِيتُ الْهُـونَ وَالْعَيْـرُ مُمْسِكٌ
عَلـى رَغْمِـهِ مـا أَثْبَتَ الْحَبْلَ حافِرُهْ
تَــوَلَّيْتُ لا آسـَى عَلَـى نـائِلِ امْـرِئٍ
طَــوى كَشــْحَهُ عَنِّـي وَقَلَّـتْ أَواصـِرُهْ
وَأَكْرَمْـتُ نَفْسـِي الْيَوْمَ مِنْ سُوءِ طِعْمَةٍ
وَيَقْنى الْحَياءَ الْمَرْءُ وَالرُّمْحُ شاجِرُهْ
وَكُنْـتُ كَـذاتِ الْبَعْـلِ ذارَتْ بِأَنْفِهـا
فَمِــنْ ذاكَ تَبْغِــي غَيْـرَهُ وَتُهـاجِرُهْ
وَكَلَّفْتَنِــي مَجْـدَ امْـرِئٍ لَـنْ تَنـالَهُ
وَمـــا قَـــدَّمَتْ آبــاؤُهُ وَمَــآثِرُهْ
تَـوانَيْتَ حَتَّـى كُنْـتَ مِـنْ غِـبِّ أَمْـرِهِ
عَلـى مَفْخَـرٍ إِنْ قُمْـتَ يَوْمـاً تُفاخِرُهْ
فَــدَعْ آلَ شــَمَّاسِ بْــنِ لَأيٍ فَــإِنَّهُمْ
عَلَـى مَرْقَـبٍ مـا حَـوْلَهُ هُـوَ قـاهِرُهْ
وَفــاخِرْ بِهِـمْ فِـي آلِ سـَعْدٍ فَـإِنَّهُمْ
مَوالِيـكَ أَوْ كـاثِرْ بِهِـمْ مَنْ تُكاثِرُهْ
فَـإِنَّ الصـَّفا الْعـادِيَّ لَـنْ تَستَطِيعَهُ
فَأَقْصـِرْ وَلَـمْ يَلْحَـقْ مِـنَ الشَّرِّ آخِرُهْ
أَتَحْصـُرُ قَوْمـاً أَنْ يَجُـودُوا بِمـالِهِمْ
فَلَــوْلا قَبِيــلُ الْهُرْمُـزانِ تُحاصـِرُهْ
فَلا الْمـالُ إِنْ جـادُوا بِهِ أَنْتَ مانِعٌ
وَلا الْعِـزُّ مِـنْ بُنْيـانِهِمْ أَنْتَ عاقِرُهْ
وَلا هــادِمٌ بُنْيــانَ مَـنْ شـَرَّفَتْ لَـهُ
قُرَيْــعُ بْــنُ عَـوْفٍ خَلْفُـهُ وَأَكـابِرُهْ
أَلَـمْ أَكُ مِسـْكِيناً إِلـى اللهِ مُسْلِماً
عَلـى رَأْسـِهِ أَنْ يَظْلِـمَ النَّاسَ زاجِرُهْ
فَــإِنْ تَــكُ ذا عِــزٍّ حَـدِيثٍ فَـإِنَّهُمْ
ذَوُو إِرْثِ مَجْـدٍ لَـمْ تَخُنْهُـمْ زَوافِـرُهْ
وَإِنْ تَــكُ ذا شــاءٍ كَثِيــرٍ فَـإِنَّهُمْ
ذَوُو جامِـلٍ لا يَهْـدَأُ اللَّيْـلَ سـامِرُهْ
وَإِنْ تَـــكُ ذا قَـــرْمٍ أَزَبَّ فَــإِنَّهُمْ
يُلاقَــى لَهُــمْ قَـرْمٌ هِجـانٌ أَبـاعِرُهْ
لَهُـمْ سُورَةٌ فِي الْمَجْدِ لَوْ تُرْتَدى بِها
بَراطِيــلُ جَــوَّابٍ، نَبَتْـ، وَمَنـاقِرُهْ
قَـرَوْا جـارَكَ الْعَيْمـانَ لَمَّـا تَرَكْتَهُ
وَقَلَّــصَ عَـنْ بَـرْدِ الشـَّرابِ مَشـافِرُهْ
سـَناماً وَمَحْضاً أَنْبَتا اللَّحْمَ فَاكْتَسَتْ
عِظـامُ امْـرِئٍ مـا كـانَ يَشْبَعُ طائِرُهْ
هُــمُ لاحَمُــونِي بَعْــدَ جَهْـدٍ وَفاقَـةٍ
كَمـا لاحَـمَ الْعَظْـمَ الْكَسـِيرَ جَبائِرُهْ
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.