
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا أَبْلِـغْ بَنِـي عَـوْفِ بْـنِ كَعْـبٍ
وَهَــلْ قَــوْمٌ عَلَـى خُلُـقٍ سـَواءُ
عُطارِدَهــا وَبَهْدَلَــةَ بْـنَ عَـوْفٍ
فَهَــلْ يَشـْفِي صـُدُورَكُمُ الشـِّفاءُ
أَلَــمْ أَكُ نائِيــاً فَـدَعَوْتُمُونِي
فَجـاءَ بِـيَ الْمَواعِـدُ وَالـدُّعاءُ
أَلَــمْ أَكُ جــارَكُمْ فَتَرَكْتُمُـونِي
لِكَلْبِــي فِــي دِيــارِكُمُ عُـواءُ
وَآنَيْــتُ الْعَشــاءَ إِلـى سـُهَيْلٍ
أَوِ الشـِّعْرَى فَطـالَ بِـيَ الْعَشاءُ
وَلَمَّــا كُنْــتُ جــارَكُمُ أَبَيْتُـمْ
وَشــَرُّ مَــواطِنِ الْحَسـَبِ الْإِبـاءُ
وَلَمَّــا كُنْــتُ جــارَهُمُ حَبَـوْنِي
وَفِيكُـمْ كـانَ لَـوْ شـِئْتُمْ حِبـاءُ
وَلَمَّـا أَنْ مَـدَحْتُ الْقَـوْمَ قُلْتُـمْ
هَجَـوْتَ وَمـا يَحِـلُّ لَـكَ الْهِجـاءُ
أَلَـمْ أَكُ مُحْرِمـاً وَيَكُـونَ بَيْنِـي
وَبَيْنَكُـــمُ الْمَــوَدَّةُ وَالْإِخــاءُ
فَلَـمْ أَشـْتُمْ لَكُـمْ حَسـَباً وَلَكِـنْ
حَــدَوْتُ بِحَيْـثُ يُسـْتَمَعُ الْحُـداءُ
فَلا وَأَبِيــكَ مــا ظَلَمَـتْ قُرَيْـعٌ
بِأَنْ يَبْنُوا الْمَكارِمَ حَيْثُ شاؤُوا
فَلا وَأَبِيــكَ مــا ظَلَمَـتْ قُرَيْـعٌ
وَلا بَرِمُــوا لِـذاكَ وَلا أَسـاؤُوا
بِعَثْــرَةِ جــارِهِمْ أَنْ يَجْبُرُوهـا
فَيَغْبُــرَ حَــوْلَهُ نَعَــمٌ وَشــاءُ
فَيَبْنِــيَ مَجْـدَها وَيُقِيـمَ فِيهـا
وَيُمْشـِيَ إِنْ أُرِيـدَ بِـهِ الْمَشـاءُ
وَإِنَّ الْجـارَ مِثْـلُ الضـَّيْفِ يَغْدُو
لِــوِجْهَتِهِ وَإِنْ طــالَ الثَّــواءُ
وَإِنِّــي قَـدْ عَلِقْـتُ بِحَبْـلِ قَـوْمٍ
أَعـانَهُمُ عَلَـى الْحَسـَبِ الثَّـراءُ
هُـمُ الْمُتَضـَمِّنُونَ عَلَـى الْمَنايا
بِمــالِ الْجـارِ ذَلِكُـمُ الْوَفـاءُ
هُــمُ الْآســُونَ أُمَّ الـرَّأْسِ لَمَّـا
تَواكَلَهـــا الْأَطِبَّــةُ وَالْإِســاءُ
هُـمُ الْقَـوْمُ الَّـذِينَ إِذا أَلَمَّـتْ
مِــنَ الْأَيَّــامِ مُظْلِمَـةٌ أَضـاؤُوا
هُـمُ الْقَـوْمُ الَّـذِينَ عَلِمْتُمُـوهُمْ
لَـدَى الـدَّاعِي إِذا رُفِعَ اللِّواءُ
إِذا نَـزَلَ الشـِّتاءُ بِـدارِ قَـوْمٍ
تَجَنَّــبَ دارَ بَيْتِهِــمُ الشــِّتاءُ
فَــأَبْقُوا لا أَبـا لَكُـمُ عَلَيْهِـمْ
فَــإِنَّ مَلامَــةَ الْمَــوْلى شـَقاءُ
فَــإِنَّ أَبــاهُمُ الْأَدْنَـى أَبُـوكُمْ
وَإِنَّ صـــُدُورَهُمْ لَكُـــمُ بُــراءُ
وَإِنَّ ســـُعاتَهُمْ لَكُـــمُ ســُعاةٌ
وَإِنَّ نَمـــاءَهُمْ لَكُـــمُ نَمــاءُ
وَإِنَّ ســـَناءَهُمْ لَكُـــمُ ســَناءٌ
وَإِنَّ وَفـــاءَهُمْ لَكُـــمُ وَفــاءُ
وَإِنَّ بَلاءَهُــمْ مــا قَـدْ عَلِمْتُـمْ
عَلَــى الْأَيَّــامِ إِنْ نَفَـعَ الْبَلاءُ
وَثَغْــرٍ لا يُقــامُ بِــهِ كَفَـوْكُمْ
وَلَـمْ يَـكُ دُونَهُـمْ فِيكُـم كِفـاءُ
بِجُمْهُــورٍ يَحــارُ الطَّـرْفُ فيـهِ
يَظَــلُّ مُعَضــِّلاً مِنْــهُ الْفَضــاءُ
وَلَمَّــا أَنْ دَعَــوْتُ لَـهُ بَغِيضـاً
أَتــانِي حِيـنَ أَسـْمَعَهُ الـدُّعاءُ
فَضــَلْتَ بِخَصــْلَتَيْنِ عَلـى رِجـالٍ
وَرِثتَهُمــا كَمــا وُرِثَ الْــوَلاءُ
فَجُــدْتَ بِنــائِلٍ ســَبِطٍ جَزِيــلٍ
تُخــالِطُهُ الْحَفِيظَــةُ وَالْحَيـاءُ
فَأَمْضــَى مِــنْ ســِنانٍ أَثْرَبــيٍّ
طَعَنْــتَ بِـهِ إِذا كُـرِهَ الْمَضـاءُ
إِذا بَهَشــَتْ يَــداهُ إِلـى كَمِـيٍّ
فَلَيْــسَ لَـهُ وَإِنْ زُجِـرَ انْتِهـاءُ
وَقَـدْ قـالَتْ أُمامَـةُ: هَـلْ تَعَزَّى
فَقُلْتُ: أُمـامَ قَـدْ غُلِـبَ الْعَزاءُ
إِذا ما الْعَيْنُ فاضَ الدَّمْعُ مِنْها
أَقُـولُ بِهـا قَـذىً وَهُـوَ الْبُكاءُ
إِذا مـا الْمَـرْءُ باتَ عَلَيْهِ وَكْفٌ
مِـنَ الْحِـدْثانِ لَيْـسَ لَـهُ كِفـاءُ
لَعَمْـرُكَ مـا رَأَيْـتُ الْمَرْءَ تَبْقَى
طَرِيقَتُــهُ وَإِنْ طــالَ الْبَقــاءُ
عَلَــى رَيْـبِ الْمَنُـونِ تَـداوَلَتْهُ
فَــأَفْنَتْهُ وَلَيْــسَ لَهــا فَنـاءُ
إِذا ذَهَـبَ الشـَّبابُ فَبـانَ مِنْـهُ
فَلَيْــسَ لِمـا مَضـَى مِنْـهُ لِقـاءُ
يَصـَبُّ إِلـى الْحَيـاةِ وَيَشـْتَهِيها
وَفِـي طُـولِ الْحَيـاةِ لَـهُ عَنـاءُ
فَمِنْهــا أَنْ يُقــادَ بِـهِ بَعِيـرٌ
ذَلُــولٌ حِيــنَ تَهْتَـرِشُ الضـِّراءُ
وَمِنْهــا أَنْ يَنُـوءَ عَلَـى يَـدَيْهِ
وَيَنْهَــضَ فِـي تَراقِيـهِ انْحِنـاءُ
وَيَأْخُــذُهُ الْهِــداجُ إِذا هَـداهُ
وَلِيـدُ الْحَـيِّ فِـي يَـدِهِ الرِّداءُ
وَيَنْظُــرُ حَــوْلَهُ فَيَــرَى بَنِيـهِ
حِــواءً مِــنْ وَرائِهِــمُ حِــواءُ
وَيَحْلِــفُ حَلْفَــةً لِبَنِــي بَنِيـهِ
لَأَمْســَوا مُعْطِشــِينَ وَهُــمْ رِواءُ
وَيَــأْمُرُ بِالْجِمــالِ فَلا تُعَشــَّى
إِذا أَمْســَى وَإِنْ قَـرُبَ الْعَشـاءُ
إِذا كــانَ الشـِّتاءُ فَـأَدْفِئُونِي
فَــإِنَّ الشـَّيْخَ يَهْـدِمُهُ الشـِّتاءُ
وَأَمَّــا حِيــنَ يَــذْهَبُ كُـلُّ قَـرٍّ
فَســــِرْبالٌ خَفِيــــفٌ أَوْ رِداءُ
تَقُـولُ لَـهُ الظَّعِينَـةُ أَغْـنِ عَنِّي
بَعِيــرَكَ حِيـنَ لَيْـسَ بِـهِ غَنـاءُ
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.