
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا طَرَقَتْنــا بَعْــدَما هَجَــدُوا هِنْــدُ
وَقَــدْ ســِرْنَ خَمْسـاً وَاتْلَأَبَّ بِنـا نَجْـدُ
أَلا حَبَّـــذا هِنْــدٌ وَأَرْضٌ بِهــا هِنْــدُ
وَهِنْـدٌ أَتَـى مِـنْ دُونِها النَّأْيُ وَالْبُعْدُ
وَإِنَّ الَّتِـــي نَكَّبْتُهــا عَــنْ مَعاشــِرٍ
عَلَــيَّ غِضــابٍ إِنْ صــَدَدْتُ كَمـا صـَدُّوا
أَتَـــتْ آلَ شـــَمَّاسِ بْــنِ لَأْيٍ وَإِنَّمــا
أَتــاهُمْ بِهــا الْأَحْلامُ وَالْحَسـَبُ الْعِـدُّ
فَــإِنَّ الشــَّقِيَّ مَــنْ تُعـادِي صـُدورُهُمْ
وَذُو الْجَـدِّ مَـنْ لانُـوا إِلَيْهِ وَمَنْ وَدُّوا
يَسُوســُونَ أَحْلامــاً بَعِيــداً أَناتُهــا
وَإِنْ غَضــِبُوا جــاءَ الْحَفِيظَـةُ وَالْجِـدُّ
أَقِلُّـــوا عَلَيْهِـــمْ لا أَبــا لِأَبِيكُــمُ
مِنَ اللَّوْمِ أَوْ سُدُّوا الْمَكانَ الَّذِي سَدُّوا
أولَئِكَ قَـوْمٌ إِنْ بَنَـوْا أَحْسـَنُوا الْبُنَى
وَإِنْ عاهَـدْوا أَوْفَـوْا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا
وَإِنْ كـانَتِ النُّعْمَـى عَلَيْهِـم جَزَوْا بِها
وَإِنْ أَنْعَمُــوا لا كَــدَّرُوها وَلا كَــدُّوا
وَإِنْ قــالَ مَــوْلاهُمْ عَلَــى جُـلِّ حـادِثٍ
مِـنَ الـدَّهْرِ: رُدُّوا فَضـْلَ أَحْلامِكُمْ رَدُّوا
وَإِنْ غـــابَ عَــنْ لَأْيٍ بَغِيــضٌ كَفَتْهُــمُ
نَواشــِئُ لَــمْ تَطْــرِرْ شـَوارِبُهُمْ بَعْـدُ
وَكَيْـــفَ وَلَـــمْ أَعْلَمْهُـــمُ خَــذَلُوكُمُ
عَلـــى مُعْظَـــمٍ وَلا أَدِيمَكُــمُ قَــدُّوا
مَطـاعِينُ فِـي الْهَيْجـا مَكاشـِيفُ لِلدُّجَى
بَنَــى لَهُــمُ آبــاؤُهُمْ وَبَنَــى الْجَـدُّ
فَمَــنْ مُبْلِـغٌ أَبْنـاءَ سـَعْدٍ فَقَـدْ سـَعَى
إِلـى السـُّورَةِ الْعُلْيـا لَهُمْ حازِمٌ جَلْدُ
جَــرَى حِيــنَ جـارَى لا يُسـاوِي عِنـانَهُ
عِنــانٌ وَلا يَثْنِــي أَجــارِيَّهُ الْجَهْــدُ
رَأَى مَجْـــدَ أَقْــوامٍ أُضــِيعَ فَحَثَّهُــمْ
عَلَــى مَجْـدِهِمْ لَمَّـا رَأَى أَنَّـهُ الْجَهْـدُ
وَتَعْـــذُلُنِي أَبْنـــاءُ ســَعْدٍ عَلَيْهِــمُ
وَمــا قُلْــتُ إِلَّا بِالَّــذِي عَلِمَـتْ سـَعْدُ
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.