
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا هَبَّــتْ أُمامَــةُ بَعْــدَ هَـدْءٍ
عَلَـى لَـوْمِي وَمـا قَضـَّتْ كَراهـا
فَبِــتُّ مُراقِبــاً لِلنَّجْــمِ حَتَّـى
تَجَلَّــتْ عَــنْ أَواخِرِهـا دُجاهـا
فَقُلْـتُ لَهـا أُمـامَ دَعِـي عِتابِي
فَــإِنَّ النَّفْــسَ مُبْدِيَـةٌ نَثاهـا
وَلَيْـسَ لَهـا مِـنَ الْحَـدَثانِ بُـدٌّ
إِذا مـا الـدَّهْرُ عَنْ عُرُضٍ رَماها
فَهَـلْ أُخْبِـرْتِ أَوْ أَبْصـَرْتِ نَفْسـاً
أَتاهــا فِــي تَلَمُّسـِها مُناهـا
وَقَـــدْ خَلَّيْتِنِــي وَنَجِــيَّ هَــمٍّ
تَشــَعَّبَ أَعْظُمِــي حَتَّــى بَراهـا
كَـــأَنِّي ســـاوَرَتْنِي ذاتُ ســُمٍّ
نَقِيـــعٍ لا تُلائِمُهـــا رُقاهــا
لَعَمْــرُ الرَّاقِصــاتِ بِكُــلِّ فَـجٍّ
مِـنَ الرُّكْبـانِ مَوْعِـدُها مِناهـا
لَقَـــدْ شـــَدَّتْ حَبــائِلُ آلِ لَأْيٍ
حِبــالِي بَعْـدَما ضـَعُفَتْ قُواهـا
فَمـــا تَتَّـــامُ جــارَةُ آلِ لَأْيٍ
وَلَكِــنْ يَضــْمَنُونَ لَهـا قِراهـا
كِــرامٌ يَفْضــُلُونَ قُــرُومَ سـَعْدٍ
أُولِـي أَحْسـابِهِمْ وَأُولِـي نُهاها
وَهُـمْ فَـرْعُ الـذُّرى مِـنْ آلِ سَعْدٍ
إِذا مـا عُـدَّ مِـنْ سـَعْدٍ ذُراهـا
وَيَبْنِــي الْمَجْــدَ راحِـلُ آلِ لَأْيٍ
عَلَـى الْعَوْجـاءِ مُضـْطَمِراً حَشاها
وَيَســـْعَى لِلسِّياســَةِ مُــرْدُ لَأْيٍ
فَتُــدْرِكُها وَمـا وَصـَلَتْ لِحاهـا
وَخُطَّـــةُ ماجِـــدٍ مِـــنْ آلِ لَأْيٍ
إِذا مـا قـامَ صـاحِبُها قَضـَاها
فَلا نَكْــراءُ بِــالْمَعْرُوفِ يَوْمـاً
وَغايــاتُ الْمَكــارِمِ مُنْتَهاهـا
لَعَمْـــرُكَ مـــا تُضــَيِّعُ آلُ لَأْيٍ
وَثِيقــاتِ الْأُمُـورِ إِلـى عُراهـا
وَمــا تَرَكَــتْ حَفائِظَهــا لِأَمْـرٍ
أَلَـمَّ بِهـا وَمـا قَصـُرَتْ لُهاهـا
وَمَـــنْ يَطْلُــبْ مَســاعِيَ آلِ لَأْيٍ
تَصــَعَّدَهُ الْأُمُــورُ إِلــى عُلاهـا
إِذا اعْـوَجَّتْ قَنـاةُ الْمَجْدِ يَوْماً
أَقامُوهــا لِتَبْلُــغَ مُنْتَهاهــا
وَكانُوا الْعُرْوَةَ الْوُثْقَى إِذا ما
تَصــَعَّدَتِ الْأُمُــورُ إِلـى عُراهـا
وَأَحْلامٌ إِذا طُلِبَــــتْ إِلَيْهِـــمْ
وَلَيْسـُوا يُعْجِلُـونَ بِهـا إِناهـا
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.