
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
آثَــرْتُ إِدْلاجِــي عَلــى لَيْــلِ حُــرَّةٍ
هَضــِيمِ الْحَشــا حُســَّانَةِ الْمُتَجَــرَّدِ
إِذا النَّـوْمُ أَلْهاها عَنِ الزَّادِ خِلْتَها
بُعَيْـدَ الْكَـرَى بـاتَتْ عَلـى طَـيِّ مُجْسَدِ
إِذا ارْتَفَقَـتْ فَـوْقَ الْفِـراشِ تَخالُهـا
تَخـافُ انْبِتـاتَ الْخَصـْرِ مـا لَمْ تَشَدَّدِ
وَتُضـْحِي غَضـِيضَ الطَّـرْفِ دُونِـي كَأَنَّمـا
تَضــَمَّنَ عَيْنَيْهــا قَــذىً غَيْـرُ مُفْسـِدِ
إِذا شـِئْتُ بَعْـدَ النَّـوْمِ أَلْقَيْتُ ساعِداً
عَلـــى كَفَــلٍ رَيَّــانَ لَــمْ يَتَخَــدَّدِ
لَهـا طِيـبُ رَيَّـا إِنْ نَـأَتْنِي وَإِنْ دَنَتْ
دَنَــتْ وَعْثَـةً فَـوْقَ الْفِـراشِ الْمُمَهَّـدِ
خَمِيصــَةُ مــا تَحْـتَ الثِّيـابِ كَأَنَّهـا
عَســِيبٌ نَمــا فِـي ناضـِرٍ لَـمْ يُخَضـَّدِ
تُفَــرِّقُ بِالْمِــدْرَى أَثِيثــاً نَبــاتُهُ
عَلـى واضـِحِ الـذِّفْرى أَسـِيلِ الْمُقَلَّـدِ
تَضـــَوَّعُ رَيَّاهـــا إِذا جِئْتَ طارِقــاً
كَرِيحِ الْخُزامَى فِي نَباتِ الْخَلَى النَّدِي
فَلَمَّـا رَأَتْ مَـنْ فِـي الرِّحـالِ تَعَرَّضـَتْ
حَيــاءً وَصـَدَّتْ تَتَّقِـي الْقَـوْمَ بِالْيَـدِ
فَبِتْنـا وَلَـمْ نَكْـذِبْكَ لَـوْ أَنَّ لَيْلَنـا
إِلَـى الْحَوْلِ لَمْ نَمْلَلْ وَقُلْنا لَهُ ازْدَدِ
وَفِــي كُــلِّ مُمْســَى لَيْلَــةٍ وَمُعَــرَّسٍ
خَيـالٌ يُـوافِي الرَّكْـبَ مِـنْ أُمِّ مَعْبَـدِ
فَحَيّـــاكِ وَدٌّ، مــا هَــداكِ لِفِتْيَــةٍ
وَخُــوصٍ بِــأَعْلَى ذِي طُوالَــةَ هُجَّــدِ؟
وَأَنَّـى اهْتَـدَتْ وَالـدَّوُّ بَيْنِـي وَبَيْنَها
وَمـا كـانَ سارِي الدَّوِّ بِاللَّيْلِ يَهْتَدِي
تَسـَدَّيْتِنا مِـنْ بَعْدِ ما نامَ ظالِعُ الـ
كِلابِ وَأَخْبَـــى نـــارَهُ كُــلُّ مُوقِــدِ
بِــأَرْضٍ تَــرَى شـَخْصَ الْحُبـارَى كَـأَنَّهُ
بِهــا راكِـبٌ مُـوفٍ عَلَـى ظَهْـرِ قَـرْدَدِ
إِذا مـا رَأَيْـتَ الْقَـوْمَ طاشَتْ نِبالُهُمْ
وَخَلَّـى لَـكَ الْقَـوْمُ الْقِناصـَةَ فَاصـْطَدِ
وَإِنِّــي لَــرامٍ بِــالْقَلُوصِ أَمامَهــا
جَواشـِنَ هَـذا اللَّيْـلِ فِـي كُـلِّ فَدْفَـدِ
إِذا بــاتَ لِلْعُــوَّارِ بِاللَّيْـلِ نُـوكُهُ
ضــَجِيعاً وَأَضــْحَى نائِمـاً لَـمْ يُوَسـَّدِ
وَأَدْمــاءَ حُرْجُــوجٍ تَعــالَلْتُ مَوْهِنـاً
بِســَوْطِيَ فَارْمَــدَّتْ نَجــاءَ الْخَفَيْـدَدِ
تُلاعِـــبُ أَثْنــاءَ الزِّمــامِ وَتَتَّقِــي
عُلالَــةَ مَلْــوِيٍّ مِــنَ الْقِــدِّ مُحْصــَدِ
فَـإِنْ آنَسـَتْ حِسـّاً مِـنَ السـَّوْطِ عارَضَتْ
بِـيَ الْقَصـْدَ حَتَّـى تَسـْتَقِيمَ ضُحَى الْغَدِ
وَإِنْ نَظَــرَتْ يَوْمــاً بِمُــؤْخَرِ عَيْنِهـا
إِلـى عَلَـمٍ بِـالْغَوْرِ قـالَتْ لَهُ: ابْعَدِ
كَــأَنَّ هُــوِيَّ الرِّيــحِ بَيْـنَ فُرُوجِهـا
تَجـــاوُبُ أَظـــآرٍ عَلــى رُبَــعٍ رَدِي
تَـرَى بَيْـنَ لَحْيَيْهـا إِذا مـا تَزَغَّمَـتْ
لُغامــاً كَبَيْــتِ الْعَنْكَبُـوتِ الْمُمَـدَّدِ
وَتَرْمِـي يَـداها بِالْحَصـَى خَلْـفَ رِجْلِها
وَتَرْمِــي بِـهِ الـرِّجلانِ دابِـرَةَ الْيَـدِ
وَتَشــْرَبُ بِـالْقَعْبِ الصـَّغِيرِ وَإِنْ تُقَـدْ
بِمِشـْفَرِها يَوْمـاً إِلـى الرَّحْـلِ تَنْقَـدِ
وَإِنْ حُـلَّ عَنْهـا الرَّحْـلُ قـارَبَ خَطْوَها
أَمِيــنُ الْقُــوَى كَالدُّمْلُـجِ الْمُتَعَضـِّدِ
وَإِنْ بَرَكَــتْ أَوْفَــتْ عَلَــى ثَفِناتِهـا
عَلــى قَصــَبٍ مِثْـلِ الْيَـراعِ الْمُقَصـَّدِ
وَإِنْ ضــُرِبَتْ بِالســَّوْطِ صـَرَّتْ بِنابِهـا
صـَرِيرَ الصَّياصـِي فِـي النَّسِيجِ الْمُمَدَّدِ
وَكـادَتْ عَلَـى الْأَطْـواءِ أَطْـواءِ ضـارِجٍ
تُســاقِطُنِي وَالرَّحْـلَ مِـنْ صـَوْتِ هُدْهُـدِ
إِذا مـا ابْتَعَثْنـا مِـنْ مُنـاخٍ كَأَنَّما
نَكُــفُّ وَنَثْنِــي مِــنْ نَــواعِمَ أُبَّــدِ
وَتُضـْحِي الْجِبـالُ الْغُبْـرُ دُونِي كَأَنَّها
مِــنَ الْآلِ حُفَّــتْ بِــالْمُلاءِ الْمُعَضــَّدِ
وَتَرْمِــي بِعَيْنَيْهـا إِذا تَلَـعَ الضـُّحَى
ذُبابــاً كَصــَوْتِ الشــَّارِبِ الْمُتَغَـرِّدِ
وَيُمْسـِي الْغُـرابُ الْأَعْوَرُ الْعَيْنِ واقِعاً
مَـعَ الـذِّئْبِ يَعتَسـَّانِ نـارِي وَمِفْـأَدِي
فَمـا زالَـتِ الْعَوْجـاءُ تَجْـرِي ضُفُورُها
إِلَيْــكَ ابْــنَ شـَمَّاسٍ تَـرُوحُ وَتَغْتَـدِي
تَـزُورُ امْـرَأً يُـؤْتِي عَلَى الْحَمْدِ مالَهُ
وَمَــنْ يُـؤْتِ أَثْمـانَ الْمَحامِـدِ يُحْمَـدِ
يَـرَى الْبُخْلَ لا يُبْقِي عَلَى الْمَرْءِ مالَهُ
وَيَعْلَـــمُ أَنَّ الْبُخْــلَ غَيْــرُ مُخَلِّــدِ
كَســـُوبٌ وَمِتْلافٌ إِذا مـــا ســـَأَلْتَهُ
تَهَلَّــلَ وَاهْتَــزَّ اهْتِــزازَ الْمُهَنَّــدِ
مَتَـى تَـأْتِهِ تَعْشـُو إِلـى ضـَوْءِ نـارِهِ
تَجِـدْ خَيْـرَ نـارٍ عِنْـدَها خَيْـرُ مُوقِـدِ
وَذاكَ امْـرُؤٌ إِنْ يُعْطِـكَ الْيَـوْمَ نائِلاً
بِكَفَّيْــهِ لا يَمْنَعْـكَ مِـنْ نـائِلِ الْغَـدِ
وَأَنْـتَ امْـرُؤٌ مَـنْ تَـرْمِ تَهْـدِمْ صَفاتَهُ
وَيَرْمِــي فَلا يَهْــدِمْ صــَفاتَكَ مُرْتَــدِ
ســـَواءٌ عَلَيْـــهِ أَيَّ حِيــنٍ أَتَيْتَــهُ
أَفِـي يَـوْمِ نَحْـسٍ كـانَ أَوْ يَـوْمِ أَسْعُدِ
هُـوَ الْـواهِبُ الْكُـومَ الصَّفايا لِجارِهِ
يَـرُوحُ بِهـا الْعِبْـدانُ فِـي عازِبٍ نَدِي
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.