
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســــمعاًوطوعاً للإمـــا
مِ اليعربــى المقتــدرْ
ســيف بــن سـلطان بـن
سيفٍ ذِى المعالِى والقُدَرْ
فهُـوَ الإمـام ابـن الإما
م ابـن الهمامِ المنتصِرْ
وابــنُ الجحاجحـةِ الـذ
يـن وجـوههم مثلُ الغررْ
أهـلُ الفضـائل والوسـا
ئل والرســائل والسـيَرْ
وذوُو المـوائد والفـوا
ئد والفــرائد والبِـدَرْ
وهــمُ الغطارفـةُ الأُلـى
ســادُوا بِســَيْبٍ مُنهمـرْ
هـذا الإمـامُ إمـامُ عـد
ل بالمـــآثر يشـــتهرْ
لا يســــتبدُّ برأْيــــه
فهـو الحليـمُ أخـو بَصرْ
وإذا أرادَ إرادةً
فـي الخلق شاورَ من حضَرْ
قـد بـثَّ عـدلَ اللَّـهِ في
الآفــاقِ طــرَّا فاشـتهرْ
عــمَّ البســيطةَ عــدلُه
كالشـمس نـوراً والقسـرْ
كـمْ قـد عفـا عمّـن جنَى
الـذنبَ العظيمَ وكم غفرْ
يـا أيُّهـا الرجلُ ابتدِرْ
واســمعْ نصـيحةَ معْتـبرْ
أوصـــيكمُ لا تركبُـــوا
عصــيانَ ســيدِنا الأبـرُّ
مـنُ كـان يعقـلُ فليُصـِخْ
لنصــيحتى كــىْ يَعْتـبرْ
ويَعُــدُّ عصــيانَ الإمـامِ
الـبرّ مـن إحْـدى الكبرْ
ذاك ابـنُ سلطان بن سيف
مــن عصــاهُ لقـد كَفَـرْ
إن الــذي يعصـى الإمـا
م فقـد أتـى شـيئا نُكُرْ
هــذا الــذى قـد غـرَّه
مـن دَهْـرِه مـا قـد غبرْ
فليعتــبرْ مَـن كـان ذَا
عقــلٍ يقيــسُ وذَا بصـرْ
كـــن عــاقلا ومميــزاً
ذَا فطنــةٍ وأخَــا فِكَـرْ
والعقــلُ يــردعُ أهلَـه
وذوُو الجنـون علـى خَطرْ
هــذا الإمـامُ لكـمْ نَـذ
يــرٌ مِـن عـذابٍ مسـتعِرْ
فـارجُوه واسـتمِعُوا لـه
فيمــا نَهـاكُمْ أو أمـرْ
فهـو النـذيرُ لكمْ فَعُوا
وأظنهــا تغنـى النـذرْ
أو لــم يروهـم يَجْمعُـو
ن مِـن البـوادِى والحضَرْ
حضـرُوا جميعـاً فـي ذُرَى
نَـــزْوى وكــلٌّ مُنتِظــر
فـي مَوقـف ضنكِ المسالِك
عـــــبرةٌ للمزْدَجَــــر
فتحيَّــروا طــرّاً إلــى
أَنْ قيــــــل كَلاَّ لاَ وَزَرْ
وتراهُــمُ فــي جَمعهــم
مثـلَ الجـرادِ المُنتِشـرْ
هُـمْ مُهْطِعُونَ إلى المليكِ
الســيد البطــل الأبـرّْ
يتخــــافتُون كـــأنهم
يتسـابقُون إلـى الصـدَرْ
ويقــولُ أَوْســطهم مَـتى
يقضـَى لنـا هـذا الوَطَر
يَــدْعون ربهــمُ كـثيراً
بالأصــــائِل والبُكَـــر
فكــأنهم يــوم القيـا
مــةِ لا نجــاةَ ولا مفَـرّْ
كــلٌّ يـرَى أن ليـس يـس
تبقَــى وينتظـرُ الخبَـر
لَـنْ يـدفعُوا عـن بعِضهم
شــيئاً إذا أمــرٌ عسـَرْ
لا تنكـــرُوا منــه إذا
جمــع الخلائق وانتظَــرْ
يــا أيُّهــا العقلاءُ لاَ
تَعْصـُوه فيمـا قـد أمَـر
ومـن النصـيحةِ أخلِصـُوا
نِيَّــاتكم فيمــا جَبَــرْ
وتغَيــرتْ خُلــق الرجـا
لِ وكــلُّ خلـق قـد أُمِـرْ
وتلــــوَّنتْ ألـــوانهم
وَأُرٍيـق في الصفْوِ الكدَر
واشـتدّ ظُلـم الظـالمينَ
علــى البريّـةِ واشـْتهر
فتــدارَك الخلـقَ الإمـا
مُ بعـــون رب مُقْتَـــدِر
نَجَّـــاهُم مـــن وَرْطَــةٍ
وَوَقــاهُمُ مِــن كـلِّ شـرّ
تَــاهَتْ عمـانُ بـه فعـدْ
لُ اللَّـهِ في الأرض انتشَر
فهـو الحسـام المُعتضـَى
وهـو الشـجاع المُبتـدَر
مثـل الشهاب إذا انْبرَى
أو كــالحريق المسـتعِر
كيــف الخلاصُ إذا بَــدا
أو هــزّ صـارِمَه الـذَّكَر
أو مَــن يعيــبُ بجهلـه
ســلطان عــدل إن قَهـرْ
إلا قليــل العقــل مِـن
هــذى الخلائق والبشــَر
فافتـحْ جُفونَـك يـا فتًى
وَدَع الحماقــة واعْتـبرْ
ســتراهُمُ عمــا قليــلٍ
فــي المضـيق المُحتقَـر
دَعْنــى أطيــلُ مَـدائحى
فيــه وصــوبٌ مَـنْ عَـذَر
فالجيـدُ يَزْهُـو بـالقلا
ئِد واللآلـــى والــدرَر
مــدحُ الإمــام شــفاعةٌ
تُرْجَــى ليــومٍ لا مَفــر
قــال النــبىّ تعلّمـوا
الشـعرَ السـنىَّ المُزدَهِر
فالشــعرُ فيــه حكمــةٌ
وفصــاحةٌ لِمــن اعتـبرْ
دُمْ يـا إمـامَ المسلمينَ
موفقــاً طــول العُمُــر
مــا لاحَ بــرقٌ أَوْ هَمَـى
وَدْقُ الســحائبِ وانهمَـر
أو حــنَّ مُشــتاقٌ إلــى
الأوطـانِ مِـن طول السفر
أو لاعبــتْ ريـحُ الصـَّبَا
غصـن النقَـا وقْتَ السحر
أو نــاحَ طيـرٌ بالضـحى
مِـن فـوق أغصـانِ الشجرْ
أو تــمَّ بــدرٌ بالـدجَى
أو لاحَ صـــبحٌ وانفْجَــر
هـذا مـن العَبْـدِ الـذي
بمــديحِه كــى يَفْتخــر
مــا لاحَ بــرقٌ بالـدجى
أو نَــاحَ طيـرٌ بالشـجر
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.