
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليلـىّ هـل بعـد السـنين الغـوائرِ
رجــوعٌ لأيــام الشــباب الغــوابرِ
وهــل جيـرةٌ بـالمنحنى شـتَّ شـملُهم
أم الشــملُ مجمــوعٌ بســاحةِ حـاجرِ
وهـلْ ذاكـرٌ ذاك الحـبيبُ الـذي نأَى
عهــوداً تناســاهن أمْ غيــرُ ذاكـرِ
عهـودُ هـوى لـم يمحُهـا مـن قلوبنَا
كـــرورُ عشـــياتٍ ومـــرُّ بـــواكرِ
ولمـا مررْنـا بالـديار الـتي عفَـتْ
سـقَينا ثراهَـا مـن شـئون المحَـاجرِ
فظَلنَـا بهـا نبكـى وهلْ ينفعُ البُكا
بِأرجــاءِ سـاحاتِ الرسـومِ الـدوائرِ
ديــارُ اللّتيَّــاليس فيهــا مـؤانسٌ
يُـرى غيـر غـزلان الظبـاءِ النـوافرِ
فتــاةٌ لهــا وجــهٌ يضــىءُ كــأنه
إضــاءةُ بــدرٍ فــي دُجنَّــةِ كــافرِ
وجفــنٌ ســقيمٌ فـاتنُ اللحـظِ فـاترٌ
كحيــلٌ فمــا وَجْــدى عليـه بفـاتِر
وســـالفةٌ كالســـيفِ ســُلَّ بغمــده
وجيــدٌ كجيــدِ الظـبىِ نزهـةُ نـاظِر
وصــدرٌ بــه حُـقٌ مـن العـاجِ قاعـدٌ
ولكــن لـه فِعـلْ القنـا المتشـاجرِ
وخصــرٌ لهــا واهٍ ضــعيفٌ كســلوتى
وردف كَــدِعصِ الرمــل ملـءُ المـآزر
مـن الخِفـراتِ الـبيضِ دُعـجُ عيونِهـا
إذا نظـرتْ تَسـْبى الـوَرَى بـالنواظِرِ
حيــاةٌ لــذِى مــوتٍ ومــوتٌ لعاشـقٍ
وداءٌ لـــذى بُعْــد وســَلْوَةُ خَــاطرِ
فَـدعْهَا وسـَلِّ القلـبَ عنـكَ بمـدحٍ مَنْ
صـــغَى لعلاهُ كـــلُ بـــادٍ وحاضــرِ
هُـوَ الملكُ الهادِى أبو العربِ الفتَى
ســلالةُ ســلطانِ بـنِ سـيفِ المُنَاصـِرِ
لـــهُ جــوُد كــفٍّ لا يقــاسُ بــأولٍ
وبحـــرُ عطـــاءِ لا يقـــاسُ بــآخِر
سـَمَا مُشـْمَخِرّاً فـوق هـام السُّها على
ملـوكِ البرايـا بالنـدَى المتـواترِ
فتًــى همُــه كسـبُ المحامـدِ والعلا
وتفريــقُ مــالٍ بيــن نــاهٍ وآمـرِ
لــه منطــقٌ يعطـى الرجـال فَطانـة
وغــرةُ وجــهٍ كالشــموسِ الســوافرِ
زيـارَتُه تجلـى القلـوبَ مـن الصـدَى
ورؤيـــا محيـــاه جلاءُ الخـــواطرِ
أفــادَ المـوالى مـن سـَخاوَته كمـا
أبـادَ المعـادى بالقنـا والبـواتِر
إذا صـالَ مـا بـأسُ الأسـود الخوادر
وإنْ جـادَ مـا جـودُ البحار الزواخرِ
شــديدٌ علــى الأعــداءِ لكـنَّ دأْبَـه
إذا مـا جنَـى الجـانى له عَفُو قادرِ
زكَــا عنصــراً مــن دَوْحـةٍ يغربيّـة
تعــالتْ سـموّاً مـن كـرامِ العناصـرِ
فأنت الفتَى وابنُ الفتى وأبو الفتى
أولئك تُتْلــى ذكرُهـم فـي المنـابرِ
ورئتَ العَلا والمجـد والحلـمَ والحِجَى
وبــذل العطايـا مِـن جـدودٍ أكـابرِ
عممــت جميــعَ الخلـق عـدلا ورحمـةً
فأضــحى مطيعــا كــل بــرٍّ وفـاجرِ
وأضــحى الـذي أضـْحى بربـك كـافرا
مقــرّاً بإسـداءِ النـدى غيـر كـافرِ
ولا زلـــتُ أســتقرى الخلائقَ كلهــم
فلــم أرَ فيهــم غيـر مثـنٍ وشـاكرِ
فيـا ابـنَ الكـرامِ الأوليـن تعطُّفـاً
لِــذِى مقــةٍ صــافى المــودةِ زائرِ
كســاكَ مــن المــدح اللبـابِ ملاءةً
بهـا تـاهَ حـتى قـال هـلْ من مُفاخرِ
تزيــدُ علــى مـرِّ الليـالى تجـدداً
فلــم يُبْلِهـا مـن صـرفه المُتغَـايرِ
قـوافٍ مـن الشـعرِ الـذى فـاقَ نظمهُ
بِطــرسٍ بــدتْ كــاللؤلِؤ المُتنَـاثِر
أتَتْــك تهــادَى كــالعرائس قُلــدَتْ
قلائدَ دُرٍّ فـــي عقُـــودِ الجـــواهرِ
إذا أنشـدتْ فـي محفـلِ الجمـعِ جهرةً
تفتــشُ عــن مكنــون سـرِّ الضـمائرِ
فلــو ســمعتها الجاهليــةُ قومنـا
أضـــلّت بأبصـــارٍ لهــم وبصــائرِ
منزهـــةٌ تـــاهتْ علــى أخواتهــا
بمعنــى دقيـقٍ فـي العبـارةِ ظـاهرِ
فـــأنتَ لهـــا كُفــءٌ وفٍ فتملَّهــا
وأظهــرْ لهـا حسـن القبـول وبـادرِ
هــي الجــوهرُ الشـفَّافُ لا يسـتحقُّها
سـِواكَ مـن السـاداتِ يا ابنَ الأكابرِ
وهبْتُكَهـا أرجـو بهـا الفـوزَ في غدٍ
مــن اللَّـه ربٍّ خـالق الخلـق غـافرِ
ودمْ وابــقَ محـروسَ الجنـابِ مظفـراً
وضــدُّك معكــوسُ المنـى غيـرُ ظـافرِ
وعـشْ مـا بـدتْ شـمسُ النهـار وغردتْ
حمــائم فـي غصـن مـن الأيـكِ ناضـرِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.