
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وقلــتُ لــه لقيــاكَ خيـرُ عُلالـةٍ
إِذا كنــت ذَا بشـر ولانَـتْ معـاطِفُ
وهـاتِ اسـتقنى من خمرِ ثغرك إِنّها
حلالٌ لهــا مـا باشـرتْها الأسـاقِفُ
فأصــغى بثغــرٍ كالجُمـانِ منضـداً
وجـادَ لنـا ممـا حـوَتْهُ المرَاشـِفُ
سـكرتُ بهـا صـِرفاً سـُلافاً مِزَاجُهـا
فـتيتٌ مـن المسـكِ الـذكىِّ مُضـاعفُ
ولمــا تناشــدْنا وطـالَ عتابُنـا
جـرَت عَبَـرَاتٌ مـا عَـدَتْها المطارِفُ
فقلـتُ لمـا هـذا البكـاء بعـبرةٍ
فقــال بكـائي مـن فراقِـك خـائفُ
فقلت أتبكي في اللقاءِ وفي النوى
فقــال كلا الحـالين فيـه متـالفُ
فقلـت فهـلْ مـن راحةٍ قال لي فلا
أرَى راحـــةً إلا لمـــن يؤالـــفُ
شــدائدُ شــتَّى والحــبيبُ مسـاعفٌ
فكيــفَ بـه إذْ كـان وهْـو مخـالِفُ
فمـن حَـبَّ أو مـن حُـبّ فهـو معـذبٌ
ولا زالَ يغشــاهُ الأسـَى والمخـارفُ
فمـا سـاءَنا سـوءا ولا سامَنا أذَى
مـن الخلـق إلا مـن نـرَى ونؤالـفُ
فـإني رأيـتُ البعد سعداً لمن نأى
عـن الناس او من لم تمله المآلفُ
نعـشْ في ذُرى العليا وحيداً موحداً
فريـداً ولـم يهتـفْ بربعـك هـاتِفُ
عســاكَ تـرى جنـاتِ عـدنٍ مؤالفـا
بهـا الحورُ فيها تحتويك المشارفُ
وبـادر إلـى الخيراتِ من كل وجهةٍ
وكـن كيِّسـاً تُسـْدَى إليـك العَوَارِفُ
وباشـرْ إذا مـرّتْ بـك الدهرَ فرصةٌ
فــإن لــم تباشـرْها فإنـك آسـفُ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.