
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وبــارقَ بعــضُ العــالمينَ نسـاءَهم
وضـاقَ بهـم مـن ذلـك الوعرُ والسهلُ
وقـلّ البِنَـا والحـرثُ والزرعُ للورَى
وضـاقَ بأهليهـا بهـا العُلوُ والسُّفْلُ
وقـــد يَبِــس الآبــارُ إلا نــوادراً
وأكْـدَى جميـعُ الخلـق وافـترقَ الأهلُ
فبعـضٌ غـدا فـي الغـرب يطلـبُ رزقه
وبعـضٌ غـدَا فـي الشرق واضطربَ الجُلّ
تـرَى النـاسَ سـَكْرَى خاشـعين تـذللاً
مِـن القـلّ حـتى لا يَصـيحَ لهـم طِفـلُ
وعهـدِي ببعـض يلقـطُ النخَـلَ بلحهـا
ويشـــربُ مــاءَ لا يُمِــرُّ ولا يَحْلُــو
وبعــضٌ تــولى يطلـبُ النـاس بُلْغَـةً
فحــلَّ بــه مـن سـوءِ مطلبـه الـذل
وبعــضٌ تغــدى بالقليـلِ ولـم يسـلْ
وبعــضٌ تــراهُ ســائِلاً وهــو الكـلُّ
وبعـــضٌ فلا يبكــى ولا هــو ضــاحِك
يكابِــدُ أشـغالاً مـن الهـم لا يخُلـو
وبعـــضٌ تمنـــى للحمــام لِفَقْــرِه
وممّـا رأى السـُّوأى وحَـل بـه القُـلُّ
وذلــك فــي عــام الثمـانين حجـةً
وألـف تـوالتْ مـع ثمـان ومـا حلوا
ولـولاكَ سـلطان بـن سـيف بـن سـالك
لحـلَّ بنـا مِـن أجْـل مَا مَسَّنَا الخبْلُ
فأمطرْتنــا مِــن جُـود كَفّيْـك وابلاً
أقــام مقامــاً لا يقـومُ بـه الـولُ
فأحييـكَ أرضَ اللـهِ بالعـدلِ والندى
إلـى أن أمـتّ الجهـلَ وانتشر العدلُ
وهــذا قــديمٌ منكــم ليـس محـدثاً
كـذَا كـانَ أجـدادٌ لـكَ العزُّ مِنْ قبلُ
هُــمُ مَعشــر لا خـابَ راجـى نـوالهم
لهــم بحــرُ جــود لا يكــدره مَطْـلُ
ومــن تكــنْ الغُـرّ الكـرامُ جـدودَه
ليوثــاً ضـوارى هَكـذا يكـن الشـبلُ
فعِــشْ إِن مَــدْحى فيــكَ حَــقٌّ مـؤثرٌ
ومَـدْحُ سـواى فـي سـواك هـو الجَهـلُ
دعـــوتُ إِلهــي أَنْ يخلِّــدَ مُلككــم
ويســقَينا غيثـا بـه يُجمـعُ الشـملُ
فيـا ربِّ يـا مـولايَ نـدعوكَ فاسـقما
حيــاً ذا شـآبيبٍ بمـوتُ بـهِ المْحـلُ
ويـا خيـرَ مسـئولٍ دعونـاك فاسـتجبْ
وأكــرمَ مــأمولٍ بــه وثــق الكُـلُّ
عبــادَك يــا ربَّ العبــادِ إغاثــةً
بِفَضـْلِكَ يـا مَـنْ منه قد عمّنا الفضلُ
دَعَونــاكَ يــا رْحمــن دعـوةَ واثـقٍ
بجـودِك يـا مَـن قـوله الحقُّ والعدْلُ
ويـا مَـن هُـو الـربُّ العظيـمُ جلالـه
ومَـنْ بيـديه الخلـقُ والأمـرُ والفعلُ
فـأنت الحكيمُ الخالقُ الرزاقُ الورَى
أغثْنـا فمنـك الجـود يا رب والفضلُ
فـأنتَ العليـمُ الفادرُ الواهبُ الذي
تسـبِّحه الحيتـانُ فـي البحر والنملُ
وأنـتَ الجـوادُ السـيدُ الصـمدُ الذي
تفــردَ عــزّاً أنْ يكــونَ لــه مِثْـلُ
تعـالَى إلـهُ الخلـق عَـنْ كـلِّ واصـفٍ
لقــدرتِه أو أنْ يحيــطَ بــه عَقْــلُ
وصــلِّ إلــهَ الخلــق جــلَّ ثنــاؤُه
عَلَى أَحْمَدَ المختارِ ما سارتْ بِه الإبلُ
صــلاةً تــوالى ليـس يُحصـَى عـدادُها
كمَـا ليس يُحْصَى القَطْرُ ولويْلُ والرمْلُ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.