
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنْ أبطـأ المـرءُ فـي وَعْـدٍ وفي عدةٍ
مــن غيــر عُـذْرٍ ولا شـُغْلٍ لـه فَلُـمِ
فــإن يكــن بطـؤُه مـن علـةٍ عرضـتْ
مـن سـقمِ ذى مقـةٍ أو سـقمِ ذى رحـمِ
أو اعــتراهُ أذّى فــي جسـمه وضـنىً
فالعفوُ مِن ذى الثناء أولى بذى سقَمِ
أمــا الـذي جـرَّدَ الإبطـاءَ منحرفـاً
مــن غيــرِ عــذر ولا شـغل ولا ألـمِ
فـذاكَ يُجفـى ولـم يقبـلْ لـه أبـداً
عـذرٌ مـن القـول دونَ الخلـقِ كُلّهـم
واللـــهِ خلفـــةُ بِــرٍّ صــادقٍ ورعٍ
مـا خنـت عهـدي ولا دلَّسـْتُ فـي كَلِمي
ولا تلبثــتُ فــي الإبطــاءِ منحرفـاً
عنكـم وعـن شـاهديكم منطقـي وَفَمِـي
فــإن يكـنْ غيـر هـذا أنـت عـالمه
أفــديك مــن عَلَـمٍ عـالٍ ومِـنْ حِكَـمِ
أو أضــْمرنَّ مقــالا غيـر مـا نطقـت
بــه لســاني ومنكـم مُهْجَـتي وَفَمِـي
هَبنـي زللـتُ فمنـك الصـفحُ يجبْرنـي
والعفـوُ يمحُـو الذي أجنى مِنَ اللَّمَمِ
قـد قيـلَ فـي سـالفِ الأيامِ قولٌ هدَى
لا بــدَّ مــن نَبْـوةٍ للصـارمِ الخَـذِمِ
أو الفقِيــهُ الــذي طــابتْ خلائقُـه
مِـنْ زلـةٍ عرضـتْ تُقْضـِي إلـى النّـدَمِ
عَفْــوا وصــَفحاً وغفرانــاً لمجـترمٍ
لــولا التجـاوزُ لـم يُغْفَـر لمجـترمٍ
ولــو ملأتُ قُــرَابَ الأرضِ مِــنْ زَلَــلٍ
أيقنـــتُ أنّــكَ تمحوهــا بِلاَ ســَأَمِ
ولا أظــنُّ بَنَــاتِ الــدهر ترشــقُني
بأســهمٍ مــن قِسـَىٍّ البـؤس والنَّقـمِ
وكنــتُ أضــمرُ أن الفقــرَ يصـحَبُنِي
إذْ كــان لفظــك لا يَســْخَو بِلا وَلَـمِ
كـــأنَّ لا عنـــدكم حجـــرٌ محرمــةٌ
إذا ســُئِلتَ فلــم تَعْـرِفْ سـِوَى نَعَـمِ
يـا منجزَ الوعْد يا محي الصخاء وَيا
ســِرَاجَ مِلّتنــا يــا ســَيِّد الأُمَــمِ
يـا نجـلَ سـلطانِ سـيفٍ نجـلِ مـالكِه
بلعـربِ الفضـلِ وافِـى العَهْدِ والذِّمَمِ
عَطفـاً لمـن جـاءَ يَرْجُـو منـك مغفرةً
لكـلِّ مـا اجـترحتْ يمنـاهُ في النِدَمِ
لا خــابَ راجيــكَ فـي عفـو ومنفـرةٍ
كمــن يرجِّيــكَ فـي جـودٍ وفـي كَـرَمِ
إنِّــي علقــتُ بحبـلٍ لا انفصـامَ لـهُ
مِـــنْ حُبِّكــم وَودادِ غيــر مُنْصــَرِمِ
فاخلـدْ سـليماً خلـوداً لا نفـادَ لـهُ
وانْعَـم وجـدْ وابتهجْ واحلمْ بنا ودُم
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.