
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بيضــاءُ واضــحةُ الــترائبِ غـادة
إن شـــُبْهَتْ ظُلِمَــتْ ببَــدْرِ تمَــامِ
سـمع الخيـالُ بهـا فخلـتُ جبينهـا
شمســــاً تلأُلأُ تحــــتَ جُنـــحِ ظلامِ
بــاتتْ تبــثُّ لــي العتـابَ مـودةً
وتــدبرُ مــن فيهــا كـؤوسَ مُـدَامِ
وتقـــولُ لـــي هلاّ تريــدُ ســُلافةً
تشــــفى مـــن البُرحَـــاء والآلامِ
فأجبتهــــا ألاّ أريـــدُ مُحرَّمـــاً
حاشـــا لِمْثلِــى لارْتكــاب حــرَامِ
لمــا رأتْنــي والعفــافَ فكفكفـتْ
عــبراتِ عينــي عــروةَ بْـن حِـزامِ
أُلْفـى فلسـت مـن الـذين إذا خلوا
بخريـــدةٍ ســَحَبُوا ذيــولَ أَثَــامِ
وخــرائدٌ قــد زرنَنــي فوجــدْنَني
متنزهـــاً فــي يَقْظَتِــي ومَنَــامِي
فكـــأنّني مســـتعلمٌ مـــن عفّــةِ
الملــكِ الأشــم الســيد القَمْقَـامِ
ذِى الفضـلِ سـلطانِ بـن سـيفِ الندَى
الزاكِـي المكـرَّمِ فـي مَـدَى الأيَّـامِ
اليعربـــيِّ الشـــمرى المرتضـــَى
وذِى الـــدِّينِ والإيمــانِ والإســلامِ
الباســلِ العــدلِ السـرىّ الماجـدِ
اللبــقِ الأبــىِّ الهزبـرىِّ السـَّامي
تتقاصــــرُ الأملاكُ عنـــه هيبـــةً
وتــــرى بلا هــــربٍ ولا إقْـــدَامِ
وتـــودُّ ترشـــفُ نعلــهُ وبســاطهُ
فتظـــلُّ واقفـــةً علــى الإقْــدَامِ
ملــك يجــدِّلُ مَــنْ يشــاءُ بسـيفهِ
الماضــي وينبُــو عنـه كـل حُسـَامِ
لـو يكتِفـي بالـذِّهْنِ في رَهَجِ الوَغَى
لكفــاهُ مِــنْ قتــل عَـنِ الصَّمصـَامِ
ربُّ الســماحةِ والفصــاحةِ والحجـا
والخيــرِ والأســنَى أبــو الأيتَـامِ
لـولاهُ مـا علـم امـرؤٌ كيـفَ الجدَى
والطعـن فـي الأحشـَا وضـرب الهَـامِ
إنْ حــلَّ حــلَّ النهـبُ فـي أمـوالهِ
أو ســارَ حـلَّ القتـلُ فـي الأجْسـَامِ
إن جئتَــه تعــرُو فلا تظهــرْ لــهُ
يُعْطيــــك مبــــتئاً بغيـــر كلامِ
إنْ قلــتَ كـالبحرِ المحيـطِ ظلمتـه
فــي جُــودِه أو قلــتَ وَبـل غمَـامِ
حَاشـَا ابـن سـيفٍ أن يضاهى بالورَى
أو أنْ يشـــاكلَه كريـــمُ كـــرامِ
هــو أولٌ هــو آخــرٌ فــي نضــله
هــــو ســــابغ الآلاء والإنْعَـــامِ
هــو كعبــةُ الأربــابِ طـرًّا مـالهُ
مِــنْ مُشــْبه فــي أعصــرِ الأعْـوَامِ
يــا محـيَ الكـرم الكـثير بمـالهِ
بَـــلْ مُهلــك الأعــداء والإعــدامِ
يـا مـن تفـرَّد بالشـجاعةِ واللُّهـى
يــا مَــنْ أمــات عبـادة الأصـنامِ
يا من إذا اشتدَّ الوغَى وطغى الرّدَى
يلقـــى الجيــوشَ بواضــحٍ بســَّامِ
إنِّــي دعوتـك فاسـتجبْ لِـي دعـوتي
يــــا غايـــةَ الإجْلال والإعْظـــامِ
أمطــرْ علــىَّ ســحائبا مــن فضـةٍ
مــن أنمــل مثـلَ البحـارِ هَـوَامِي
أقســمت لـم تـرددْ فقيـرا خائبـا
وتــرد فــي الهيجــاءِ كـلَّ لُهَـامِ
وغــدوتَ تصــغى للوفــودِ مَسـامِعاً
وتصـــمها عـــن طاعــة اللُّــوَّامِ
مــن مَعشـَرِ سـَادُوا البريَّـة كلَّهـم
أنــتَ الهُمَــامِ وكَهْــفُ كـلُّ همـامِ
أقصــرْ لقـدْ جـاوزت حـدَّ المنتهَـى
فــي الجــودِ والبأسـاءِ والإكـرَامِ
إنــــي نـــثرتُ عليـــكَ دُر قلائِد
تـــزرى بكـــلِّ لآلىـــءِ ونظـــامِ
خُـذْها مـبرأةً مـن التـدليس والألح
انِ فهْـــي أتـــتْ لخيـــر إمــامِ
وحكـــتْ فريــضَ البحــتري سلاســةً
وابـن الحسـين الفـذَّ فـي الإحكـامِ
كِلا معانيهـــا وجـــودة لفظِهـــا
مــن شـعِر ذِي المعنـى أبـي تمّـامِ
فليهْــن هــذا الـدهرُ أنـك خالـدٌ
يـــا كعبــةَ الأمــراءِ والحكــامِ
فعليــكَ طـولَ الـدهرُ رحمـة ربِّنـا
وعليـــكَ ألـــفُ تحيـــةٍ وســـَلامِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.