
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا حـاجتي فـي ذمِّ أهـل زماني
وبهــم مصـالح فـافتى وأمـاني
إن عبـتُ منهـم واحـداً وذممتُـه
لــم أخـلُ مـن عيـبٍ ولا نقصـانِ
وليــدخلُن بغيضــهم وحــبيبهم
ذمّـى ومـن أهْـوى ومـن يَهْـواني
فعلامَ أذكــرُ عيـبَ غيـرِي واغلاً
فـي ذكـرِه وأنَـا الخبيرُ بشاني
إن لــذُو عيـبٍ ولـم أكُ خالصـاً
أأذمُّ غيــري والقــذَى يَغْشـَاني
لـو ينظـر المـرزى مثالبَ نفسهِ
مـا عـابَ فـي دُنْيـاه مِنْ إنسانِ
فـإن ادَّعيـتَ بـأنهم ذكـروك أو
هـابوكَ بالسـوآى فـأنتَ الجاني
إن شـئتَ تحمدُ في زمانِك فلا تدعْ
عَـنْ كـل عيـبٍ شـانَ فـي الإنسانِ
واذكر عيوبَك قبل عيب سواك إمَّا
إن كنــتَ ذَا دِيــنٍ وذَا إيمـانِ
وكـل العبـادَ ولا تعـبْ أخلاقهـم
وارعَ الـذمامَ لهـم إلى الرحمن
أفـأنت نـاج أن تعيـبَ طبـاعهم
ممـــا تجرحهــم بحــدِّ لســانِ
إن عبتَهـم كـثرتْ عيوبُـك بينهم
ورمــوك بالبغضــائ والشــنآنِ
عـش سـالماً مـن ذكرهم وعيوبهم
تَسـْلم مـن التوبيـخِ والهجـرانِ
واشـكرْ لمـن أفضـَى إليك بجوده
فالشــكرُ مرقـاةٌ إلـى الإحسـانِ
واعلمْ يقيناً أن تركَ الشكر عند
أولـى النهى يفضى إلى الخُسْرانِ
لا تجحـد النعماءَ مِنْ أهل الندى
إن الجحــودَ لغايــةُ الحرمـانِ
واحمـد مـن اسـترعاكَ حقَّ ودادِه
فــرضٌ عليــك محبــةُ الإخــوانِ
إن شــئتَ ألا يــذكرُوك بغيبــة
فــاذكرْ محاســنهم بكـلِّ مكـانِ
واكفُـفْ لسـانك لا تعـبْ أخلاقهـم
فــالحرُّ يحفـظُ غيبـةَ الجيـرانِ
خذْ ما بدَا من أهلِ دهرك واقتصرْ
عَــنْ بــاطنِ الأســرارِ بـالإعلانِ
إن أنــتَ فتشــتَ الخلائقَ سـرَّهم
عيـــبَ المعيــبِ تَعِــشْ بِلاَ خِلاَّنِ
فاسـلكْ سـبيلَ المتقينَ فبالتقى
ينجيــكَ ربـكَ مـن هـوىً وهـوان
إنــي لأســتحي مـن الرحمـنِ أنْ
أبـدْى المثـالبَ والعيوبُ تراني
وإذا هممــتُ بـذمِّ أهـل زمـاني
فكــرتُ فـي عيـبي وفـي نقصـانِ
فــإذا ذممتهـمُ غـدوت شـريكَهم
حقّـــاً لأنـــا كلنـــا ســيّانِ
النــاسُ كلُّهــمُ فكيــفَ أذمُّهـم
يحنُــو علــى وكلَهــم إخــوانُ
خرسـت لسـاني إن نطقـتُ بـذمُّهم
وبلعــربٌ فيهــم فــتىَ سـلطانِ
جـادَ الزمـانُ به علينا فاغتدت
تنهــلُّ فـي الجَـدْوى لـه كَفّـانِ
هُـو نَسـْلُ سلطان الإمامِ المرتضى
ربُ البراعــةِ طــاهرُ الأذْهــانِ
يُعطـــى بلا مــنِّ ولا مَطْــلٍ ولا
كـــدَرِ بـــوجه واضــح حســَّانِ
يـا مـنْ تَسـُلُّ مواهبـاً كَفّاه في
هــذا الـورَى جـوداً بكـلِّ أوان
وأحلّنـــا فــي دار عــزٍّ دائمِ
وانتاشـنا مِـنْ نـارلِ الحـدثان
وأقامنــا فــي عــزةٍ ومســرةٍ
وأجارنــا مــن شــدةِ الأزمـانِ
لا جــاره معــه يضـامُ ولا يـرَى
يومــاً بــذى كمــدٍ ولا أحْـزانِ
إن الثنـاءَ عـن المـودة مخـبرٌ
مثـل الطـروس تـبينُ بـالعُنْوَانِ
لا طــامِعٌ ولئن طمعــت فإنمــا
طَمَعِــى يـؤولُ إلـى جَـدَى هتَّـانِ
وإلـــى خضــمٍّ زاخــرٍ متلاطــم
يغنـى العبـاد بخـالص العِقْيَانِ
يـا مـن أبـوه موهن الأعداء في
الغــاراتِ وهـو مُـوهِّن الأقـرانِ
يـا مـن أبوهُ مذلّل الشجعان في
الوقعـات وهـو مفـرِّق الفُرْسـانِ
يــا مــن أبـره مكـرّم ومجلـلٌ
فـي القَـدْرِ وهو معظمٌ في الشانِ
يـا مـن غَدا ريبُ الزمانِ وصرفه
لـم يقـض شـيئاً كالأسير العاني
أصـبحتُ فـي نعمـاكَ أرفلُ ساحباً
ذيـلَ المسـرةِ فـي غنَـى وأمَـانِ
وحفظتنــي مـن كـلِّ خطـبٍ فـادحٍ
تفضــى إلــىّ بطرمـك اليقظـانِ
وخصصـــتني بمـــودةٍ وكرامــةٍ
حــتى سـلوتُ بهـا عـن الأوْطَـانِ
حمـداً وشـكراً يـا سليلَ إمامنا
مـن جـودِ كفّـكِ أو قـت أغْصـَاني
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.