
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنِّــي بفضــلِ مــن اللــهِ ذو دعـةٍ
وذو يســاريْن لا الإقتــارُ يَعْرُونــي
بـأبي الإمـامُ ابنُ سلطانَ الإمامُ بأنْ
تفضــى إلـىَّ خُطـوبِ الـدهر بـالهُونِ
فــإنني واثــقٌ بــاللهِ ثــمَّ بــهِ
إذا تمــرَّض خَــالِي فهُــو بَشــْفِيني
وكيــف يمــرضُ خَـالي وهـو لـي وَزَرٌ
مــتى أَزُرْهُ فلــم يبخــلْ بمكنــونِ
وحــائرٌ خلتُــه فـي العـىّ منهمكـاً
يعــومُ فــي بحرِتِيــهِ غيـرِ مـأمونِ
يكــادُ يغـرقُ لكـن شـامَ نـارَ هـدىً
فقــالَ عــلّ بهــا قومـاً ليهْـدُوني
لمــا أتاهــا رآنـي قاعـداً فـدنَا
منّــى قريبــاً وألْقَـى رَحْلَـهُ دُونـي
فقـال مـا ذا تـرى فـي أمر ذى وَلَهٍ
أَقْــوَى وأفقــرَ مِــن مـال ومَـاعُونِ
لمــا تــبينتُ شــكواهُ فقلــتُ لـهُ
أمـا تـرى الخلـق ينحُـو أرضَ يَبْرِينِ
لا تقعــدن امــرأَ مِــن كـل ناحيـةٍ
بهـا مـن الشـامِ أوْ مصـرٍ أو الصينِ
يَمِّـمْ ذُراهـا تـر البحـر الخضمَّ بها
فــاغرف بكفـكَ واشـربْ غيـرَ مَسـْنُونِ
وبُــثَّ شـكواكَ مَـعْ مـن لا شـبيهَ لـه
فـــترجعَنَّ بـــأجرٍ غيـــر مَمنُــونٍ
مــا أمَّ ســاحتَه مُقــوٍ ألــمَّ بــه
إلاّ وفـــاءَ بـــرزقٍ منــه مضــمونِ
ولـو تجمَّـع حـزنُ الخلـقِ فـي خَلَـدِي
فــإن مــراى فـتى سـلطان يسـليني
هَيْهـاتَ أن تحفـظَ الأيـامُ مـن قـدري
وناصـــري يعربـــيٌّ مَــدْحُه دِينــي
مــا اعتـلَّ لـي خـاطرٌ إلا وقـابلني
بطــائرٍ مــن نَــدى كفيــهِ مَيْمُـونِ
لا يطمعــنَّ زمــانٌ أن بضعضــعَ لــي
رُكْنــا ولا بِســهامِ البـؤسِ يَرْمِينِـي
فــإنْ قــويتُ فبالإِحســان يغرقُنــي
وإن بعــدتُ فعــرفٌ مِنــه يــأتينِي
لا زلـتُ أكسـوهُ مِـن مـدحي برودَ ثَناً
ولــم يـزلْ بـبرودِ العُـرْفِ يَكُسـُونِي
لا يـدخلُ الفقـر لـي بيتـاً فيخرجُني
إلــى ســواه فجــودٌ منـه يعتبِنـي
وكيـفَ أطمـعُ فـي جـدوى سـِواه وقـد
أنــالني فـوقَ مـا أرجُـو ويَكْفينِـي
يغــارُ مـن أن يمـس الفقـرُ شـاعرَه
أو أن ينــاديَه شـخصٌ باسـم مِسـْكِين
لا يعــترى البــؤسُ والإقلالُ شــاعرَه
غــدا غيــاثَ المــوالِي والسـلاطينِ
عَنَــتْ إليــه ملــوكُ الأرضِ قاطبــةً
طوعــاً لــه كلُّهــا تــدعو بـآمينِ
فهكــذَا مَــنْ أطــاعَ اللّـهَ خـالقَه
أطــــاعَه كـــلُّ ذى روحِ بتكـــوينِ
ذو العدل في الخلقِ لا تعدل به أحداً
تـــراه يصــلح الــدنيا والــدّينِ
لا ينبغِــي أن يســمَّى باســمِه أحـدٌ
لأنـــه ذهــبٌ والنــاسُ مِــنْ طِيــنِ
يـا مـن تسـَّمى باسـماء الملوكِ فكن
كمثلِهـــم هــذه ســُوحُ الميــادينِ
هـيَّ حـروفَ اسـمِك اللائي دُعِيـتَ بهـا
وائت الســباق وإلاَّ فِــرَّ مِـنْ دُونـي
هـذا أبـو العـربِ المشـهورُ مَنْصـِبُه
كمثــل مــا اشـتهرتْ آيـاتُ ياسـين
فـي الـبر والبحر هَلْ تلقى له مثلا
فــي عَــدْله مــن ملـوكٍ أو سـلاطينِ
لا عيــبَ فيـه سـوَى أَنِّـي بصـرتُ بـه
إذا تجلّـــى رُجُومـــاً للشـــياطينِ
عِـشْ يـا ابـنَ سلطان سيف نجل مالكِه
مــا عَمَّـر الـدهرُ فـي عـزٍّ وتمكيـنِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.