
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الســعد أَنجــز وعــدك المَسـؤولا
هَـل كـانَ سـيفاً فـي العدا مَسلولا
يَمضــي نفـاذاً حيـث ترتـد القَنـا
قَصـــداً وحـــدّ المشـــرفي كَليلا
هَـل نـافع منـك الفـرار إِذا وهـل
تغنــى محــاذرة القَضــاء فَـتيلا
أَم بــالغ أَحـد محلـك فـي العلـى
لَــو بــاتَ بَيـنَ النيـرات نـزيلا
إِذ تقسم العَلياء لا اتخذت سِوى الب
شـــا عَلــي بــن الحســين خَليلا
قســماً تصــدقه الـدَلائِل عنـد مـن
يَبغــي عَلــى ضـوء النَهـار دَليلا
وَاللَـــه خصــك بالســَعادة منــة
لمــا اِكتَفيــت بــه عليـك وَكيلا
تِلـك الَّـتي تـذر الكَمـاة حَصـائِداً
وَالخيــل حســرى وَالسـيوف فلـولا
نفـذ القَضـاء بهـا كَمـا تَختار إِذ
وَرد البَشـــير بنعــي اســماعيلا
وافــى فجــدد فرحــة أَحبـب بمـر
ســله وأحبــب بالرَســول رَســولا
لا فــضَّ فــوك فلـو قضـت مـن حقـه
لعــس الشــفاه بــدرنه تَقــبيلا
كُــن كَيـفَ شـئت مبشـراً أَو ناعيـاً
فَلَقَــد جلـوت مـن السـرور شـمولا
واروه لــم تقــم البَـواكي حـوله
يشــققن جَيبــاً أَو ينحــن عـويلا
وَنعــوه لا نعــب الغــراب لفقـده
شــجواً وَلا بكــت الحمــام هَـديلا
بَــل كــل طيــر صـادح فـي أَيكـه
جعـل الغنـاء فـي العويـل بـديلا
نبــأ بشــائره تَــوالَت لَـم يكـن
فيهـا المعـاد مـن الحَـديث ثَقيلا
مــالي أَرى الأَقـوام مـن فـرح بـه
كــل يميــل مــن الســرور مميلا
وَأَراكَ لَــم تحفــل بموقــع هلكـه
هَــل كنــت عنــه بغيـره مَشـغولا
إِن كــانَ عــزّ عليـك مهلكـه وَلَـم
تســمع لســيفك فـي قَفـاه صـَليلا
فلســيف وردك فــي الـدياجي رنّـة
قَــد خَــرّ منهــا لليـدين قَـتيلا
سـَيفان هَـذا فـي العـدا حتـف وَذا
أَجــل الَّـذي اتخـذ المعاقـل غيلا
فَــإِذا دنــوت مـن العـدوّ قصـمته
وَإِذا نــأى كــانَ القَضــاء كَفيلا
لا تتعبـنّ فَقَـد جَـرى بمـرادك المق
دار يــــــأتي وفقـــــه تعجيلا
وَرأيــت صــنع اللَـه كَيـفَ غنـاؤه
وَرأيــت أَخــذ اللَــه فيـه وَبيلا
لَـم تبـق وتـراً ضـائِعاً فـي قـومه
حَتّـــى يســـرك أَن يَمـــوت عَليلا
فَلَقَـد أَخـذت الثـأر منهـم واِقتَضى
صــدر القَنــاة ضــغائناً وَدخـولا
وَثـأرت بالملـك الهمـام وَلَـم تدع
دمــه علــى وجـه الثَـرى مَطلـولا
إِذ أَقصــدوه فَــزالَ طــود شــامخ
مــا كــانَ لــولا مكرهـم ليـزولا
لا صــــدّهم حلــــم وَلا عطفتهـــم
رحــم أَفتــوا حبلهــا الموصـولا
لَــو كنـت شـاهدهم وأدنـاك الَّـذي
أَقصــاك كــانَ القاتـل المَقتـولا
أَمهلــت حَتّــى ثــرت ثـورة صـائل
وَاللَيــث يجثــم برهــة ليصــولا
اقبلتهـــم اســراب وحــش شــرّدا
شرســاً تجــاوب بالصــهيل صـَهيلا
اللائي يقنصـــن الغــراب بــوكره
وَيصــدن مـن قلـل الجبـال وَعـولا
عرفـت صـَريح اللجـم تعركهـا وَلَـم
تعـــرف قَصـــيماً دونهــا وَنجيلا
يحملـن أَحلاس الهيـاج إِذا اِرتَمـوا
فــي معــرك سـال الحمـام مسـيلا
مــن كــل مرهـرب البَراثِـن أَهـرت
الشــدقين يحتقــر الفَريسـة ميلا
فعـدوا عَـن الأَوطان خلفك في الصبا
وَأتـــوا لإدراك الــتراث كهــولا
فســلبتهم ملكــاً لَقَـد جـروا بـه
كــبراً عَلـى هـام النجـوم ذيـولا
وملأت بطـــن الأَرض منهــم بعــدَما
ملأوا الفَضـــاء أَســـنة وَنصــولا
وَعلـى الثَـرى عفـرت هامـاً لَم تَكُن
تَرضـــى الثريــا فَوقهــا اكليلا
يــوم بيــوم القَيـروان شـفى بـه
حــد الحســام مـن القلـوب غَليلا
فنيــت عــداك مـن اخطـأته منيـة
بالســـيف مــات بغصــّة مكبــولا
هَــل مــاتَ يـونس قبـل إِلا بعـدَما
ســـئم الحَيــاة مذلــة وَخمــولا
قَــد كــانَ مهلكــه لملكــك غـرة
واتـــاك هلـــك ســـليله تَحجيلا
قـل للعـدا ان كان قد ابقى الردى
إِلّا مهينــــاً منهــــم وَضـــَئيلا
مـا لـي وَمـا لكـم تريـدون الَّـتي
بظُبــا المَواضـي دونهـا قَـد حيلا
فَحــذار أَرض الملــك مسـبعة فمـن
يزجـــي قَطيعــاً أَو يــثير رَعيلا
قَـد كنـت مثـل السيف فَرداً وَالعدا
طــرا تحــاموا ســاحتيك نكــولا
مَهمــا تهلــل مــن سـيوفك بـارق
نكصـــوا عَلــى أَعقــابهم تَهليلا
فــالآن إِذ أَبصــرت حولــك أَســرة
تَســطو أســوداً أَو تَصــول فحـولا
أَبنــاءُك الغــر الَّــذي بــأزرهم
صــار الكَــثير مـن العـدو قَليلا
عــزوا فأصــبح مـن تَشـاء معـززاً
بهــم وَأَمســى مــن تَشــاء ذَليلا
افبعــدها تَرجــو الأَعــادي دولـة
هَـل يَبتَغـون إِلـى السـَماء سـَبيلا
فَلَقَـد غـدوا والملـك لَيـسَ بـدائِر
للـــذعر فـــي أَذهــانهم تخليلا
وَلَقَـــد رميتهــم بمــن عزمــاته
بـــدرت فــردت جمعهــم مفلــولا
بأشــد مــن ليـث العَرينـة جـرأة
وَأَعــز مــن زهـر النجـوم قَـبيلا
حمــودة الباشــا الَّــذي أَطلعتـه
بَـــدراً وَلكــن لا يَخــاف أَفــولا
فَسـَما إِلـى العَليـاء طماحـاً فَمـا
مِــن فاضــِل إِلّا اِنثَنــى مَفضــولا
وَأَتــى كَمـا قَـد جئت سـابق حلبـة
فَتظـــن طـــالب شــأوه مَشــكولا
وَلمـا حـويت مـن المَسـاعي محـرزاً
وَكَمـا جبلـت عَلـى الهُـدى مجبـولا
ملــك تفــرع مــن أَعــالي دوحـة
وَســخت بأَعمــاق الســَماء أصـولا
لَــو ناســبته رعيــة فــي فضـله
كـــانَ رعيتــه القــرون الأُولــى
علـم الهـدى لَـو سـار تحـت لوائه
ضــَليل كنــدة لَــم يَكــن ضـَليلا
وَالخافِقــات عَلــى الوَشـيح تظلـه
أَطيــــب بـــه ظلاً هنـــاك ظَليلا
وَالصــافِنات مَـع الريـاح نوازعـاً
فَكأَنَّمـــا تطـــأ الثَــرى تَحليلا
بيـنَ المَـواكِب فـي حمـاة لَـم يكن
الا بهـــم ممـــا اِقتَنــاه بَخيلا
شــيم عليــه مــن أَبيــه وَجــده
جـاءَت كَمـا انبلـج الصـباح شكولا
قســماً بمســتتر الأَباطــح واديـاً
مــن بطــن مكـة بالهُـدى مـأهولا
وَالســام حيــث مواقــف التَعريـف
وَالعيـس الَّـتي تهـدي إِلَيـهِ ذَميلا
مـا الفَضـل إِلّا حيـث أَنـتَ ولَم يكن
أَحــد ســواك المرتجـى المـأمولا
وَالقــول إِلّا مـا أَقـول فـان أَتـى
غيــري بقــول فيــك كـانَ فضـولا
حمودة بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الباشي الوزير الكتاب.مؤرخ أديب تونسي له شعر قرأ في الزيتونة وولي التدريس بجامعها.دفعه عسر الحال إلى الوفود على المغرب الأقصى وغربة وطنه واستفتحها بقصيدة مدح فيها السلطان المولى محمد بن عبد الله ملك المغرب والتقى بخاتمة فقهاء المالكية الشيخ محمد الناودي، تولى الكتابة في دولة المولى علي باي وقام بمهمة القسطينة والجزائر في عهده ووصفه صاحب الجواهر السنية بقوله: (سوار معصم الدهر، وغرة جبين النظم والنثر ودوحة الأدب الوريف وظلالها وعين البلاغة الجاري وسحر البيان وسلسالها...)وقد وافته المنية في أيام دولة المولى حمودة باشا المتوفى سنة 1229ه، 1814مله: التاريخ الباشي، رسالة في بعض المشايخ،شرح شعر ابن سهل، وديوان شعر.