
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَـرى مسـتهل الـدمع مـن مقلـة سحا
غـداة وَهـي عقـد الهَوى بعد ما صحا
وَخــاف الكـرى خوضـاً بلجـة أَدمعـي
فَنـادَيته لا تخشـها واذكـر الصـرحا
وَلــولا مقيــم بيـن أَكنفـة الحمـى
لمـا كـانَ قَلبي يعرف البث وَالبرحا
أَرى السـفح مـن بعـد فَأَبكي لمن به
فجفنـي عَلى الحالين قَد لزم السفحا
نـأوا وَرجونا ان يدوموا عَلى الهَوى
فَسـلو الجَفـا سَيفاً وَقَد ضَربوا صَفحا
وان حَبيبــاً بــاتَ تقــذفه النَـوى
عَلـى نقـض ما عاهدتها قَد طَوى كشحا
وان الخَيـال الزائريـن إِنَّمـا جَفـا
لمـا ان جفنـي لَـم يذق للكرى سرحا
خَليلـي طـالَ اللَيـل أَم يقبل الضحى
فَتبصــره كاللَيــل مُقلَـتي القرحـى
إِذا كـانَ مـن أَهـواه شَمساً وَقَد نأى
فَلا تَعجَبــوا ان لا أَرى بعـده صـبحا
وَبــي شــادن قـد أود القلـب حبـه
شــهاب غــرام بــاتَ يلفحـه لفحـا
وَأَصــبح فيــه قادحــاً زنـد لوعـة
أَفـي ابـن شهاب قد أجيز له القدحا
إِذا شـهدت لـي مقلـتي عنـدما بكـت
دَمــاً بِغَرامـي قـال ان بهـا جرحـا
إِذا مـا رنا من مقلة الظبي واِنثَنى
فَلا حملــت كــف قَضــيباً وَلا رمحــا
بـــوجنته مــاء أرق مــن النَــدى
وظــل عــذار ريحــه نفحــت نفحـا
وان فـاتَ ذاك المـاء وَالظـل جزتـه
إِلـى البحـر لا تظمـا لديه وَلا تضحى
إِلــى شـيخنا الأسـنى الامـام محمـد
إمـام لـه العَلياء وَالرتبة الرجحى
هُـوَ العـالم النحريـر وَالسَيد الَّذي
حـوى الهمـة الشماء وَالخلق السمحا
كَريــم لــه فضــل عَلــى كـل سـيد
تَـرى فـي نـداه جـود اكرمهـم شـحا
لــه قصــبات السـبق يـوم رهـانهم
وان يسـروا كـان المعلـى لـه قدحا
همـــام إِذا اِستَنهَضـــته لملمّـــة
يَجلــى خطوبـاً طالَمـا برحـت برحـا
يقســـم وَقـــتيه فـــوقت عبــادة
وَوقــت لبـذل العلـم يمنحـه منحـا
وَيسـهر فـي كسـب الفَضـائِل وَالعلـى
سـل اللَيـل عنـه هَـل يَنام له جنحا
لـه الحسـب الوضـاح وَالشـيم الَّـتي
غَـدَت غـرة فـي جبهـة الدهر لا تمحي
وَمجــد رقـي للانجـم الزهـر دائِمـاً
حَماهــا فَغاضـَت فـي مجرتهـا سـبحا
وفــر سـهيل خيفـة واِختَفـى السـها
لِـذاكَ وَقَـد أَلقى السماك له الرمحا
هَنيئاً لـك المجـد الَّـذي قَـد بلغته
بعزمــة جـد منـك لا تعـرف المزحـا
وَيهنيـك ذا الختـم الَّذي قَد همت به
ســَحائب علــم ســح وابلهــا سـحا
تلــوث بــه آيــات فتــح وَقبلــه
أَتيـت بِمـا لَـم يـأل نصـحاً وَلا نحا
فتحــت عيونــاً واِنتصــرت لمــذهب
فَللـه ختـم قَـد تَلا النصـر وَالفَتحا
يَقولــون مـا فـي الأرض خـل مناصـح
وَهَـذا خَليـل عـم كـل الـوَرى نصـحا
أَتـى بنفيـس الـدر مـن بحـر مالـك
لمـن كـانَ يُبقـي في تجارته الربحا
بمتــن مَـتين يشـرح الصـدر واضـِحاً
فأحسـن بـه متنـاً وَأَحسـن بـه شرحا
دَقــائِق تبــديها خفـت عَـن جهابـذ
بإلهام من أَوحى إِلى النحل ما أَوحى
لـك الخيـر من لي أَن اقوم بوصف ما
لـديك وان كـانت لي اللهجة الفصحى
وَمــا كـانَ مَـدحي أن يزيـدك رفعـة
كَفـاني علـواً أَن أَسـوق لـك المدحا
فَعـش للعلـى وَالمجد وَالعلم وَالتُقى
كَفـى الكل أَن تمسي سَليماً وان تضحي
حمودة بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الباشي الوزير الكتاب.مؤرخ أديب تونسي له شعر قرأ في الزيتونة وولي التدريس بجامعها.دفعه عسر الحال إلى الوفود على المغرب الأقصى وغربة وطنه واستفتحها بقصيدة مدح فيها السلطان المولى محمد بن عبد الله ملك المغرب والتقى بخاتمة فقهاء المالكية الشيخ محمد الناودي، تولى الكتابة في دولة المولى علي باي وقام بمهمة القسطينة والجزائر في عهده ووصفه صاحب الجواهر السنية بقوله: (سوار معصم الدهر، وغرة جبين النظم والنثر ودوحة الأدب الوريف وظلالها وعين البلاغة الجاري وسحر البيان وسلسالها...)وقد وافته المنية في أيام دولة المولى حمودة باشا المتوفى سنة 1229ه، 1814مله: التاريخ الباشي، رسالة في بعض المشايخ،شرح شعر ابن سهل، وديوان شعر.