
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـد أَيقـظ الطـل وَهنـاً ناعس الزهر
وَطــاف يَسـعى بكاسـات عَلـى الشـجر
فَمـا لمقلتـك النَعسـاء مـا اِنتَبَهَت
وَمــا لمشـمولة الصـَهباء لـم تـدر
تشـــوقت لاجتلاء الـــراح أَنفســنا
فـاِنهض وحـي بهـا يـا طلعـة القمر
فَقـامَ يعـثر فـي ثـوب الكـرى ثملا
محلـــل البنــد وَالازرار وَالشــعر
مـــورد الخـــد مَعســـولاً مقبلــه
أَحلـى مـن النَـوم في أَجفان ذي سهر
وَمـال يَسـقي النَـدامى مـن مشعشـعة
كَــذوب تــبر بأقــداح مـن الـدرر
صـَفراء وَالكـاس مـبيض قَـد اِنتَزَعـا
مِــن ســطوة حلــة الآصـال وَالبكـر
فأنهــل القـوم صـفواً مـن سـلافتها
وَعلنــي بكــؤوس الغنــج وَالحــور
فـي روضـة سـلّ فيهـا الـبرق صارمه
فَلَـم يغـادر لشـخص المحـل مـن أَثر
غنــاء تنشــر وَشـيا مـن مطارفهـا
مطـــرزاً نســتجته راحــة المطــر
مـن فـرط نعمتهـا ظـل الهجيـر بها
مثـل الأَصـيل وَصـدر الليـل كالسـحر
تــأرجت عَــن شـَذى أَنفاسـها فـروت
ريـح الصـبا عَـن شَذاها أَطيب الخبر
كــأن أَخلاق مَولانــا محمــد الشـحم
ي قَــد أَودعــت فـي نشـرها العطـر
أَكــرم بــه مـن همـام ماجـد فطـن
وَفاضـــل مرتـــد بالمجــد مــتزر
أَكنــافه جمعــت أَمنــاً إِلــى أدب
كـالروض يَجمـع بَيـنَ الظـل وَالثمـر
وَعلمــه زانــه عنــد النهـى عمـل
كالخــد زيّــن بالتَوريــد وَالخفـر
بــدت فَضــائلها لا شــيء يحجبهــا
فـي دهمـة الـدهر كالتَحجيل وَالغرر
شـــاعَت فحققهـــا قــاص وَمقــترب
حَتّى اِنتَفى الفرق بَينَ الخفر وَالخفر
يبــث فينــا علومـاً حيـنَ تسـمعها
تخــاله ملكــاً فــي صـورة البشـر
مَعنـــى رَقيــق والفــاظ مسلســلة
تهيــم بينهمــا بالكــاس وَالـوتر
يَنــال مــن علمــه غمـر وَذو فطـن
كـالغَيث حـل العـرا بالروض وَالحجر
وَيكســب المجــد ذا نقـص وَذا شـرف
كالفعــل يَعمــل فـي بـاد وَمسـتتر
يـا مـن إِلَيـهِ مَقاليـد العلوم أَتَت
طوعـاً وَقَـد جمحـت فـي سـالف العصر
وَمــن تبــوأ فــوق النجـم منزلـة
مـن أَجلهـا أَبصـرته العيـن بالصفر
خــذها مقصـرة عَـن وصـف غايتـك ال
قصــوى وَلَـو نظمـت بـالأَنجم الزهـر
بـك اِقتنصـت المَعـاني وَهـيَ شـاردة
وَمنــك نلــت الَّـذي نظمـت مـن درر
إِذاً فَمثلــي مـن قـد سـاق مجتَهِـداً
درّا إِلـى البحـر أَو تمـر إِلـى هجر
فاسـلم ولا نـال منـك الـدهر غائله
مبعــداً عَـن صـروف الـدهر وَالغيـر
مـا نـوع الريـح نبتاً في حجور ربا
وايقــظ الطـل وَهنـاً نـاعس الزهـر
حمودة بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الباشي الوزير الكتاب.مؤرخ أديب تونسي له شعر قرأ في الزيتونة وولي التدريس بجامعها.دفعه عسر الحال إلى الوفود على المغرب الأقصى وغربة وطنه واستفتحها بقصيدة مدح فيها السلطان المولى محمد بن عبد الله ملك المغرب والتقى بخاتمة فقهاء المالكية الشيخ محمد الناودي، تولى الكتابة في دولة المولى علي باي وقام بمهمة القسطينة والجزائر في عهده ووصفه صاحب الجواهر السنية بقوله: (سوار معصم الدهر، وغرة جبين النظم والنثر ودوحة الأدب الوريف وظلالها وعين البلاغة الجاري وسحر البيان وسلسالها...)وقد وافته المنية في أيام دولة المولى حمودة باشا المتوفى سنة 1229ه، 1814مله: التاريخ الباشي، رسالة في بعض المشايخ،شرح شعر ابن سهل، وديوان شعر.